شهد الشهران المنصرمان انتقادات حادة ضد الاتحاد السعودي المؤقت لكرة القدم برئاسة أحمد عيد وكنت من ضمن الذين انتقدوا بعض الخطوات خصوصا تخبطات بعض اللجان وتحديدا القضائية منها التي احرجت الاتحاد، واثارت الشارع الرياضي بقرارات محرجة ومثيرة للاسئلة، بعضها قبل ان يجف حبره اجبر رعاية الشباب على قرار العفو عن الموقوفين، وعلى الرغم من ذلك استطاع «اتحاد عيد» كما يحب ان يطلق عليه بعض الرياضيين أن يضيء طريق الأمل، ويحرك المياه الراكدة باكثر من قرار، اولها استقالته من منصب رئيس لجنة الانتخابات تفاديا للازدواجية والتواجد في اكثر من منصب، ثم اعفاء ماجد قاروب من منصبه للغرض ذاته، حسب بيان الاتحاد المؤقت، وأخيرا اعتماد اقامة بطولة السوبر بين بطل كأس الابطال وبطل الدوري، وهذا يؤكد ان «الرجل الخبير» واللاعب الدولي السابق احمد عيد استطاع ان يتعرف إلى كثير من الاشكالات التي اعترضت مسيرة الكرة السعودية خلال الفترة الماضية التي كان خلالها بمثابة المراقب لما يجري قبل الاقدام على اي خطوة، وبالتالي كتابة الوصفة التي تنتشلها من وضعها الراهن وتعيد الحياة الى الملاعب والاحترافية الى اللجان. يدعمه في ذلك القبول الذي يحظى به والثقة التي يتمتع بها وممارسته الرياضية التي تولى خلالها مناصب عدة في الاهلي والمنتخبات واللجان والاتحاد السعودي قبل ان يتولى مهمة الرئيس، وبكل تأكيد ان قرار اعتماد بطولة السوبر من القرارات التاريخية في عهد «اتحاد عيد» لما تمثله من مطلب جماهيري واعلامي كبيرين على غرار ما تفعله الدول المتقدمة رياضيا في سبيل اضفاء الاثارة على بداية الموسم الرياضي ولفت الانظار اليه وتوجيه دخل مثل هذه المناسبات الى الجمعيات الخيرية، وقد جاء ذلك انسجاما ومطالب «دنيا الرياضة» من خلال الزميل تركي الغامدي في شهر شوال الماضي. احمد عيد في نهجه الحالي الذي تميز بالصمت والهدوء واتخاذ القرارات بروية يحتاج الى دعم الجميع ومساندته حتى ينهض بكرة القدم السعودية ويعيد منتخباتها وانديتها الى الامجاد التي غابت عنها نتيجة فوضوية القرارات، وعشوائية اللجان واخطاء الاندية، وتراجع اداء المنتخبات وكثرة الشحن واتساع رقعة الخلافات بين كثير من الاطراف، فضلا عن افتقاد الحزم والقرارات التي لم تكن حاضرة، الامر الذي جعل كثيرين يتمادون في تجاوزاتهم ، ويخرجون عن النص بتصرفات اساءت للرياضة، والأمل ان يضع لها «الرجل الخبير» حدا وان يكون الموسم المقبل هو موسم بداية التوجه لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والا يكون هناك مكان لعشاق الاضواء والتنظير والحديث عن الاحلام من دون التطبيق ومن ثم التركيز على العمل الاحترافي الصحيح الذي ندرك ان عيد يؤمن به تماما. اما من يحاول الشوشرة خلال المرحلة الحالية بسبب القرارات القوية التي اتخذها احمد عيد فيجب ان توصد في وجهه جميع الابواب، لأنه لو كان لديه ما يقدمه لما احرج الاتحاد المؤقت، واثار الجدل في الشارع الرياضي، من دون اعتماد على انظمة ولوائح وبنود تكفل الانصاف والارتياح للجميع. من الممكن ان يُنتقد عيد وهذا امر طبيعي في سياق البحث عن تعديل الاخطاء، ومن الممكن ان يحظى بالاشادة، وهذا اقل ما يواجه به الرجل ونظن ان عمله خلال الفترة الحالية يستحق الاحترام ، والمؤمل ان يرتقي الى الافضل حتى تتحق الامال المرجوة.