فقدت الأمة العربية والاسلامية والعالم واحداً من أبرز القادة المشهود لهم بحسن السيرة والمسيرة والوفاء والإخلاص الأمني في خدمة الوطن والدين، ووقع نبأ فقده رحمه الله كالصاعقة على المواطن السعودي والمقيم والانسانية جمعاء، حيث أنه كان شخصية وطنية وأمنية رائدة من الطراز الفريد، وهذا ما عهدناه فيه أنا وجميع اخواني الدارسين في أكاديمية سموه الأمنية، فهو رجل الأمن والأمان في جوانبه الإجرائية واتخاذ المواقف الحازمة في المملكة، وقد استطاعت المملكة من خلال وزارة الداخلية بقيادته -رحمه الله- الوقوف أمام أزمة الإرهاب والخروج منها إلى بر الأمان، ليس بالحل الأمني ولكن بالحل الفكري الذي ضمن للمجتمع أن يرى الصورة الحقيقية التي كانت وراء الانحراف الفكري والذي أصاب المنتمين إليه وأعوانهم. والحديث عن إنجازات وعطاءات سموه -رحمه الله- ليس بالهين لأن العظماء باقون دائما بمآثرهم وأعمالهم والتي تفوح عطراً بأسمائهم وتخلد ذكراهم في ضمير الأمة دائماً –حتى وان رحلوا عن الحياة– ولكن تأثيرهم في نفوس الأمم والشعوب سيظل باقيا مدى الدهر، ولن نستطيع أن نحصر في تلك السطور ما أنجزه الأمير نايف بن عبدالعزيز-رحمه الله- من تاريخ حافل بالإنجازات والعطاءات التي تسجل له بأحرف من نور، ولكنه قليل من نبع فيضه يمليه علينا ضمير الكلمة وشرف الحياة. فمن أروع مواقفه وأسماها التي عهدناها فيه ولن ننساها الوقوف الصادق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإشادة في مناسبات متعددة بخدماتها في سبيل الحفاظ على اخلاقيات المجتمع وعقيدته وحمايته من الفواحش والمنكرات، فضلاً عن الجهود الكبيرة التي كان يقوم بها الفقيد الغالي في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، واهتمامه بتوفير كافة السبل لأداء مناسك الحج في يسر وأمان من خلال ترؤسه لجنة الحج العليا، إضافة إلى ذلك فقد أولى رحمه الله اهتماماً كبيراً بدعم وتجميع علوم السنة النبوية ونشرها في العالم أجمع، وخصص لها جائزة الأمير نايف العالمية لعلوم السنة النبوية والدراسات الإسلامية.