انطلقت يوم الخميس الماضي في جده فعاليات المعرض الفني " حافة الصحراء" الذي يهدف إلى تعريف الجمهور بالفن السعودي المعاصر وقد بدأت قصة هذا المعرض قبل ( 6 ) ِسنوات عندما قررت مجموعةٌ من التشكيليين السعوديين العمل سوياً لتسليط ِالضوءِ على الفنون ِالحديثةِ في المملكة وفسح ِالمجالِ أمام عشاق ِالفن في مختلف العواصم العالمية للتعرف عليها . كما أن دور هذا المعرض هو تفعيل الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة وإحلال الأمن والسلام وهو استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للتقارب بين الحضارات. مها الملوح: دافعي الرئيسي هو تقديم نماذج مشرفة للفن السعودي تعكس حال المجتمع الحقيقية معرض قدم مثالا للحداثة في الفن، فن يحاكي الشعوب بطرحه ومعالجته لقضايا العصر وذلك بطرح أساليب وخامات تتوافق مع انجازات العصر في مجال الفكر أو الخامات أو ما يتعلق بالشكل والمضمون. هذا ومن التشكيليين المشاركين عبد الناصر غارم، السعودي (الذي سجل رقماً قياسياً لمجسم بعنوان «رسالة/رسول» في مزاد كريستيز العام الماضي في دبي) والتشكيلية مها الملوح، ود.احمد ماطر أحد الخمسة السعوديين الذين ستعرض أعمالهم في المتحف البريطاني في معرض الأسبوع القادم عن الحج " الحج ، رحله إلى قلب الإسلام " خلال الفترة من 26 يناير إلى 15 ابريل "، إضافة إلى الفنانين المشاركين: ايمن يسري، والجوهرة ال سعود، منال الضويان ، وحمزة صيرفي وسامي التركي ومجموعه أخرى من الفنانين السعوديين. عمل الفوتوجرام « يد بيد» للملوح التقينا بالتشكيلية الأستاذة مها الملوح، إحدى المشاركات في المعرض من خلال ثلاثة أعمال والتي تحدثت قائلة:" يسعدني اليوم أن أكون مشاركة في هذا المعرض في جدة، مسقط رأسي التي قضيت فيها جزءاً مهماً من حياتي،يسرني أن أكون احد الفنانين المشاركين في معارض "حافة الصحراء منذ بدايتها وحتى تاريخه، والدافع الرئيسي لي هو رغبتي بأن أحاول أن أقدم نماذج مشرفة للفن السعودي تعكس حال المجتمع الحقيقية". وأضافت:"لا يخفى على الجميع إننا نعيش عصر الانفتاح على العالم الذي لا نستطيع الهروب منه بوجود وسائل الإعلام الاجتماعية "السوشيال ميديا"من اليوتيوب وتويتر والفيس بوك، وهذا يلزمنا بعرض فننا بلغة العصر، فبعرضنا لقضايانا نحن لا ننشر غسيلنا، بل ونثبت للعالم أننا شعب سلام لدينا ثقافة ووعي وإدراك لمشاكلنا، ولدينا القدرة لإيجاد حلول لها مثل باقي العالم، لأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية الحل، وفي عرضنا لفننا هنا نحن نعرض فنا بلغة العصر نستطيع الوصول للناس حولنا في كل مكان". عمل «قليلاً من الالتزام» لعبدالناصر غارم وتتحدث مها الملوح عن تجربتها من خلال عملها الفوتوجرام " يداً بيد” من مجموعة "الأصالة والمعاصرة"حول حاجتنا كمجتمع عن أن نقف يداً بيد أمام العالم ونواجه التحدي، ندافع عن أنفسنا كسعوديين من خلال فننا الذي نستمده من ديننا و تراثنا، الطريقة الوحيدة للحفاظ على هويتنا وتراثنا هي إحياء التراث و تجديده بما يواكب العصر بحيث يكون جزءاً من حياتنا اليومية في المنزل في أدواتنا ومطبخنا ،المدرسة المسجد المدينة وهذا يتم بتحديثه و توليفه ليحاكي الأجيال الجديدة بطريقه تجعل من التراث أمامهم وليس خلفهم ومثالا على ذلك.. لأننا إذا عرضنا التراث أو احتفظنا به كما هو فكأننا نعرض صوراً لأموات يرفضها الجيل الجديد والأجيال القادمة وإحياء التراث لا يتم إلا بإحياء الفنون بجميع أنواعها عن طريق دراسة الفن وتشجيع الإبداع والمؤسسات الفنية والأفراد والمشاريع الفنية الخيرية.. عمل «خروج فقط» لعبدالناصر غارم فنحن نزور المتاحف حول العالم لنتعرف على حضارات سابقة عن طريق الإنتاجية الإبداعية لهذه الشعوب وهي الأشياء والأدوات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية من أدوات منزلية ولوحات ووسائل النقل؛ فالتراث هو بنية تاريخية متغيرة تزيد ثراء بفضل الإنتاجية الإبداعية للمجتمع . أو إلى تدهور وانحطاط بسبب تعطل هذه الإنتاجية وركود المجتمع. وواجب كل جيل في أي مجتمع هو إثراء التراث بتجديده وتوريثه للجيل الذي يليه والفن هو ما يطور التراث وهو الطريق الذي يأخذنا إلى الإمام و هو مستقبلنا.. أما عن عملها "اكل للفكر7000 " فتقول:" المجسم الجداري " أو الوول انستليشن" مكون من مجموعة أشرطة كاسيت كانت تروج في السنوات الماضية وهي مرتبه في صوانٍ قديمة لصنع الخبز عمرها يقارب الثلاثين عاما الذي روجت خلاله هذه الأشرطة والأرقام 7125 هو ما يساوي عدد الدقائق التي تحتويها هذه الأشرطة في كل صينية. أما عملها" اكل للفكر انستليشن" فتتحدت التشكيلية الملوح عنه قائلة:" هو عبارة عن صحون وتباسي قديمة كانت تستخدم في الأكل في جميع مناطق المملكة عندما تصبح الأدوات أو الشيء غير صالح للاستخدام الأصلي له فتوليفة لاستخدام جديد هو الحل للاحتفاظ بالتراث وتقديمه للأجيال الجديدة بصورة جديدة تتماشى مع العصر .. وتضيف:" كل هذه الأعمال تطورت نتيجة اهتمامي باعاده تدوير واستخدام الأشياء في حياتنا من الأشياء الموجودة حول المدن في الحراج ،السوق، اماكن البناء المهجورة والصحراء ". وتختتم حديثها قائلة:" لقد كان لاكتشاف البترول وزيادة الدخل اثر كبير على نمط حياتنا وطريقة معيشتنا، وعاداتنا وأفكارنا إيجابا وسلبا ، ومع الكم الهائل من الدخل للصرف والعلامات التجارية القادمة التباهي بالجديد أصبحنا مجتمعا مستهلكا وولد لدينا "ثقافة الرمي" .