وصل وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الامريكية الى العاصمة الليبية طرابلس امس بعد نحو اسبوع من هجوم قاتل على القنصلية الامريكية في بنغازي. وقال مسؤولون ليبيون ان بيرنز سيجتمع في طرابلس مع رئيس الوزراء مصطفى ابو شاقور ورئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف. وذكروا انه سيحضر أيضا حفل تأبين للسفير الامريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز الذي قتل الاسبوع الماضي في الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي. وقتل ستيفنز وثلاثة امريكيين اخرين حين هاجم مسلحون القنصلية ومأوى آمن. وأبلغ مسؤول امريكي كبير في مكافحة الارهاب الكونغرس الاربعاء ان الهجوم على القنصلية هو "هجوم ارهابي" قد يكون له صلة بتنظيم القاعدة. الى ذلك وصف مدير مركز مكافحة الارهاب في الولاياتالمتحدة الاربعاء الاعتداء على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتبمر بانه "ارهابي" لكنه اكد في الوقت نفسه انه لم يكن متعمدا. ومنذ اسبوع، كثف مسؤولون اميركيون رسميا او بدون كشف هوياتهم من التصريحات المتناقضة احيانا حول ذلك الهجوم المسلح الذي اودى بحياة السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين. وردا على سؤال في لجنة مجلس الشيوخ، قال مدير مركز مكافحة الارهاب ماثيو اولسن ان المواطنين الاميركيين الاربعة "قتلوا خلال هجوم ارهابي على سفارتنا" (قنصليتنا) لكنه اوضح انه "هجوم تم بطريقة غير مدبرة". واوضح رئيس المنظمة الحكومة لمكافحة الارهاب ان "الهجوم بدأ وتطور واخذ حجما متزايدا طيلة ساعات ضد بعثتنا الدبلوماسية في بنغازي". ومن المرتقب ان تتحدث وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس الى البرلمانيين في جلسة مغلقة لكن اولسن تحدث بتحفظ عن صلات محتملة مع تنظيم القاعدة. وقال "لدينا ادلة تشير الى ان اشخاصا ضالعين في الهجوم قد يكونوا على علاقات بالقاعدة اومع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". وافادت قناة فوكس نيوز استنادا الى "مصادر في اجهزة الاستخبارات" ان معتقلا سابقا في غوانتانامو يدعى سفيان بن قومو -نقل الى ليبيا في 2007 وافرج عنه لاحقا- شارك في الهجوم. وقبل يومين رفضت وزارة الخارجية التحدث عن "عمل ارهابي" مفضلة انتظار "التحقيق الكامل" من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). لكن السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس اكدت الاحد ان الهجوم لم يكن بالضرورة "منسقا او مدبرا" بل قد يكون نتج عن تجمع "تلقائي تحول الى عنف شديد" امام القنصلية احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام . وكان البيت الابيض اعلن ان "ليس لديه اي معلومة تدل على هجوم مدبر". لكن غداة الهجوم، رجح مسؤول اميركي فرضية حصول عملية منسقة وان يكون المهاجمون استخدموا التظاهرة "كذريعة"، بينما تحدث مسؤولون في وزارة الخارجية عن "هجوم معقد شنه متطرفون ليبيون". وفي تداعيات هذا الهجوم ايضا، تصاعد التوتر امس داخل الاجهزة الامنية في بنغازي بعد استقالة مسؤول امني كبير ورفض ضباط اقالة رؤسائهم، بعد اكثر من اسبوع على الهجوم على القنصلية الاميركية. واعلن رئيس اللجنة الامنية العليا في مدينة بنغازي شرق ليبيا فوزي ونيس القذافي الاربعاء استقالته من منصبه متحدثا عن "مشاكل" داخل الجهاز الامني. وقال القذافي "هناك مشاكل في وزارة الداخلية وتوجد خلافات بين اجهزة الامن". واضاف ان "ظروف العمل لم تعد كالسابق وبالتالي فقد قررت الاستقالة". وتاتي استقالة فوزي القذافي بعد يومين على اقالة مسؤولين كبار مكلفين الامن في شرق البلاد. فقد اقال وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال الاثنين اثنين من المسؤولين الامنيين على خلفية ما شهدته بنغازي من احداث اقتحام مقر القنصلية الاميركية، كما اعلن مصدر رسمي. وقال المصدر ان وزير الداخلية "اقال مساعده في مناطق شرق ليبيا ونيس الشارف ومدير الامن الوطني في مدينة بنغازي العميد حسين بوحميدة"، وتعيين العقيد صلاح الدين دغمان خلفا له وتكليفه مؤقتا مهام الشارف، مساعد اول وكيل وزارة الداخلية. وندد ثلاثون ضابطا في بنغازي بهذه القرارات وهددوا بالاستقالة. وقال هؤلاء الضباط في بيان تلاه متحدث باسم اجهزة الامن في بنغازي هو عز الدين الفزاني "نرفض بقوة القرارات الصادرة عن وزارة الداخلية التي لم تكن مدروسة وهي لا تؤمن المصلحة العامة". وطالبوا من جهة اخرى باقالة وزير الداخلية فوزي عبد العال الذي يعتبرونه "المسؤول الاول" عن الثغرات الموجودة داخل الاجهزة الامنية.