أعفر متركا جرته عقب قبل أمس تسوا جميع البيض لو كلهن حمس له غرةٍ لا هيب لا بدر لا شمس سبحان خالق نوره الحمد لله أعفر متركا كن واضح اعذابه دق البرد هل الضحى من سحابه الله لحد قلبي غدا وا سفابه من غير دل رحت أنا اطلبهم إياه أعفر متركا كن خديه جوهر خيله لخيل اهل الهوى بي تظوهر الله يا هذا متى ما تجوهر ياما ولا من طالب الغي ما احياه اعفر متركا كن نوار خده كن البروق بعرض مثناة خده فإلى تكشف لي لمع نور خده عمس الطبيب وضاع رأيي ولا قواه اعفر متركا كنه البدر طالع خيله لخيل اهل الهوى بي اطالع فإلى تقلل ملبسٍ هم طالع بالمنع يدعينا على الرغم جيناه أمس ٍ نطحني هو وخمسٍ معه حور نور النهار إلى تبين لهن نور قالن من أحسنا جمالٍ ومنظور قلت الغضي الترف ما مثل حلياه أربع لكنهن المهار العسايف ما بينهن الا اتلع الجيد نايف قالن لي كنك على العمر خايف منا وقلت العمر واقيه مولاه قالن طعام تأكله قلت ما أطيق قالن لبينٍ تشربه قلت ابي ريق قالن كفاك البين هذا بنا ضيق قطك تبي هاك الغرض قلت انا اياه قالن والله ما لنا عن ذباحك ولو يجضون العرب من صياحك إلا ونقفي كلنا ونتضاحك ولا أنت بأول واحدٍ قد قتلناه جتهن لكنه مهرةٍ عند حاكم مشيه تدنجر لا قناع ولاكم على متونه كالحبال متراكم سافٍ على سافٍ الى نقض غطاه قالت لهن عن الفتى لا تغطن خلوه فيكن يفتكر ويتفطن رمن عنهن المقانع وحطن جدايلٍ كالعصم منا ومناه قالت لهن من ماء ثناياكم اسقوه خوفوا من الوالي تراكم قتلتوه وأنا بعد من عرضكم وان سقيتوه دورٍ سقيته سبعة ادوار نشراه عنز علي ومن عسل مبسمه خذت خمسٍ معا خمسٍ تقافن معا ست لولاي في حد الدرك خذتهن مت عينتني طواني السقم لولاه قالن يوم اقفيت يا سعد عينك جا بيننا درب المعرفه وبينك والحمد للمولا تقضيت دينك والحمد للي كل ما راد سواه أصبحت عقب الياس فينا بشاشه والقلب فز وراف عقب انفشاشه يا طول ماني مثل مغدٍ قماشه مالي جوابٍ غير و يلاه و يلاه من يوم لاقاني خليلي معه خمس فإلى تمشى بينهن كنه الشمس نشدتهن من ذا وقالن لي الطمس هذا عذاب اهل القلوب المشقاه هو قط جسمك ناحل من فراقي وموحي رنين الحجل في عرض ساقي قلت إيه يا من كان للقلب شاقي حبك بلاج الروح شيدت مبناه الشاعر: هو محسن بن عثمان الهزاني من بلدة الحريق عاش شاعرنا في النصف الأخير من القرن الثاني عشر الهجري والنصف الأول القرن الثالث عشر الهجري،ونجد الاستاذ تركي الهزاني في كتابه "الشاعر محسن الهزاني:نسبه وموطنه وحياته وشعره" قد حدد أن مولد محسن كان في عام1145ه وانه توفي عام1240ه(ولنا وقفه في قادم الأيام مع ديوانه)وقد اشتهر شاعرنا بغزلياته ومغامراته العاطفية وقد اختلقت عليه بعض القصص،وله مراسلات عديدة مع شعراء عصره، ولشهرته الواسعة بالغ بعض الجماع وقالوا انه أول من أدخل الأوزان السامرية على الشعر النبطي وكذلك أنه أول من أدخل النظم المروبع وهذا خطأ ينفيه الواقع التاريخي لقصائد شعراء من قرون سابقة للقرن الذي عاش فيه محسن الهزاني. دراسة النص: ورد النص في عدد من المصادر وتختلف من مصدر لآخر في عدد الأبيات مع ما طالها من تحريف في بعض الكلمات والجمل حسب اجتهاد كل مدون وأفضلها ما جاء في مخطوط قديم ومخطوط الربيعي والمصادر الأخرى اغلبها ناقل عن الربيعي وقد بلغت القصيدة ثلاثين بيتا عند الربيعي وهنا اعتمدت على مخطوط قديم لجامع مجهول وجاءت عنده في تسعة عشر بيتاً والقصيدة كتبت على فن المروبع وقد استخدم الشاعر الأسلوب الحواري بين الشخوص في النص وهو أسلوب يجعل السامع متشوقاً ومترقباً لمعرفة النهاية التي يريد أن يصل لها الشاعر حيث تحدث عن التقائه بعدد من الحسناوات وأنهن طلبن منه أن يحكم بينهن في الأجمل مع رضاهن مقدماً باختياره ولذلك يقول: قالن وهن من بينهن قايد العين محناب في مدحك زعالا وجزعين وقد اختار أجملهن والتي هي لا شك حبيبته التي يشبهها بمهرة الحاكم المتبخترة في مشيتها: جتهن لكنه مهرةٍ عند حاكم مشيه تدنجر لا قناع ولاكم ويبدو أن طريقة المشي هذه مفضلة لدى كثير من الشعراء حيث نجد الشاعر اليهودي في قصيدته أيضا يقول: لبس مقرونته واقبل بغيه مثل مهرة شريفٍ له بغيه يراوز ذبحتي ماني بغيه وروحي منكتب منه ذهابه ثم نجد أن شاعرنا محسن الهزاني يتغزل في حبيبته ويستغرق في وصف مفاتنها العديدة وكيف أن لونها يتخالط فيه البياض المشرب بالحمرة والصفرة ولذلك يكرر قوله(أعفر متركا) وكيف أن الأخريات تهددنه بالفتنة والإغواء فيما هي أعجبها حكمه فحكمت له عليهن بما يريد.والقصيدة بمقدرة شاعرها الرائعة على التصوير تعكس شيئاً من واقع الشعراء في ذلك العصر.