يعد اليوم الوطني من الأحداث التاريخية الهامة فمنذ ثمانين عاماً في أول الميزان في عام 1351ه تم إعلان المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله لقد كان هذا اليوم بداية الانطلاق نحو بوادر التنمية التي كانت هي اللبنات الرئيسية لتطوير كيان الوطن وبناء دولة عصرية كونت مع مرور الأعوام نهضة شاملة في مختلف الميادين التنموية؛ لذا يعد هذا اليوم ذكرى للماضي المجيد وحاضراً مشرق حافل بالمزيد من الإنجازات الدالة على استمرارية النمو والتطور في مختلف مناطق المملكة مما كان له أثر طيب في تطور الحياة المعيشية يلمسها ويراها ويتمتع بها كل من يتواجد على أرض الوطن مواطن ومقيم وزائر فجاءت الحضارة المدنية الحديثة للمجتمع السعودي التي لا تتعارض مع المبادئ والقيم والمثل والآداب الإسلامية وهذا ما يظهر من التباين الواضح للأحوال الاقتصادية والاجتماعية بين مرحلتي الماضي والحاضر . ولا يغيب عنا في هذه المناسبة العطرة إظهار الدور الكبير الذي قام به الملك عبدالعزيز والذي يعد إلى اليوم هو الثروة الاقتصادية للمملكة ألا وهو النفط نعم إنها بتوفيق الله ثمرة من الجهد المبذول من القائد المؤسس التي جاءت بجراءة عظيمة كان لها الخير كل الخير للوطن والمواطن والتي كان البوابة الرئيسية للدخول في مجال التنمية التي بدأت تعلو على السطح وتظهر الإنجازات رويداً رويداً إلى ان جاءت الخطط التنموية الخمسية ذات القرارات البناءة التي اثمرة في ظهور الاستثمار الجيد لعوائد النفط فكان بناء المشروعات العديدة والمتنوعة في مختلف القطاعات واذا كنا نتحدث في اطار التنمية الاقتصادية في المملكة فيجب علينا الاشارة الى مردود هذه التنمية على الوطن والمواطن ومن بينها صدور الأمر الملكي الكريم بخفض اسعار المحروقات رغم ما تعانيه الكثير من الدول ازاء الارتفاع المتزايد لاسعار النفط واثرها على ارتفاع اسعار المحروقات في البلدان الأخرى وما هذه القرارات إلا ثمرة من ثمار التنمية الاقتصادية. إن اهتمام حكومتنا الرشيدة بالمواطن وتأهيله للحياة المعاصرة ليكون عنصراً فاعلاً في مواقع العمل والإنتاج فعجلة التنمية تتطلب مشاركة الشباب الايجابية البناءة في مختلف القطاعات التنموية ويكفي ما تقدمه الحكومة من جهود وتنفق المليارات سنوياً لتأهيل الشباب وهنا في هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً ينبغي على أبناء هذا الوطن المعطاء أن يكونوا جادين في تلقي العلم في مختلف المؤسسات التعليمية ليكون مؤهلين للوظائف العديدة والمتنوعة عند إذ يكون بعد التخرج مؤهلين للانخراط في سوق العمل بكافة قطاعاته المليئة بالعديد من آلاف فرص العمل التي تلائم مختلف المؤهلات الدراسية شرط أن يكون الشباب جادين وراغبين للتوظيف والعمل في منشآت القطاع الخاص ويكفي أن نشير إلى دور صندوق تنمية الموارد البشرية في عملية التدريب وزيادة رواتب السعوديين العاملين في المنشآت الأهلية لتحفيزهم لتوطين الوظائف فأبناء الوطن أحق بالعمل من غيرهم طالما كانوا أهلاً للوظائف الشاغرة في سوق العمل الأهلي . لكي تبقى المملكة بإذن الله نبراساً ونموذجاً لدولة عصرية ذات حضارة حقيقية تجمع بين إنجازات تنموية ذات عمق وشموخ من الأخذ بأساليب النمو والتطور المعاصر وبين الأصالة الحقيقية للمبادئ والقيم والآداب الإسلامية التي تتحلى بها المملكة وتشهد بها الكثير من الدول ولنتذكر جميعاً هذا اليوم الذي يتكرر في مثل هذا الموعد في كل عام من اول الميزان من أجل المزيد من النمو والتطور لحاضر مشرق يزيد المملكة قوة ويقيناً ملتفين حول قيادتنا الرشيدة تحت راية التوحيد وفي هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً أسأل الله أن يوفق ولاة الأمر والمسؤولين ويسدد خطاهم لما فيه المزيد من الخير والوفاء للوطن والمواطن وهذا ليس ببعيد فالمملكة دائماً وأبداً ستظل نموذجاً للعطاء الصادق لكل من يحتاج للدعم والمساندة هذه هي مملكتنا الحبيبة وهذه هي قيادتنا الرشيدة وهؤلاء هم أبناء الوطن كلنا جميعاً في ميادين العمل كل له دور مشهود في هذه النهضة الشاملة التي تزيد عمقاً وشموخاً مع ذكرى اليوم الوطني المجيد . *عضو مجلس الشورى