كانت المباريات الجماهيرية في أعوام مضت فرصة ثمينة لإبداعات اللاعبين، وللجماهير كي تعيش وسط المتعة الكروية ورفع المستوى العام للفرق والمنافسة، وكان الهلال والنصر والاتحاد والاهلي هم من يتزعمون جذب عشاق المستديرة والانتظار لمبارياتهم على احر من الجمر للتنافس الكبير ووجود لاعبين نجوم يدركون ان الاثارة تحضر اولا وسط الملعب ومنه تنتقل الى الاعلام، اما الان فصار العكس واصبحت تنتقل اولا الى الاعلام دون ان يكون هناك حضور قوي واداء مميز واثارة جاذبة داخل المستطيل الاخضر، والحسنة الوحيدة لمثل هذه الفرق في الآونة انهم يخرجون البعض من عالم النسيان، وجهل الوسط الرياضي بالبعض الآخر، الى لزوم الخروج نحو الواجهة والجلوس لو لساعات في منصة الاضواء، وما أكثر الذين جعلوا مباريات الاندية الكبيرة عندما تلعب مع فرقهم فرصة للظهور الاعلامي، عكس المباريات الاخرى التي لا يحضرونها ولايُقرأ لهم اي تصريح واستجداء بنشر الصورة، بل انها من حيث النتيجة وتحديد المصير ربما اهم من تلك اللقاءات التي تجعمهم بالاندية الكبيرة والجماهيرية التي يهتم بها الاعلام، وبالامس قدمت لنا مباراة الهلال والاتفاق في الجولة الرابعة بعض الشرفيين الذين برز دعمهم فقط عبر الاعلام بدليل تصريحات رئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري الذي أكد انه لا يعلم عن دعمهم المعلن من قبل شيئا، قبل ان تعيد لنا مباراة النصر والهلال التي ستدور رحاها اليوم اشخاصا من نوعية الشرفي الاتفاقي للتعليق عليها وهم الذين غابوا فترة طويلة عن المشهد الرياضي دون ان تسجل لهم إدارات انديتهم اي دعم يذكر. وهؤلاء نستطيع ان نسميهم نهازوا الفرص فهم لايظهرون الا في المواجهات المهمة التي يتابعها الوسط الرياضي، بينما لو عاشت انديتهم ازمات مالية وظروف ادارية صعبة لما ظهروا واعلنوا عن المشاركة والحلول والوقوف بجوار الادارة والفريق، ونظن ان اعضاء الفرق الكبيرة من لاعبين واداريين الذين يقفون على رأس العمل هم الاولى بالتصريحات والحضور في وسائل الاعلام لاعتبارات عدة اولها انهم قريبون من الوضع العام لهذه الفرق والمتلقي ينتظر وجهة نظرهم، وثانيها انهم يتعبون ويعملون ويطالبون بالدعم فلا يقف معهم الا القلة ويضطرون الى الصرف، ومجرد ان تأتي لهم مباراة جماهيرية يخرج من الغبار «البعض» لمحاولة استغلال مثل هذه الظروف وتقديم نفسه على طريقة «شوفوني» وكأنه العضو الداعم والرجل القريب والفعال من النادي بينما لو طلب منه مبلغ ليس بالكثير لتوارى عن الانظار، ونظن انه لو سن رسوم مقابل ان يخرج «احدهم» للتصريح وهو البعيد عن الرياضة والاندية على طريقة مخالفات «ساهر» لما اقبلوا على الاعلام، ولكنه الظهور المجاني الذي لا يكلفهم الا الاتصال ببعض الاعلاميين وطلب كتابة تصريح على لسانه. عبدالغني هذه النوعية من الشرفيين والمنتمين الى الوسط الرياضي ينطبق عليهم المثل العام «اكلها باردة مبردة» فالأمر لايكلفهم شيء ومجرد اتصال وكم كلمة تستفز النادي المنافس او اعلان تبرع لا يصل تظهر الصورة «وهذا هو المراد، ولم يجاف الحقيقة من نعتهم ب»شرفيي ابو ريالين» نسبة الى ان انتشارهم في الوسط الرياضي اشبه بانتشار محلات «ابو ريالين»، والمؤمل ان لا يحضر لاعبو النصر والهلال الليلة على طريقة الشرفيين الذين يحضرون للمباراة من اجل لقطة تلفزيونية تؤكد حضورهم فقط او التصريح لوسائل الاعلام والظهور فقط، وعندما نقول طريقة الشرفيين فإننا نقصد ان لايكون تركيز اللاعبين منصبا فقط التواجد ضمن القائمة الاساسية دون ان يضعوا في الاعتبار ان هناك جماهير ومتابعا رياضيا ووسائل اعلامية في كل مكان تنتظر ان تعود «الدربيات» الى وضعها الطبيعي وصورتها الفنية الجميلة التي تعيد المتعة والهيبة لمبارياتهما التي بدأت في الآونة الاخيرة اشبه بالتقليدية وغير المهمة، ايضا نأمل ان لا نشاهد لاعباً يخرج عن النص ونشاهده يحرض الحكم على طرد اللاعب المنافس مع القيام بتصرفات مرفوضة تشعل المباراة عنفا والجماهير غضبا والاداريين خروجا عن المألوف ومع الاسف ان جل مباريات الهلال والنصر تحولت في الآونة الاخيرة الى مباريات من نوع اخر بعيدا عن العطاء الفني المطلوب داخل المستطيل الاخضر، ودائما تكون عبر الاعلان وليس في الملعب، ومن ينسى مباراة الطرد الشهير لعبدالعزيز الدوسري ثم صراعات حسين عبدالغني ورادوي، وعبدالغني والفريدي، وخالد عزيز وعبدالغني وأحداث اخرى لم تكن موجودة، لولا ان هناك من أتى وسرق المثاليات من مباريات الفريقين بطريقة مرفوضة ولم يعهدها انصار الفريقين الكبيرين.