مرت بي العيرات عدٍ ومنزل ورسمٍ لنا ما غيرته الهبايب ديارٍ لنا نعتادها كل موسم مرباعنا لى زخرفتها العشايب وعهدي بها خودٍ من البيض كنها حورية من عين خودٍ ترايب غناويةٍ رسم الغنا في جبينها مواري علاماته حسانٍ عذايب تنحلتها في سن سبعٍ نحيله وتميت أراعيها مراعاة غايب الين انتهت في سن عشرٍ وخلتها كما فرع موزٍ نودته الهبايب فعدي بليل الهم والعسر والعنا بليلٍ جمعنا فيه جزل الوهايب فعلى سنة الرحمن صار اجتماعنا بليل القدر وأصبح به الكيف طايب فكنا تنازعنا القلوب ضحى اللقا وصرنا كما الضيرين ولفٍ ربايب وقمنا بها سبعٍ وعشرين حجه حليفين عهدٍ ما ندوس العتايب الى ما قضى الرحمن فينا بما قضى وصبرٍ على ما جا من الله صايب وصبرٍ على ما جا من الله طاعه له الحكم والتسليم لله واجب فلا يا عنا جسمٍ مع الناس حاضر وقلبه جعل تحت اللحد والنصايب وجفن جفاه النوم ما لذ بالكرى يراعي نجوم الليل طالع وغايب وعينٍ تهل الدمع من حجر موقها كما جدولٍ حامي غروبه صبايب وكم عبرةٍ في زفرةٍ ضمها الحشا تفككت منها القفول الصلايب على جادلٍ مذعورة ضمها الثرى وقد كان ضمتها صنوف الاطايب فلا واخليلٍ ما يدنيه ضمر ولا تأصله هجنٍ خفافٍ نجايب فلو ينفدي بالمال والملك كله فديناه به لو كان نظهر سلايب ولو تنقسم الايام بيني وبينه مما بقى هانت عليّ المصايب فكم قد عسفت القلب في ولف غيره بنيٍ كست متونهن الذوايب ثلاثين عذرا في ثلاثين حجه خراعيب فيهن من بعيد وقرايب لعيون هايفة الحشا مهرة الضحى طلقتهن من غير جرم وسبايب ثمانين الفٍ سقتها في مهورهن راحن بها ما يقتفيهن طلايب الشاعر: هو الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني حاكم ومؤسس دولة قطر في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ولد سنة 1242ه وتوفي سنة1331ه،وقد اشتهر بالشجاعة والكرم ووصفه المستشرق فيلبي بأن له شهرة أسطورية وانه رغم كبر سنه احتفظ بقواه العقلية والجسمانية وكان يشاهد وهو يمتطي جواده مع فرقة من الخيالة كلها من أبنائه وأحفاده،وقد كان الشيخ قاسم حنبلياً سلفياً متفقهاً في الدين وشاعراً تمتاز قصائده بالجزالة وقوة الحجة والحكمة وقد جمعت وطبعت في حياته في أول مخطوط يطبع ككتاب في جمادى الثانية سنة 1325ه و طبع في المطبعة المصطفوية في بندر بمبي بهندي بازار،وعنوان الكتاب"رسالة في شعر النبط كما أن شعر بني هلال من هذا النمط للشيخ المكرم قاسم بن محمد بن ثاني رئيس مملكة قطر حالاً أيده الله تعالى:وخاتمتها تاريخ وفيات أعيان نجد وحوادثها" وقد احتوى الديوان على قصائد الشيخ قاسم وبعض قصائد الشعراء المعاصرين له مثل الشيخ تركي بن حميد والشيخ راكان بن حثلين والشاعر عبدالله بن سبيل،كما اشتمل الكتاب على مدونة لتواريخ بعض الحوادث من نهاية القرن العاشر الهجري وحتى مطلع القرن الرابع عشر الهجري شملت في اغلبها أحداث الدولة السعودية الأولى والثانية. مناسبة القصيدة: جاء في المخطوط تقديماً للنص"وله أيده الله مرثية"ويفهم من النص أنها في إحدى زوجاته. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته مستذكراً بعد أن مر بالمورد المائي الذي كانوا ينزلون حوله وقد شاهد آثار منازلهم القديمة ولم تتغير رغم مرور السنين حيث كانوا يرتادونها في وقت الربيع عندما تكتسي الأرض حلتها الخضراء، وقد تذكر ذلك العهد وتلك الفتاة الناعمة حسنة الخلق التي هي أشبه ما تكون بالحور العين، ثم يورد قصة عشقه وزواجه بها الذي استمر سبعة وعشرين عاماً عاشوا خلالها في ود وصفاء إلى أن أتى قضاء الله وقدره ليؤكد إيمانه بالقضاء والقدر وأن ليس له إلا الصبر والتسليم، ثم يتحدث عن معاناته وكيف أنه أصبح يعيش بين الناس حاضر الجسم في حين قلبه قد واراه الثرى مع من أحب، وكيف أنه لا ينام الليل فيبقى ساهراً يراقب إشراق النجوم وغروبها وقد فاضت عيناه بالدموع كما تفيض الجداول التي تصب فيها الدلاء المنزوعة من البئر، وقد امتلأ صدره بالعبرات والزفرات الحرى على تلك الحبيبة التي هي أشبه بالغزال النافر وقد ضمها التراب بعد أن كانت تضمها أنواع العطور ،ويشعر بالحسرة في أن الخيل المضمرة والإبل الأصيلة السريعة الجري لا تصل إليها، ولو أنها تفتدى بالمال لافتداها بجميع ملكه وإن اضطر للعيش فقيراً معدماً بل هو على استعداد أن يقتسم معها السنوات الباقية من عمره، ثم يذكر أنه حاول أن يروض قلبه على معاشرة غيرها من الفتيات الجميلات وقد تزوج ثلاثين عذراء خلال ثلاثين سنة فطلقهن جميعاً بسبب تلك الحبيبة ولم يهتم بما دفعه في مهورهن من مبالغ طائلة وصلت ثمانين ألفاً. ويذكرنا هذا النص بقصيدة الشريف شكر شاعر القرن الخامس الهجري وقصته مع الجازية الهلالية التي فارقته في رحلة بني هلال فتزوج بعدها بثمانين امرأة بين ثيب وعذراء ولكنهن لم ينسينه الجازية وفي ذلك يقول: ثمانين قد صافيت بيضا غريره لكن ملاقي افامهن اشموع ولا عاضني بالجازي ام محمد لها بثياب الطيلسان لموع مخطوط قصيدة الشيخ قاسم