صدر للباحث السيد ضياء محمد عطار كتابه الجديد (آيات المسجد الحرام) عن دار كنوز المعرفة بجدة، والكتاب في جملته يتقصى فيه الباحث العطار كل آيات المسجد الحرام كالكعبة المشرفة ومقام إبراهيم والحجر الأسود والملتزم وحجر إسماعيل والحطيم والصفا والمروة وزمزم، وما ورد فيها من ذكر في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وكذلك ما جاء من قول العلماء في هذه الآيات، بعد أن عمد إلى جمهرة من المراجع والمصادر التاريخية المتفق على صحتها. وقد تناول المؤلف في مطلع الكتاب الخصائص التي خصها الله لحرمه الشريف، وهي إحدى عشر خاصية، إلى جانب المواطن التي ذكر فيها المسجد الحرام في التنزيل العظيم وهي خمسة عشر موضعاً، ثم يتناول بعد ذلك عمارة المسجد الحرام وهي عشر عمارات وتوسعات منذ توسعة الخليفة عمر بن الخطاب، مروراً بتوسعة الخليفة عثمان بن عفان وعبدالله بن الزبير والخليفة عبدالملك بن مروان، ومن ثم ابنه الخليفة الوليد بن عبدالملك والخليفة أبو جعفر المنصور، تم توسعة الخليفة المهدي، وبعد ذلك جاءت توسعة السلطان سليم العثماني ثم توسعة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، حتى وصل المؤلف إلى التوسعة العاشرة والتي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. بعد ذلك يولي العطار منائر المسجد الحرام وأبوابه القديمة والحديثة فصلاً من هذا الكتاب، كما يلقي الضوء على الكعبة المشرفة والفضائل التي عرفت للبيت العتيق من حيث الطواف والصلاة، كما يعنى بآية الحجر الأسود وما عرف عنه من خصائص، وكذلك الملتزم وما قيل فيه وحجر إسماعيل وما ورد عن فضل ماء زمزم ومهمة السقاية.. ثم يعرج إلى ميزاب الكعبة المشرفة والحطيم ثم الصفا والمروة، وينوه العطار في نهاية كتابه بعظمة أستار الكعبة المشرفة منذ أن كساها الرسول عليه الصلاة السلام، متتبعا هذا الجانب وصولا إلى الكسوة التي كساها لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. الرياض.. في عيون الشعراء لا يأتي حديث عن الرياض في الشعر إلا وأتذكر ديوان الشاعر الكبير غازي القصيبي والموسوم "أنتِ الرياض" الذي صدر عام (1397ه - 1977م) والذي تغنى فيها قائلاً: وحين تغيب الرياض.. أحدق في ناظريك قليلاً.. فأسرح في "الوشم" و"الناصرية".. وأطرح تغيبين أنتِ.. أطالع ليل الرياض الوديع.. فيبرق وجهك بين النجوم. وقد سبق وأن فتنت الرياض الشعراء من قبل ومن بعد إلا أن الشاعر القصيبي قد خصها بديوان كامل تغنى بها وغرد لها وكشف عن عشق جمالها، ولأن الرياض وما جاورها من مدن نجد وقراها كانت مرتعا للشعر في العصر الجاهلي وموطناً لشعرائها الكبار، فبقيت هذه المدينة تذكي قرائح الشعراء، فاستوقفت عدداً من الشعراء الذين هاموا بها، فالهبت قوافيهم وشاهدوا ملامحها الحضارية وواحاتها الخلابة فازدادوا بها افتناناً. وفي هذا الإصدار يخرج نادي الرياض الأدبي الثقافي، جملة من القصائد المنتخبة التي طرزها الشعراء في العاصمة، حيث وسم النادي إصداره ب(الرياض في عيون الشعر) والمهدي إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. الأمير.. والمثقف.. والإنسان.. وقد كتب مقدمته رئيس النادي الناقد الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، الذي قال في مقدمة الكتاب: كان الإعلان عن البدء في جمع الشعر الذي قيل في الرياض ليكون بمنزلة المشروع الثقافي الأدبي الذي يؤسس لثقافة الاحتفاء بالمدينة من خلال حضورها الثقافي، وقد جرى الإعلان عنه في عدد من الوسائل الإعلامية، وكلف عدد من الباحثين لرصد تفاصيل ذلك، وكانت الرؤية التأسيسية لهذا المشروع تتكثف في جمع ما قيل من الشعر في مدينة الرياض وثقافتها وتاريخها وتضاريسها، ومع اقتناعنا بأن ذلك أمر يطول بدأنا على أن يكون