مداهمات في ريف دمشق وحماة ودرعا وتحطيم مجسم لحافظ الأسد بحمص أكدت قوى المعارضة السورية أن الجيش السوري الحر الذي يتصدى لهجوم قوات النظام على مدينة حلب قد أسقط طائرة مروحية كانت تقصف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة أمس، كما أكد الجيش الحر أنه سيطر على 8 أحياء داخل المدينة. وكانت اشتباكات عنيفة دارت أمس في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة دون أن تحقق أي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن فرانس برس أن "محاولات الجيش النظامي للسيطرة على مدينة حلب مستمرة"، مشيرا إلى أن "المعارك تتركز في حيي صلاح الدين وسيف الدولة ومدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي". ولفت إلى وصول المعارك إلى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث "يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد" الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون. وأفاد الناشط الميداني أبو علاء الحلبي وكالة فرانس برس أن الاشتباكات بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين وصلت أمس إلى أحياء باب النصر وباب الحديد والمدينة القديمة. وأوضح أن هذه الأحياء هي عبارة عن "حارات أثرية وأزقة ضيقة جدا تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد"، مشيرا إلى أنها تشكل أيضا "قلب مدينة حلب التاريخي". وقال الناشط الإعلامي أبو هشام الحلبي لفرانس برس إنه "نحو الرابعة فجرا (فجر أمس) حاول رتل من دبابات الجيش النظامي بالقرب من ملعب الحمدانية اقتحام حي صلاح الدين لكن الجيش السوري الحر فاجأهم وهاجمهم على الاتوستراد الفاصل بين الحمدانية وصلاح الدين ودمر دبابة واستطاع إيقاف الهجوم". ولفت إلى أن "حي هنانو يشهد حالات نزوح كثيفة خصوصا بعد الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن حشودات نظامية لاقتحام الأحياء وارتكاب مجازر في حلب". من ناحيتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الإرهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة"، حسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة. وفي ريف دمشق، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في منطقة الشيفونية بمحيط مدينة دوما ومعضمية الشام والسبينة، حسب المرصد الذي أشار إلى سقوط مقاتل معارض في الهامة ومدني في عربين. وفي مدينة حمص وسط البلاد، يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين اقتحم مقاتلون معارضون "مبنى نقابة المهندسين في حي باب هود وسط مدينة حمص بعد اشتباكات مع القوات النظامية أدت إلى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين الذين حطموا مجسما للرئيس السابق حافظ الأسد وصورة للرئيس الحالي بشار الأسد. ولفت المرصد إلى أن اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض. وجنوبا، تدور اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا، بينما اشتبك مقاتلون معارضون مع دورية أمنية في قرية السيد حمود في الحسكة مما أسفر عن مقتل وجرح عناصر الدورية. وقال المرصد إن "اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة إدلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الأحد إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف إدلب. من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات النظامية في حماة (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب "وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم كثير من المنازل".