قدّم مسؤولون ليبيون أمس اعتذارات جديدة للولايات المتحدة بعد مقتل سفيرها كريس ستيفنز في هجوم استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الأسبوع الماضي. وكرر مسؤولون ليبيون إدانة الاعتداء الذي راح ضحيته السفير وثلاثة أميركيين آخرين أمام نائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز الذي وصل أمس إلى طرابلس ليصبح أرفع مسؤول أميركي يزور ليبيا في أعقاب هجوم بنغازي. وأجرى بيرنز فور وصوله محادثات مع وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال، قبل أن يبدأ لقاءاته مع رئيس الحكومة مصطفى أبو شاقور ورئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف. ومن المقرر أن يكون بيرنز قد شارك في المساء في مناسبة أقامتها الحكومة الليبية لإحياء ذكرى السفير ستيفنز ورفاقه الثلاثة، علماً أن السفير الراحل كان من المسؤولين الأميركيين الذين عملوا مباشرة على الأرض في التنسيق مع الثوار الذين أطاحوا نظام معمر القذافي العام الماضي. ويُتوقع أن يكون بيرنز قد سمع من المسؤولين الليبيين تفاصيل التحقيقات التي أجروها في جريمة قتل السفير والجهات المشتبه فيها، علماً أن رئيس المؤتمر الوطني العام كان قد لمّح إلى تورط عناصر غير ليبية وإلى إمكان ضلوع تنظيم «القاعدة» خصوصاً أن الهجوم على القنصلية الأميركية تزامن مع ذكرى هجمات 11 أيلول (سبتمبر). ووقع الهجوم على القنصلية خلال تظاهرة غاضبة للاحتجاج على فيلم «براءة المسلمين» الذي انتج في الولاياتالمتحدة ويسيء إلى الاسلام. وفي إطار متصل، ذكرت وكالة «رويترز» أن الشرطة الليبية في بنغازي تمردت ورفضت العمل تحت قيادة رجل عيّنته الحكومة لتولي مسؤولية الأمن بعد حادث اقتحام القنصلية الأميركية. وأضافت أنه في ظل عدم وجود شخص مسؤول في شكل واضح في بنغازي، قال الضابط الذي عيّنته الحكومة في طرابلس ليحل محل قائد شرطة بنغازي ونائب وزير الداخلية المسؤول عن المنطقة الشرقية ل «رويترز» إنه طالب بارسال الجيش اذا لم يتمكن من بدء العمل. ولكن الضابط المكلف صلاح دغمان الذي تحدث في وقت متقدم ليلة الثلثاء قال إن الشرطة هددت بالانسحاب بشكل جماعي إذا اجبرت على تغيير القيادة واتهمت الحكومة المركزية في العاصمة بجعل المسؤولين المحليين كبش فداء لفشلها. وعزلت وزارة الداخلية الليبية ونيس الشارف نائب وزير الداخلية في شرق البلاد وحسين بو حميدة رئيس شرطة بنغازي في أعقاب الهجوم على القنصلية وعُيّن دغمان ليتولى منصبيهما. لكن لم يترك الشارف ولا حميدة منصبيهما، وقال دغمان إنه لم يتمكن من تسلم أي من الوظيفتين. وقال دغمان ل «رويترز»: «هذه ظروف خطيرة جداً». في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الليبية أن ممثلين عن لجان الداخلية والدفاع والأمن القومي في المؤتمر الوطني العام قاموا مساء الأربعاء بزيارة لمدينة درنة لتقويم الحال الأمنية فيها بعدما نظّم مواطنون اعتصاماً خلال اليومين الماضيين في ميدان الصحابة بوسط المدينة عبّروا فيه عن غضبهم من تردي الوضع الأمني وتزايد معدلات الجريمة والاعتداءات فيها. وجدد الأهالي في اعتصامهم مطالبتهم المؤتمر الوطني العام بضرورة وضع «حلول سريعة وعاجلة للقضاء على ظاهرة الانفلات الأمني»، مؤكدين «أهمية تفعيل مؤسسات الشرطة والجيش وإنهاء ظاهرة التشكيلات المسلحة في المدينة» التي يتردد أنها تشهد انتشاراً كبيراً لمسلحي جماعات «جهادية».