مع بواكير تطبيق الاحتراف في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي برزت أسماء للاعبين كانوا يومها يملأون الأسماع، ويخطفون الأبصار، ويسرقون الأفئدة، ولذلك ظلت عدسات المصورين لا ترمش لها عين بوجودهم، وأقلام الصحفيين لا تفتأ تسجل سكناتهم قبل حركاتهم، حتى إذا ما أعلنوا مغادرة المستطيل الأخضر راغبين أو مرغمين، أغمضت الكاميرات عيونها، وجففت الأقلام حبرها، فباتوا نسياً منسياً، حتى لكأنهم ما ركضوا في ملعب، ولا زّخت أجسادهم بقطرة عرق، وما سجل لهم التاريخ لحظة أنهم كانوا هنا، وهو الجحود بعينه، والنكران بكل معانيه. شاركت مع جيل «الليث» الذهبي وشركة إنجليزية سهلت نجومية شايع خالد بن سعد أبرز الرؤساء وساندري يعرف طريق المرمى و»دنيا الرياضة» إذ تستشعر المسؤولية تجاه هؤلاء اللاعبين تأخذ على عاتقها إعادتهم إلى دائرة الضوء في هذه الزاوية، لتعبر من خلالها عن الوفاء لما قدموه، وضيفها اليوم مهاجم الشباب والشعلة السابق سليمان الطفيل * أين توجهت بعد اعتزالك الكرة؟. أنا متزوج ولدي أربعة أولاد وبنت ولله الحمد، اتجهت إلى عائلتي فالرياضة أخذتني بعيدا عنهم لما يقارب 26 عاما، أعمل الآن موظفا في المؤسسة للصناعات الحربية. يتحدث للزميل محمد الحطيم * كيف كانت بدايتك الرياضية ؟. بدأت عام 1395 بالالتحاق بنادي الشعلة وقتها كان عمري 13 سنة ومثلت الفريق الأول بعد مضي عام من التحاق بالنادي، بعد اختيار المهاجم محمد الناصر لمنتخب السباحة، وأشركني المدرب أمام الفرع وفزنا 32 سجلت منها هدفين وبقيت بعدها في الفريق الأول أساسيا أنا والناصر، وكنت ألعب في جميع الدرجات ناشئين وشباب وأول لدرجة أنني ألعب أربع مباريات في أسبوع مع الأول والشباب والناشين وكان معي زملائي الحارس محمد المصلوخ، وصالح المحسن، كنا نجلس سويا ونتنقل من درجة إلى أخرى في كرة القدم. شايع النفيسة سحر الكرة * أربع مباريات في أسبوع واحد؟! كنت مولعًا بكرة القدم، ولا أبالي حتى لو لعبت مباراة واحدة كل يوم، ومن المواقف التي حصلت لي أن كانت لدينا مباراة في درجة الناشئين في المجمعة وأخرى بعد يوم في درجة الشباب في الدوادمي، وكذلك للفريق الأول بعد يومين في الخرج؛ شاركت مع الاثنين وبقيت بعد المباراة إلى أن وصل فريق درجة الشباب في اليوم الثاني ولعبت معهم وعدت بعدها بيومين ومثلت الفريق الأول. لوري ساندري * تمثيلك جميع الدرجات رفع عدد أهدافك المسجلة أليس كذلك؟ بلى؛ فقد سجلت ما يقارب 300 هدف في جميع الدرجات؛ كنا تتنافس تنافسا كبيرا على تسجيل الأهداف. * كيف تقضي وقتك بعد اعتزال الكرة؟ في خدمة العائلة والتي عانت من غيابي في حياتي الرياضية، وأتابع كل ما يخص كرة القدم بشكل عام ونادي الشعلة خصوصا. * لماذا لم يكن لك أي تواجد في الأجهزة الفنية في أحد الأندية ؟. بعد الاعتزال وصلتني عروض كثيرة؛ غير أني فضلت البقاء في الخرج، وتدريب أولمبي الشعلة والفريق الأول في كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى، وتأهلنا للنهائي وخسرنا أمام الخليج صفر 1، كما عملت مساعداً للتونسي أحمد العجلاني وصعدنا للدوري الممتاز عام 1421ه. * أين أنت من مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و»فيسبوك»؟!. «الرياض» وجبتي المفضلة لا أدخل هذه المواقع ولا أتابع بشكل مستمر سوى جريدة «الرياض» التي أعتبرها وجبة ثقافية رياضية اجتماعية يومية لابد من قراءتها. * انتقالك من الشعلة إلى الشباب أعدنا لتلك الأيام؛ تمت تلك الصفقة؟. في عام 1407 صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى ثم هبط وسط عروض متواضعة جدا، كنت أقدم مستويات مميزة في ذلك الوقت وعرض عليَّ بعض اللاعبين الانتقال إلى أحد الأندية الكبيرة، ووصلتني عروض من الاتحاد والنصر وكان أكثرها جدية عن طريق الكابتن عبدالرحمن الرومي ونائب رئيس الشباب الأخ العزيز سليمان