لسنوات طويلة اعتقد السعوديون أن هوليود حكر على اليهود وأن النجاح فيها مرهون بالحصول على مباركتهم ورضاهم، وهذا بالطبع ليس صحيحاً لأن هوليود موقع استثماري بالدرجة الأولى والكلمة الفصل فيها لرأس المال وفقط رأس المال، ويؤكد ذلك النجاحات الكاسحة التي حققها منتجون عرب في سوق السينما الأمريكية، مثل المخرج الراحل مصطفى العقّاد الذي أنتج سلسلة الرعب الشهيرة "هالويين" واللبناني ماريو كسار صاحب سلسلتي "رامبو" و"تيرمونيتور" الغنيتان عن أي تعريف، وما النجاح الذي يحققه الآن السعودي محمد التركي في قلب هوليود إلا تأكيد أكبر لذلك. هذا النجاح ضعه بجانب نجاح هيفاء المنصور في بيع حقوق عرض فيلمها "وجدة" لشركة سوني كلاسيك العالمية، لتدرك أن السينمائيين السعوديين بدأوا بالفعل في إدراك الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يتيحها لهم التواجد في أهم مناطق الإنتاج السينمائي العالمية هوليود، والأهم أنهم كسروا الحاجز الوهمي الذي كان يحول بين أموالهم الطائلة وبين استثمارها في صناعة السينما الأمريكية. تاريخياً كان رأس المال السعودي حاسماً ومؤثراً في صناعة السينما العربية، والمصرية تحديداً، على يد منتجين مهمين مثل صالح الفوزان ومحمد قزاز، كما كان للمال السعودي تأثير كبير في الفن العربي عموماً بفضل الإمبراطوريات الإعلامية MBC وروتانا وart وأوربت، لكن يبدو أن هذا لم يكن كافياً لإقناع المال السعودي بالتوجه للاستثمار في المكان الصحيح، هوليود، بأرباحها المليونية. ولعل قدرة محمد التركي على فرض نفسه في الداخل الهوليودي تكون سبباً في دفع سعوديين كثر لخوض ذات التجربة في هوليود وتحريك أموالهم المتكدسة في العقار وسوق الأسهم..