تُزف الفتاة وفي ذهنها «وصايا الأم لابنتها»، تلك الوصايا التاريخية التي تعلمها حقوق زوجها عليها، وتحثها على التذلل للزوج، ومحو شخصيتها وتذويبها في شخصيته، ضمن إطار (كوني له أمة، يكن لك عبداً)!والنتيجة.. أنها تقضي عمرها «أمة» ويقضي عمره «سيداً»! هذه نتيجة حتمية لوضع بائد سائد، لأن وصايا الزواج تعطى لطرف دون الآخر، فتختل معادلة الزواج، وتضعف أو تنهار أركانه.ولهذا ندهش إن وجدنا أماً تنصح ابنها في ليلة زفافه، وتقدم له وصايا «رجالية» هي الوجه الآخر لتلك الوصايا «النسائية»!هذه الأم - التي وجدت وصاياها في بريدي - آمنت أن على الزوج حقوقاً كما عليه من واجبات.. ولأنها تريد لابنها زواجاً ناجحاً وحياة مستقرة، فإنها تكاشفه بما عليه، ليتعادل طرفا المعادلة.. وتستقيم الحياة.نصحته أن يتقي الله في ابنة الناس، وحذرته من حرمانها من أهلها بعد الزواج، أو التنقيص من شأنهم، وحثته على أن يمنحها الأمان، ويحميها من نوبات غضبه ومن استفحال النزاع بينهما.. حذرته من إهاناتها بالألفاظ لأنها جروح يصعب شفاؤها، ونصحته أن لا يدع لسانه حبلاً مرخياً في يد الشيطان، وأن يعوّد لسانه الجميل من القول فإن ثماره حلوة يانعة، وقالت «لا تستخفنك التوافه، واحتفظ برجاحة فكرك، وابن حياتك على فضيلة الصبر، فإن أساسه متين.. فالعشرة والمودة والاغضاء عن الهفوات خصال تعتمد على الصبر الجميل، فالمؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب الزلات، وكن من المحسنين». نبهته إلى أن المرأة تحتاج إلى الاحترام والتقدير - أمامه وأمام أهله وأهلها - أشد من حاجتها إلى العطف والحنان، وأن لا يظهر نفسه أمام أهله كبطل مغوار على حساب زوجته. وأن يدع عنه الأوامر والنواهي العسكرية في بيته، وأن يساعدها في تحضير الطعام، أسوة برسولنا الكريم الذي كان في خدمة أهله حتى تحضر الصلاة.. وأكدت عليه وجوب التزين لزوجته وملاطفتها ومصادقتها، ومراعاة تغير نفسيتها أيام الحمل، وعدم تهديدها بزواج ثان.. وأن لا يقارنها بأمه وجدته فكل جيل يختلف عما يليه، فهو ليس كأبيه وليس كجده. وختمت بقولها «اعلم يا بني أن الزوجة ليس أمة وأنت السيد، بل أنتما شريكان ستديران المركب بمجدافين، عليك مسؤوليات، وعليها مسؤوليات، فرحم الله زوجاً سهلاً رفيقاً ليناً رؤوفاً». لله در هذه الأم.. تخيلوا معي ماذا يحدث لو أن كل شاب مقبل على الزواج أجبر على تعلم واستيعاب هذه الوصايا؟.. ومن لم تعلمه أمه ولا أبوه.. على جهات أخرى أن تتولى تعليمه وتثقيفه بمسؤولياته.. فها هو أحد مستشاري الصحة النفسية ينصح الفتاة المقبلة على الزواج بهذه النصيحة التي لو تحققت فعلاً لما سمعنا اليوم عن زواجات هشة تتداعى بالطلاق بعد أشهر من بدايتها.. وأنا أتمنى على الطرفين اتباعها والالتحاق بها.. اقرؤوا معي ماذا قال: «اشترطي عليه حضور دورة في إدارة الحياة الزوجية وفي تحمل المسؤولية قبل الزواج وبعده.. واشترطي إحضار شهادة لحضور دورة لا تقل عن عشر ساعات.. أو حضور عشر استشارات، ولو كلفه ذلك بما يعادل 3000 ريال.. واطلبي أن يكتب المستشار المعتمد عبارة: (أصبح مؤهلاً لمسؤولية الحياة الزوجية) خاصة إذا كان أصلاً غير مؤهل.. ولو كان دكتوراً في الجامعة»! [email protected]