عاصفة الزواج بأخرى لا تمر عادة إلا بعد تدمير شيء، لذلك تهرب بعض الزوجات من واقعهن، ويفضلن عدم العلم بزواج أزواجهن بأخرى، في المقابل ترى أخريات أنه من زاوية العدالة وتجنب الخداع أن تعلم الزوجة بزواج زوجها بأخرى، وأن ذلك حق على الأزواج أيا كانت جهة البلاغ، ويبررن ذلك بخوفهن من قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت فتدمر شظاياها أسرة بكاملها، خاصة فيما يتعلق بمسألة الإرث وتعدد الورثة دون علم الزوجة الأولى. فقد لا يكتشف الإخوة أن لهم أشقاء من أبيهم إلا عن طريق الصدفة. تقول أم ولاء (معلمة في مرحلة ابتدائية) "كثير من الزوجات لا يعلمن ما يخفيه عنهن أزواجهن، وما يدور في جنبات الزمن من تقلبات، حتى تجد نفسها في لمح البصر عبارة عن زوجة أولى، يصلها خبر الزواج بأخرى من الجارات أو زميلات العمل". وتضيف "أعرف كثيرا من السيدات لم يكتشفن زواج أزواجهن إلا بعد وفاة الزوج، عندها فقط تعلم الزوجة أن لأبنائها إخوة من زوجة أخرى". وتؤكد أم ولاء ضرورة أن تعلم الزوجة الأولى بخبر زواج الزوج، فإن رغبت في الاستمرار فعلى الرحب والسعة، وإن أبت فلها ذلك، مشيرة إلى أن الزوجة هي وحدها التي تستطيع أن تقدر هل تستطيع قبول أخرى أم لا. وتضيف "أما أن تبقى المرأة على غير علم، فلا يجوز ذلك، لما يترتب على هذا الأمر من خداع، وعدم تقدير للأمور في المستقبل". زوجات منسيات تقول "س ع" "المرأة المتعلمة العاقلة الرزينة، إذا ما رغب زوجها في الزواج مرة أخرى، لاتكترث لذلك، لأن الشرع أحل للرجل تعدد الزوجات في مواقف عدة، ولكن بعض السيدات وأنا منهن نفاجأ بين عشية وضحاها بأننا الزوجات المهملات المنسيات، حيث نكتشف بالصدفة أن لنا ضرات منذ سنوات عدة، كذلك أبناؤنا يفاجؤون بأن لهم إخوة من الأب، مما يتسبب في القطيعة بين الإخوة"، مضيفة أن نبأ زواج الزوج بأخرى إذا علمت به المرأة من زوجها، فإنه يكون أقل وقعا مما لوسمعته من غيره. "ع.ع" (معلمة) وإحدى ضحايا زيجة زوجها بالسر تقول "مؤامرة دنيئة تلك التي حيكت ضدي، وإن دلت على شيء فإنما تدل على مدى الضعف الذي يتصف به زوجي، وعدم شجاعته بإبلاغي بخبر زواجه". وتتابع "أذكر يومها أن زوجي أحضر لي وجبة عشاء، وأخبرني بأنه مدعو لحضور زفاف أحد أصدقائه المقربين، وطلب مني تحضير كل ما يتعلق في حضور المناسبة من العطور الفاخرة والملابس الأنيقة ليرتديها عند صديقه في الفندق، وخرج من المنزل وهو متردد على غير عادته، وكان يحاول إخباري بشيء ما، ولكن ضعفه حال بيني وبينه، إلى أن وردتني رسالة من مجهول، تقول الرسالة "يا هبلة اليوم زواج زوجك"، هنا صمت للحظات، وأخذت أفكر.. لماذا لا يكون هناك قانون يلزم الزوج بإخبار زوجته الأولى بزواجه من أخرى، فمن زاوية العدل المراد تحقيقه كأول شرط من شروط الزواج بأخرى أن تعلم الزوجة بزواج زوجها". من العدل إخبار الزوجة أمل القحطاني (معلمة) تقول "الرجل الذي يتزوج بأخرى فإنه في الغالب يبحث عن مواصفات يفتقدها في زوجته الأولى، ولا ننكر على الزوج حقه الشرعي في تعدد الزوجات، ولكن من منطلق العدل أن يخبر زوجته بذلك، وإذا لم يمتلك الجرأة فليرسل من يخبرها، سواء من أهله أو من أهلها، حتى لا تفاجأ بعد زمن بذلك، كما حصل للعديد من الزوجات، خاصة بعد وفاة أزواجهن بأنهم متزوجون منذ مدة ليست باليسيرة، وله أبناء من الزوجة الثانية، فتشعر بخيبة أمل كبيرة، وينال نصيبه من الدعاء السلبي من زوجته الأولى، بعدما كانت بالأمس القريب تدعو له". الصراحة والحكمة أخصائيو علم الاجتماع ينصحون المرأة بعدم الخوض في الجدل، حيث تقول أخصائية علم الاجتماع عنود السالمي "الصراحة في جميع الأمور مطلوبة بين الزوجين، لاسيما في الأمور المتعلقة بالزواج بأخرى، والتي قد تترتب عليها مشاكل أسرية فيما بعد، في حال علمت الزوجة الأولى بنبأ زواج زوجها من امرأة أخرى". وتضيف أن "المرأة الذكية لديها القدرة على التعامل مع الحدث بمنطقية وعاطفية أكثر من الرجل، وكثير من النساء استطعن بفطنتهن استخدام المنطق لحل المشكلات التي قد يواجهنها مع أزواجهن، والفتاة في مجتمعاتنا العربية ومن خلال تنشئتها الاجتماعية تعلمت ثقافة الصبر والتحمل منذ الصغر..، ولا تكاد تنجلي من ذاكرتها وصايا والدتها في ليلة زفافها عن طاعة الزوج والجلد والصبر في المواقف التي تتطلب منها ذلك، فتأخذ الفتاة عن والدتها طرق معالجة القضايا الصعبة، ومن بينها تقبل الضرة، وسعة الأفق والصدر مع زوجها". وأشارت السالمي إلى أن الخلافات أيا كان نوعها وحجمها في الأسرة خاصة بين الزوجين، المفتاح السحري لحلها يكمن بين يدي الزوجة المتأنية الحكيمة، فالزواج بأخرى ليس جريمة يعاقب عليها الرجل، ولكن لابد من إخبار زوجته بذلك، لأن وقع الخبر من الزوج يكون أقل أثرا في نفس المرأة، وأهون وقعا عليها من أن تسمعه من غير زوجها". وأوضحت أن المعالجة في مواقف كهذه تكون من قبل المرأة الحكيمة بالصبر والهدوء، ولا تتم المعالجة المرادة إلا إذا أعطيت المرأة الفرصة، وذلك عن طريق التمهيد لها بالحديث وإخبارها بالتدريج، فالصراحة بين الزوجين مطلوبة .. والكثير من خبراء علم الاجتماع وأخصائيي الحياة الزوجية ينصحون المرأة بعدم الخوض في الجدل العقيم، وإن تفادي الجدل وتجنبه هو سر النجاح في الحياة الزوجية.