لجنة تحكيم مرموقة، شاشة عرض سينمائية فاخرة، وافلام سعودية منوعة، ضمن مهرجان الفيلم السعودي الذي تقام فعالياته حاليا بالعاصمة الرياض بدعم روتانا ولاول مرة عربيا يبث هذا المهرجان عبر قناة روتانا افلام، هل الامر عادي؟ سؤال بديهي ونحن نرى ان اكبر قضيتين تناولها الاعلام والمجتمع: السينما وقيادة المرأة للسيارة بالسعودية وكأن هاتين القضيتين هما الكبائر والفساد بعينه...!! قبل اسبوع تلقيت اتصالاً من المخرج ممدوح سالم مدير المهرجان والمكافح الجميل في هذا المجال لكي اكون احد ضيوف لجنة تحكيم هذا المهرجان الفريد من نوعه، ولظروف سفري كنت معهم في اليوم الثاني، ووجدت ان ما يقومون به عمل مميز رغم الظروف التي تجرم ما يقومون به، شاهدت تجارب شبابية لافلام اقصرها ثلاث دقائق واطولها ساعة، وعظ ديني وحب للوطن وهم اجتماعي وترفيه للصغار هذا هو مجمل العناوين الرئيسية لما شاهدته، صحيح انها تجارب تفتقد لمقومات كبيرة فنية ومادية ولكنها تجارب تعتبر في ظروفنا الحالية ثرية بكل ما تعنيه الكلمة. الاشكالية الكبرى بالنسبة لي انني حضرت لمهرجان الفيلم السعودي مباشرة بعد حضوري منتدى الاعلام العربي بدبي، صدمة ثقافية بالنسبة لي بكل ما تعنيه الكلمة، لدينا امكانيات ولكن لدينا صعوبات، لهذا اجد ان جهود شباب مهرجان الفيلم لو كانت تنظم في دبي لكان الحدث الاهم ثقافيا خلال هذه الايام، هي امور لا مجال هنا للحديث عنها، ولكن بالفعل لدينا الامكانيات والكوادر أفضل، مع تميزنا بالعوائق والصعوبات. الاكاديمي والممثل خفيف الظل عبدالاله السناني قال لي: ان عدم وجود ادارة انتاج بالتلفزيون سببت لدينا فقراً بالمواهب والاحترافية، فعندما كان التلفزيون ينتج كان هناك تصنيف للممثلين بدرجات لنجوميتهم، اما الآن فلا يوجد هذا الامر، مما سبب صعوبة كبيرة للوجوه الموهوبة الجديدة وما نراه من ضعف في هذا الجانب نلاحظه وبشكل كبير على مهرجان الفيلم السعودي وغياب ادوات هامة في العمل بسبب مثل هذه الظروف!!. قناة الاقتصادية وعبر برنامج المرصد كانوا جرئين وهم يستضيفونني للحديث عن المهرجان، تحدثنا بأريحية ومصداقية وتناولنا النظرة الشريرة حول السينما والتي كرسها البعض منذ ثلاثين عاماً، لانه قبل ذلك كان لدينا سينما، سألني المذيع ماهي الجدوى ان تعرض افلاماً بالرياض بدون جمهور، فقلت له ان جمهورنا في السعودية اعتاد وباحترافية اللعب خارج ارضه وهذا للاسف واقعنا المرير. ولان الحديث في الرياض سينما في سينما اقترح احد الزملاء ان يتم الاحتفال بالفيلم الفائز بالمهرجان، بعرضه في مركز الملك فهد الثقافي، وهي فكرة جيدة، ولكن تحتاج لتفكير وتفكير، ولكن يجب ألا نغفل اهمية ما يحدث حاليا بالرياض من احتفال ثقافي راقٍ وبلجنة حكام متمثله بالمخرجة هيفاء المنصور والممثلين خالد الحربي وعبدالاله السناني وبقيادة المايسترو ممدوح سالم. مهرجان للفيلم السعودي وبالرياض حقيقة وليست مجرد احلام..!!!.