أعلنت مصادر طبية وأمنية أمس مقتل 35 شخصاً على الأقل عندما فتحت قوات الشرطة النار على عمال منجم مضربين عن العمل منذ أمس الأول، فيما دعا الرئيس الجنوب إفريقي إلى إنهاء هذا "العنف الأخرق". وساد منطقة منجم (لونمين) للبلاتين في إقليم نورث ويست هدوء غريب مع انتشار كثيف لقوات الشرطة وتحليق المروحيات. وقالت عائلات عمال المنجم إن بعض الأشخاص مفقودون. ولم تعلن المستشفيات عن الحصيلة النهائية لعدد المصابين. ولم يتضح بعد الطرف الذي بادر بفتح النار على الطرف الآخر. ودعت اتحادات العمال والسياسيون إلى فتح تحقيق كامل فى الحادث، الذي وصفته وسائل الاعلام وبعض المسؤولين ب"المجزرة". وقال ناتي متيتوا وزير السلامة والأمن في جنوب إفريقيا فى تصريحات إذاعية: "أصيب العديد من الأشخاص، والمصابون في ارتفاع مستمر" بعد إطلاق النار على عمال منجم (لونمين)". وأضاف: "الشرطة قامت بكل ما في وسعها.. ولكن العمال قالوا إنهم لن يغادروا وانهم مستعدون للقتال". واستخدمت قوات الشرطة الغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه لتفريق العمال، بعدها وطبقا للسلطات، فان بعض العمال أطلقوا الرصاص على الشرطة التي ردت بإطلاق نار كثيف. على جانب آخر، دعا الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما إلى محاكمة الجناة وقال في بيان له "نعتقد أن هناك مساحة كافية لحل أي نزاع في نظامنا الديموقراطي عن طريق الحوار دون خرق القانون أو القيام بأعمال عنف". وأضاف "نحن مصدومون ومستاؤون من هذا العنف الأخرق". وأوضح "أصدرت أوامري لقوات إنفاذ القانون بالقيام بكل ما هو ممكن للسيطرة على الموقف وتقديم الجناة للعدالة".وتعرضت الحكومة الجنوب إفريقية لانتقادات لعدم إرسالها وسطاء مبكرا لمنع تدهور الموقف. ولم يزر المنجم أي وزير أو مسؤول رفيع او حتى قادة اتحادات العمال هذا الأسبوع. وبدأت أعمال الشغب فى منجم لونمين عندما بدأ الحفارون فى المنجم إضرابا مفاجئاً مطالبين بزيادة أجورهم بنسبة 200% من 4000 راند (485 دولاراً) شهريا إلى 12 ألف راند.