المالك، كان ذلك تحديدا في موسم 1408 1409وشاركت مع الشباب في ذلك الموسم بداية من بطولة كأس الاتحاد (بطولة الأمير فيصل بن فهد حالياً) وكنت أحد هدافي الشباب في ذلك الموسم، وحققنا البطولة أمام الأهلي بركلات الترجيح. * من أبرز من كان معك من اللاعبين؟. نجوم الجيل الذهبي للشباب عبدالرحمن الرومي وفهد المهلل وسعيد العويران وسعود السمار وسالم سرور والفقيد عبدالله السويلم «رحمه الله» والذي كانت له روح حماسية ودائما ما يحثنا على العمل الجاد وخدمة الفريق ودائما ما يقف مع اللاعبين في جميع أحوالهم. * كيف كانت الفترة التي لعبت وما الأشياء التي كانت تحفزكم للإبداع؟. الأجواء تساعد على اللعب بحماس وتضاغف الشعور بالانتماء للفريق، ولم يكن يهمني أي حافز بقدر نجاح فريقي. * من كان أقرب اللاعبين لك في ذلك الوقت؟ حارس المرمى سعود السمار هو أقرب اللاعبين؛ إضافة إلى عبدالرحمن الرومي فدائما ما أكون متواجدا معهم. لوري مدرب مميز * من المدرب الذي أثر في حياتك الرياضية؟ بداية حياتي الرياضية كانت عائلتي لها الفضل بعد الله ومن ثم أخي أحمد الذي حفزني دائما ويحضر التدريبات والمباريات التي ألعبها ودائما ما يهديني إذا سجلت هدفا أو حققت إنجازا، وبعد انتقالي للشباب كان المدرب في ذلك الوقت لوري ساندري، الذي أوصى بتسجيلي، ودائما ما يوجهني ويعلمني أفضل الطرق للوصول للمرمى. * من أبرز الرؤساء الذين عاصرتهم طوال مسيرتك الرياضية؟. الأمير خالد بن سعد كان الرئيس والصديق والأخ لنا جميعاً. * لماذا ابتعدت عن الرياضة؟ توقفت عن الركض بدون إصابة ولله الحمد، وكان ذلك بعد صعود الشعلة للممتاز عام1417 مع الكابتن عمر الذيب؛ إذ شاركت بشكل شرفي. * كيف ترى تعامل الإعلام الرياضي مع اللاعبين اليوم مقارنتكم بالماضي؟. الإعلام الرياضي حاليا فيه الإيجابي والسلبي، سابقا كنا نفتقد هذا الحضور السخي الذي يعد أحد عوامل نجاح بعض نجوم اليوم، كان هناك نجوم على مستوى عالٍ، ولم تكن الأضواء مسلطة عليهم، وقد حالف الحظ النجم شايع النفيسة لوجوده في دوري الأولى، والذي كان متابعا من شركة إنجليزية في ذلك الوقت؛ إضافة إلى مهاجم الهلال السابق سعود الحماد، ولاعبين في أندية الخرج لم يخدمهم الإعلام في ذلك الوقت أمثال عبدالعزيز الشويرد وصالح القريان ومبارك الشمران وصالح المحسن ومحمد المصلوخ؛ لو سلط عليهم الإعلام الضوء لكانوا من أبرز النجوم. فرحة الخرجاويين * الشعلة يقدم مستويات متطورة كيف ترى الفريق هذا العام؟. الشعلة قدمت ولا تزال تقدم مستويات مميزة، وهذا هو المتعارف عليه؛ إذ عرف عنه البقاء في القمة ولكن من الطبيعي أن يواجه هزة كما حدث في المواسم الماضية ولكن هذا الموسم بعودة أعضاء الشرف وجهود الإدارة عادت الابتسامة لكل محبي الشعلة، جهود المدرب محمد صلاح وبصماته كانت واضحة من خلال النهج التكتيكي المنظم ووجود كوكبة من اللاعبين المتحمسين لخدمة الفريق وهو ما توج هذا الجهد بتقديم الصعود هدية لأبناء محافظة الخرج. * كيف ترى واقع الرياضة السعودية اليوم؟. ما حدث للرياضة السعودية هو نكسة لم تحدث من قبل؛ فأغلب الأنظمة والقوانين لا تطبق بالكامل والأهم من هذا كله لم تشخص العلة حتى يكون العلاج متوفرًا؛ لدينا الإمكانيات والفكر ولكن لا تطبق؛ إضافة إلى تشبع اللاعبين من الشهرة ولعب الكرة، سواء من خلال أنديتهم أو المنتخب؛ كما أن تسليط الإعلام الضوء عليهم في كل وقت أفقدهم الحماس والاهتمام للمنتخب الوطني، ويبقى الاعتماد على جيل معين أخذ وقته ووقت غيره من اكبر الأخطاء، وإلا فالكرة السعودية لا تزال تزخر بالمواهب والقدرات العالية، التي تؤهلها لتقدم أفضل المستويات، والتغلب على جميع الظروف، وبعد الخروج من تصفيات كأس العالم؛ المفترض أن يبدأ الاهتمام بالفئات السنية؛ القاعدة الأساسية في كل الأندية؛ فهي من سيعيد توهج بطل آسيا السابق إلى الأضواء مجددا.