قامت القوات النظامية السورية امس بقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمال البلاد، في حين تتواصل المعارك في احياء اخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد في بيان ان "اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال ان "الحي شهد محاولة اقتحام حوالي الساعة التاسعة (6 تغ) صباح امس لكن تمكن الثوار من صدها". من جهته، افاد الناشط الاعلامي محمد الحسن من حي صلاح الدين ان "طيرانا حربيا ومروحيا يقصف صلاح الدين ويحوم فوق المنطقة"، مشيرا الى "اشتباكات لا عمليات اقتحام". ولفت الى ان الحي "شبه خال من السكان"، مضيفا ان "اكوام النفايات تملا الطرقات والكهرباء مقطوعة بالكامل وكذلك الخطوط الهاتفية الارضية والخلوية". وذكر ان "هناك دمارا كبيرا يطال الابنية والحي مدمر"، ووصفه بانه "بابا عمرو حلبي". لكنه قال ان المياه متوفرة، موضحا ان "الحي ليس محاصرا حيث انه بعد تحرير احياء سيف الدولة والمشهد والانصاري هناك حرية في الدخول والخروج منه (صلاح الدين). وفي مدينة حلب كذلك، اشار المرصد الى "اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح امس بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي". واضاف "منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية" حيث تسمع اصوات انفجارات في احياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون. وذكر المرصد ان اشتباكات حلب امس ادت الى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية. من جهتها، نقلت صحيفة "الوطن" السورية الخاصة القريبة من النظام عن "مصادر مطلعة داخل مدينة حلب" ان "معركة الجيش لم تبدا بعد وان مهمته حاليا تنحسر في توجيه ضربات موجعة للارهابيين واوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعا لهروب اي من الارهابيين". واوضح ان "الاهالي خصوصا المنحدرين من اصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرقي المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية"، معتبرا ان ذلك "قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها". وفي دمشق، اشار المرصد الى ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون صباح امس اسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين بينهم سيدة وطفلها البالغ من العمر 12 عاما. واضاف ان منطقة ركن الدين شهد نشر القوات النظامية حواجز اسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت السبت في احياء ركن والصالحية والمهاجرين. ولفت المرصد الى العثور على جثث ثلاثة مواطنين في حي التضامن، بالاضافة الى وجود جثث لمواطنين في الحي يصعب انتشالها بسبب انتشار القناصة. وفي محافظة ريف دمشق، قتل مدني بسبب القصف على زملكا، بحسب المرصد الذي لفت الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا ترافق مع قصف اسفر عن تهدم في سبعة منازل. وفي مدينة حمص (وسط)، قتل مدني في الخالدية اثر تعرض منزله للقصف بحسب المرصد الذي اشار الى ان القصف طال احياء جورة الشياح واحياء حمص القديمة، بحسب المرصد الذي لفت الى مقتل شاب من قرية آبل برصاص حاجز عسكري على طريق حمص دمشق. عناصر من الجيش الحر ينتشرون وسط حلب (رويترز) واوضح المرصد في بيانه ان المعلومات التي بثتها بعض الفضائيات عن مقتل العشرات من المقاتلين المعارضين السبت اثر استهدافهم من قبل القوات النظامية في حي الحميدية بحمص القديمة "غير صحيح بشكل قاطع". وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تعرضت بلدات وقرى حنتوتين وكفر سجنة والركايا ومدايا ومعر دبسة واسقاط ل"قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية فجر امس " ما اسفر عن مقتل مدني في بلدة كفرسجنة. واشار الى تعرض مدينة اريحا للقصف ما ادى الى مقتل مدنيين اثنين واصابة العشرات بجراح في حصيلة اولية. وفي حماه (وسط)، افادت لجان التنسيق المحلية الى ان قوات الأمن "شنت حملة اعتقالات كبيرة في حي طريق حلب شملت كل من يتجاوز عمره 15 عاما في بعض المناطق". وحصدت اعمال العنف السبت 205 قتلى، بينهم 115 مدنيا و38 مقاتلا معارضا و52 من القوات النظامية، بحسب المرصد. الى ذلك استكمل الجيش السوري النظامي حشوداته حول مدينة حلب شمال البلاد، وبات جاهزا بانتظار الاوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على احياء المدينة المتمردة، بحسب ما افاد مصدر امني سوري رفيع. واوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة (حلب)"، لافتا الى ان "الجيش بات جاهزا لشن الهجوم لكنه ينتظر الاوامر". واشار الى انه "يبدو ان هذه الحرب ستكون طويلة"، عازيا السبب الى ان الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة "سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على الارهابيين" في اشارة الى مقاتلي المعارضة. وافاد مسؤول امني في دمشق السبت ان "معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حاليا ليس الا المقبلات". واضاف "الطبق الرئيسي سيأتي لاحقا". واوضح المسؤول ان التعزيزات العسكرية ما زالت تصل مؤكدا وجود 20 الف جندي على الاقل على الارض. وقال "الطرف الاخر كذلك يرسل تعزيزات" في اشارة الى المعارضين المسلحين. وفتحت المعارضة المسلحة في 20 تموز/يوليو جبهة جديدة عبر التمركز في حلب كبرى مدن شمال سوريا وعاصمة البلاد الاقتصادية ويؤكدون اليوم انهم يسيطرون على نصفها.