إن تأسيس المملكة شكل تطورا مهما في محيطها الإقليمي والدولي وبروزها قوة إقليمية سرعان ما فرضت نفسها رقما صعبا في معادلة العلاقات الدولية ليس فقط بسبب مكانتها الخاصة كونها مهد الرسالة الإسلامية ومحضن الحرمين الشريفين، وما حباها الله به من ثروات طبيعية. إذا كان لليوم الوطني السعودي كل هذه الأبعاد الدولية والإنسانية التي تجعل إنجاز الملك عبدالعزيز يرحمه الله إنجازا حضاريا وإنسانيا، فإنه يحق لنا نحن أبناء هذا الوطن تذكر هذه المناسبة الوطنية المهمة والعزيزة على قلوبنا، إذ أن في مفردات هذا الحدث التاريخي أكثر من مبرر للاحتفاء به، وترسيخه في ذاكرة أجيالنا جيلا بعد جيل. إن على كل مواطن الفخر بهذه المناسبة الوطنية والفخر بأبناء الملك عبدالعزيز الذين حملوا الراية من بعده الذين قادوا سفينة بلادهم إلى بر الأمان وحافظوا على أمنها واستقرارها وصانوا مقدسات المسلمين وتفانوا في خدمتها، وفي تنمية وطنهم وتحقيق نهضته وتحقيق الرفاهية لشعبه حتى أصبحت المملكة بفضل الله ثم بجهود ولاة أمرها الميامين واحدة من القوى الناهضة في هذا العالم على كافة مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن الذكرى تأتي مع المنجزات التنموية والبناء والإصلاح والتحديث في العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهي في ذات الوقت محل اهتمام وتقدير من أجل إرساء دعائم الطفرة تنموية الهائلة، وتؤسس لمستقبل مشرق للأجيال. نحن في قطاع التعليم العالي ندرك مدى الجهد المبذول لإعداد الشباب السعودي وتأهيلهم ليكونوا قادرين على المحافظة على مكتسبات وطنهم وتنميتها ومواصلة مسيرة البناء والتقدم، فالتوسع الكبير في بنيات التعليم العالي من جامعات وكليات ومراكز بحثية، وبرنامج الابتعاث الطموح فاقت في مجملها كل التوقعات، حيث بلغت الجامعات 32 ما بين حكومية وأهلية، وامتد التعليم الجامعي ليشمل معظم المحافظات في كل المناطق الإدارية. * وزير التعليم العالي