أرجأت زيارة باباروما بيندكتوس السادس عشر الخلافات اللبنانية بدءا من تجميد التحركات الشمالية بعد اطلاق الضباط الثلاثة على خلفية مقتل الشيخين أحمد عبد الواحد وحسن مرعب في الكويخات عكار أثناء حوادث طرابلس منذ قرابة الشهرين، الى رفع الغطاء الامني عن عشيرة ال المقداد ومداهمة الجيش اللبناني لمقرها في الضاحية الجنوبية لبيروت على خلفية عمليات الخطف التي قامت بها العشيرة التي لا تزال تحتجز مواطنا تركيا وبضع مواطنين سوريين. وبدءا من اليوم الاثنين بدأ لبنان يعيش على وقع الزيارة المنتظرة للبابا الملقب ب " بابا الحوار"، وعلمت " الرياض" ان زهاء الف مراسل صحافي سوف يغطون الزيارة التي تبدأ بعد ظهر يوم الجمعة المقبل، واللافت ان الاحزاب اللبنانية من "تيار المستقبل" الى "حزب الله" الى الاحزاب المسيحية تعمل على حشد اكبر عدد من المشاركين لاستقبال البابا. في هذا الاطار قال الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي "ان هذه الزيارة يعتبرها العالم فعل شجاعة كبيرة وأملاً". وأوضح لومباردي في مقال نشرته اسبوعية "اوكتافا دايس" التي يصدرها الفاتيكان ان اختيار لبنان الذي يضم عدداً كبيراً من الكاثوليك تم "قبل ان يتحول الوضع في سوريا نزاعاً مفتوحاً ودامياً". وأضاف ان "الربيع العربي" والوضع في سوريا يجعلان التزام الكنيسة ووقوفها الى جانب الجماعات المسيحية في المنطقة امراً "اكثر الحاحاً". وتوقف لومباردي عند قضايا "التعايش بين الجماعات الطائفية والدينية والحوار مع الاسلام واليهودية وهجرة المسيحيين والحرية الدينية والديموقراطية". وذكّر بأن البابا سيسلم خلال زيارته الارشاد الرسولي المنبثق من اعمال سينودس الاساقفة في تشرين الأول2010 والمخصص لوضع المسيحيين في الشرق الاوسط، مؤكداً ان هذا الارشاد "وثيقة منهجية اساسية لحياة الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط ورسالتها ودورها في تعزيز الحوار والسلام". ولفت الى ان الظروف "مختلفة تماماً" عن المرحلة التي عقد فيها السينودس، لكن "التزام الكنيسة في المنطقة هو أكثر إلحاحاً وربما اكثر صعوبة"، مشيراً الى ان حضور البابا والتوجهات التي سيعطيها "تصبح (تالياً) قيمة جداً".