ذلك ضمن أقسام تتوالى وهو ما يمكننا القول معه إن هذا المشروع ابتدأ وأما أفقه فمفتوح ومتاح لجميع المشاركات المقبلة. أما الشعراء الذين تجاوبوا مع عشق محبوبتهم (الرياض) فقد ناف عن الثلاثين شاعراً منهم تجاوب معها بقصيدة ومنهم أهداها قصيدتين كالشعراء: أحمد الوافي، أحمد باعطب، وحمد العسعوس، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله سليم الرشيد، وغازي القصيبي، ومحمد الدبل، وآخرون طربوا لها فنفحوها بثلاث قصائد كالشعراء خالد الخنين، وعبد الله بن خميس.. حيث تنوعت قوافي الشعراء في رسم العاصمة فيما ضمه الكتاب من قصائد، فمنهم من جاءت قصائده خليلية الشكل، ومنهم من كتبها على طراز شعر التفعيلة.. يذكر أن الباحثين الدكتور عبد الله الرشيد والدكتور صالح المحمود قاما بانتخاب القصائد والمراجعة والتنسيق. د.عسيلان يتتبع دور الجاسر العلمي تتبع الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان جهد باحث عميق ومقتدر له مكانه ومكانته الثقافية في مشهدنا الأدبي، علاّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، وذلك في كتاب د.عسيلان الذي حمل عنوان (حمد الجاسر.. وجهوده العلمية) الصادر عن نادي المدينةالمنورة الأدبي، ومن خلال هذا الكتاب تكتشف عالماً آخر من سيرة علم بارز بز أقرانه علماً ومعرفة فكان هواه المعرفة وعشقه التحقيق وهام بالصحافة، ولذلك نجد المؤلف يتقصى حياة الجاسر العلمية ويتتبع دوره الثقافي منذ ولادته عام 1328ه حتى وفاته عام 1421ه. يقول المؤلف في مقدمته للكتاب: يمضي الشيخ الجاسر سحابة يومه في القراءة والاطلاع والبحث والكتاب، يستنشق الهواء فلا يستروحه إلا بعبق التراث، ويتنفس فلا يتنفس إلا علماً أو حديث الذكريات، فإذا ما استقر بك المجلس لا تجد لسانه يلهج إلا بذكر العلم والعلماء، وربما بادرك بالسؤال عن الجديد في عالم الكتب والمخطوطات، وإذا ذكرت له كتاباً تعتقد أنه جديد أفاض في الحديث عنه والتعريف به. وقد قسم د.عسيلان الكتاب إلى قسمين، حمل القسم الأول سيرة الشيخ الجاسر من حيث مواطنه، ونسبه، وأسرته، ومسيرته العلمية، وتكوينه الثقافي، وصلته بالعلماء، ودوره الصحفي قارئاً.. وكاتبا..ً ومؤسساً لصحيفة اليمامة، ومؤسسا لمجلة العرب.. بينما جعل القسم الآخر عن جهود الجاسر العلمية، التي جاء منها الجانب الجغرافي، والتاريخي، ومشروعه الهام عن المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، وعنايته بالتراث، وتحقيق المخطوطات ونشرها، وكذلك أدب الرحلات، وحديث الذكريات، ودوره الهام في محيط اللغة العربية، وصلته بمعاجمها وعضويته في المجامع العربية، ولم ينس المؤلف جهوده الأدبية والنقدية واهتمام الكبير بعلم الأنساب.. بقى أن هذا الكتاب يعد سفراً هاماً يميط اللثام عن الدور الكبير الذي لعبه علامة الجزيرة في مسيرتنا الثقافية. اثنا عشر عاماً فى صحبة أمير الشعراء القاهرة - مكتب «الرياض» - محمد خليل في 132 صفحة من القطع المتوسط، وعن الهيئة المصرية للكتاب صدر حديثا كتاب" اثنا عشر عاما في صحبة أمير الشعراء" تأليف عبدالوهاب أبو العز.. ويضم هذا الكتاب بين دفتيه جوانب شخصية وحقيقية من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي. كما يعرض المؤلف جوانب عديدة لشخصيته أباً وأخاً وجداً وصديقاً.. والتي تؤكد جميعها أنه في علاقاته تلك وفي مساهمته في كل ضروب الحياة كان عنوان الشاعرية المتدفقة بالعطف والحنان والحب، وتبرهن على أنه في كل حركة من حركاته أو خطوة من خطواته كان شاعرا بكل ما في هذه الكلمة من إخلاص وحب ونقاوة ضمير.. حيث يبحر الكتاب في حياة شوقي فيوضح كيف كان ينظم لآلىء شعره، وكيف كان في جده ولهوه.. وفي حبه وكرهه.. بل كيف كان يمتزج بالحياة بقلب يعج بحب هذه الحياة.