تواصلت الاشتباكات السبت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب (شمال) لليوم الثاني على التوالي، وفي بعض الاحياء الواقعة في الطرفين الجنوبي والغربي من العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتم في دمشق أمس تشييع رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار الذي توفي الجمعة متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير مبنى المكتب خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين الأربعاء الماضي. وقتل 24 شخصاً السبت في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بينهم سبعة مدنيين في دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ظهر السبت ان «اشتباكات عنيفة» تدور في حي الصاخور ومنطقة الحيدرية عند اطراف المدينة «وتستخدم القوات النظامية فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف»، ما تسبب بسقوط عشرات الجرحى. وكان افاد في وقت سابق عن اشتباكات متواصلة منذ صباح الجمعة في حي صلاح الدين القريب من الوسط. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان «هناك نزوحا للاهالي من الحي تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي». وقال ناشطون في المدينة - التي يسكنها ثلاثة ملايين نسمة وهي مركز صناعي وتجاري قريب من الحدود مع تركيا - إن الجيش يدفع بقوات ومركبات مدرعة الى حي صلاح الدين. وتسيطر قوات المعارضة منذ يومين على الحي الكبير في شرق حلب الذي يسكنه كل من العرب والاكراد. وقتل ما لا يقل عن 15 من مقاتلي المعارضة بينهم القائد احمد الفج امس الجمعة في محاولة فاشلة للسيطرة على اكاديمية الشرطة في بلدة اورم الصغرى على بعد 35 كيلومترا جنوب غربي حلب. وبقيت مدينة حلب لفترة طويلة في منأى عن الاضطرابات في البلاد، الى ان تصاعدت فيها حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري قبل اشهر لا سيما في جامعة حلب التي شهدت مداهمات عدة لقوات النظام وحملات اعتقالات واطلاق نار. وفي العاصمة حيث اعلن النظام الجمعة عن اعادة سيطرته على حي الميدان القريب من وسط المدينة، بقيت حركة السير خفيفة السبت في الشوارع، مع استمرار اجواء التوتر والخوف، بحسب شهود. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ظهراً عن «سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي المزة» المتاخم للأحياء الجنوبية من العاصمة حيث تستمر الاشتباكات. وقال الناشط ابو مهند المزي من حي المزة في اتصال عبر «سكايب» ان «اشتباكات تدور عند اطراف الحي في منطقة البساتين التي تتعرض لقصف من قوات النظام في المتحلق الجنوبي». واشار ابو مهند الى ان «لا وجود لحواجز للامن النظامي في الحي، بل هناك حواجز للجيش السوري الحر»، مضيفاً ان «قسما كبيرا من النساء والاطفال خرجوا من الحي». وتحدث عن «ازمة خبز حقيقية بسبب تزاحم الناس على الافران خوفاً من فقدان هذه المادة»، مضيفاً «نحصل على الخبز بصعوبة. وباستثناء الافران، المحال التجارية كلها مقفلة». وقال احد سكان مخيم اليرموك في جنوب العاصمة انه لم يخرج من منزله منذ الاربعاء. واضاف: «الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع». ولجأ خلال الايام الاخيرة الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من احياء اخرى في دمشق، وقبلها من احياء في حمص. ويشكو سكانه من نقص في المواد الغذائية. وكان «الجيش السوري الحر» اعلن الثلثاء بدء «معركة تحرير دمشق»، وشنت القوات النظامية الجمعة هجوما مضادا، وتمكنت، بحسب المرصد، من دخول حيي جوبر (شرق) وكفر سوسة (جنوب غرب). بينما قال مصدر امني سوري انها استعادت ايضا السيطرة على احياء التضامن (في جنوب العاصمة) والقابون وبرزة (شرق). وقتل اربعة مدنيين السبت برصاص قناصة واطلاق نار في احياء كفرسوسة والمزة وبرزة في العاصمة. كما وردت انباء عن «مصرع رجل وزوجته ونجله اثر اطلاق الرصاص عليهم من مسلحين مجهولين في منطقة باب توما» في دمشق القديمة. من جهة ثانية، عثر على مواطنين مقتولين في منزل بالرصاص في حي الميدان، من دون ان يعرف ظرف مقتلهما او تاريخه. كما اقتحمت القوات النظامية بلدة شبعا في ريف دمشق ليلا «بعد تعرضها لقصف بالهاون ورشاشات الحوامات ما اسفر عن تهدم تسعة منازل» وسقوط قتيل وعشرات الجرحى، بحسب المرصد السوري. وأفاد المرصد عن تعرض مدينة الزبداني وبلدة حوش عرب في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية، وعن اشتباكات فجراً في منطقة قطنا. وفي مدينة حمص في وسط البلاد، افاد المرصد صباحاً عن تعرض احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص للقصف من «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على هذه الاحياء» منذ اسابيع. كما اشار الى قصف مماثل على محيط مدينة القصير في ريف حمص حيث تدور ايضا اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وقتل رجل وطفله في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص الخارجة عن سيطرة النظام والتي تشهد «اشتباكات عنيفة»، بحسب المرصد، عند مداخلها، ولمحاولة اقتحام. كما قتل اربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات عند مداخل قريتي جوسية والنزارية على الحدود السورية - اللبنانية. واشار المرصد الى تعرض هذه القرى «للقصف من القوات النظامية قبل محاولة اقتحامها». وقتل مدنيان ومقاتلان معارضان واربعة جنود في اشتباكات وقصف في قرى من محافظة درعا (جنوب). في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مقاتلان معارضان اثر اشتباكات مع القوات النظامية في ريف معرة النعمان عند منتصف ليل الجمعة السبت. وبلغت حصيلة اعمال العنف الجمعة في مناطق مختلفة من سورية 233 قتيلاً هم 153 مدنياً و37 مقاتلا معارضا وجنديا منشقا و43 جنديا نظاميا على الاقل. في غضون ذلك، ذكر مسؤول تركي أمس إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة عميد فرا إلى تركيا ليلا ضمن مجموعة من نحو عشرة أفراد بينهم ضباط برتبة عقيد وعسكريون آخرون وبذلك يرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين فروا إلى تركيا إلى 24 .