التاريخ يشهد أن ما تحقق في ملحمة التأسيس لوطننا العزيز يعد معجزة تاريخية ذلك أن لم شتات شبه الجزيرة العربية في كيان واحد متماسك يعد بالفعل شيئا من الطموحات التي تقترب من مرحلة الحلم أكثرمن كونها واقعاً يمكن تحقيقه لكن توفيق الله عز وجل ثم عزيمة الرجال يقودهم مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه جعلت المستحيل واقعا فعليا يشهد به القاصي والداني. كما أن مسيرة الوطن التنموية تمثل هي الأخرى منجزا تنمويا يمثل أحد منجزات ومعجزات العصرالحاضر فتوطين البادية على سبيل المثال وتحويل سلوكهم الترحالي إلى قرى ومدن وهجر تتوافر فيها كافة عناصر الحياة الكريمة والتوسع الكبير في افتتاح الجامعات ومراكز التعلم العام والمهني والتقني والنمو الاقتصادي الضخم الذي تعاطى ولله الحمد مع الكثير من الأزمات الاقتصادية العالمية بأقل الأضرار ليجعل من الوطن أقل الأوطان تضررا من تلك الأزمات المتلاحقة. وعلاقات الوطن السياسية مع دول الجوار ودول الحوار وكافة دول العالم جعلت من الوطن العزيز والمواطن أيضا صاحب مكانة مميزة ومرحبا بها من الجميع ذلك أن الهدوء السياسي والوسطية في التعاطي مع الأحداث العالمية وحب الخير للجميع دولا وشعوبا والبعد عن التدخل في حياة الشعوب أو شؤون الأوطان الداخلية والنأي بالوطن عن كل ما يسبب القلاقل أويؤثر على علاقات الوطن ومواطنيه بالشعوب. أن ما يحظى به الوطن العزيز من مكانة مرموقة على خريطة العالم السياسية والاقتصادية والإنسانية أمر يبعث بحق على الفخر لكل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة وإن المتبصر بما تعيشه بلادنا الآن من نقلة تاريخية متميزة على صعيد مسيرة التحديث والتنمية يلحظ نموذجاً رائعاً للاستقرار والأمن والسلام الاجتماعي الأمر الذي جعل وطننا بحمد الله مضرب المثل في عالم يموج بالتحديات والقلاقل والتموجات السياسية والأمنية والاجتماعية أيضا. يحق لنا في احتفائنا الثاني والثمانين للوطن العزيز أن نتذكر بإعجاب وفخر ما حققه ويحققه الوطن من نقلات تاريخية نستمتع بها وننعم بخيرها الوفير حاليا وبتميز أولوياتها التي يتصدرها بناء قدرات بشرية متطورة قادرة على الحفاظ على مقدرات الوطن من خلال منظومة متكاملة قوامها الإنسان المنتمي المؤهل علماً مع استشراف مجمل متطلبات المواطن المستقبلية وضرورة الأخذ بالأسباب الكاملة لتحقيقها فهذه النهضة التنموية التي يعيشها الوطن في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية التي تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن ومقدراته الأمر الذي أسهم في أن يضع المملكة كرقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة. هذا التميز وهذا الحضور المحلي والإقليمي والعالمي يحملنا نحن أبناء الوطن كافة أن نواكب دعوة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في التطوير والتنمية والانخراط في تجربة التحديث والذهاب فيها إلى أبعد مدى ممكن مع المحافظة على ثوابت الدين وسمات الموروث الثقافي والاجتماعي والمحافظة الصادقة المخلصة على كل ما يحقق الاستقرار الوطني مع البعد التام عن كل مثيرات الفتن ومجالات تهديم التنمية أو تقليل فرص نجاحها أو الانسياق وراء الدعوات «الجاهلة» الحارقة للشعوب الهادمة لأسس بقاء الأوطان وضياع الثروات. ولعل «التفكر» في حال من حولنا جدير بأن يرسم لنا خريطة التقدم والنماء احتفاء بيومنا الوطن وعزنا وفخرنا الذي يجب علينا جميعا حمايته كما نحمي أسرنا وأهلنا .. ودمتم.