يحوي المعرض الرابع للفنان التشكيلي باسم الشرقي «مزاج» mood أعمال تشكيلية تنتمي لفن البوب آرت، استخدم فيها تقنية عالية برؤية تعبيرية. ويطلق المعرض الذي يضم نحو 40 عملا جديدا الليلة الفنان طه الصبان في صالة أتيلية جدة للفنون الجميلة. وعن تجربة الشرقي الفنية، أوضح الناقد والفنان عبد الله أدريس «أن تجربة الشرقي نتاج مرحلة التجريب الحر التي بدأت تغزو الحركة التشكيلية المحلية منذ أكثر من عشر سنوات، ولا زال روادها يمارسون أداءهم بحرية خارج إطار القيم النقدية السائدة التي كانت مفيدة للحركة في اتجاه واحد». واعتبر أدريس أن «الفنان لم يستنفذ أدواته التقنية في التلوين والتشخيص بعد كل مرحلة، فأخذ يوجهها باتجاه مغاير للوصول إلى نقلة معاكسة لما هو سائد ومألوف»، مشيرا إلى أن «التخلص من حكم الألوان وقصيدتها يسير في اتجاه استخلاص إمكانياتها وقدراتها غير المرئية والحركية، لكنه استسهل الشكل والتشخيص بإدخال صورة الكولاج عن طريق الطباعة بواسطة «السلك سكرين» مما جعل الرؤيا تتسع وتتحد». ولاحظ أدريس أن «أعمال الفنان تكتسب صفة التشكيل السردي المتنوع، وهذا يؤكد امتلاك ثقافة بصرية ترفض الصوت والاتجاه الواحد والانفتاح نحو التجارب الأكثر حداثة دون إنغلاق على النمط المحلي وحدود الموروث». في المقابل، قال مدير صالة الأتيلية في جدة هشام قنديل: «إن الشرقي وصل بعد رحلة في البحث إلى تجليات في الرؤية والتعبير والإضافة في اشتغاله الحريص والمحسوب على المألوف الاستعمالي الحياتي، وتحويله من الهامشي المهمل إلى فن لوني». الشرقي استخدم في أعماله الجديدة الأبيض والأسود ودرجاته، واشتغل على بنائية هندسية معمارية تستلهم روح الريف والطباعة ليجعل من لوحته مقاربة تقنية للتجارب التجريدية الرمزية بكامل محمولاتها المهملة من فضلات السوق والحياة. كما حرص على روحية الجرافيك والبنية الطباعية برغم مشابهات الأعمال لونيا وتقنيا. الفنان باسم الشرقي واحد من أبرز فناني الجيل الثالث في المحترف التشكيلي السعودي، ويتمتع بأسلوب خاص وشخصية فنية متفردة تميزه عن أقرانه من التشكيليين السعوديين، حيث يقدم البوب آرت بقدرة ومهارة عاليتين.