قاد النفط والذهب موجة جديدة من الهبوط لأسعار السلع الاساسية العالمية، التي منيت منذ بداية شهر مايو الحالي بهبوط حاد كبد المستثمرين والتجار خسائر هائلة أجبرتهم على البحث عن ملاذات استثمارية آمنة بعيدا عن الذهب الذي فقد بريقه كملاذ آمن عند تقلب أسعار النفط والعملات العالمية، وبات يدور في فلك النفط وبقية السلع العالمية التي طفقت تتدثر باللون الأحمر لأكثر من أسبوعين، نتيجة عوامل اعتبرها المحللون أساسية في تغيير وجهة الأسعار وتعميق المسار الهابط. وأجمع المحللون في عدد من النشرات العالمية لمتخصصة على أن الدافع الرئيس في موجة الهبوط التي تشهدها أسعار السلع الاساسية وسحبت خلفها مؤشرات الاسهم في معظم الأسواق العالمية هو تباطؤ الانتاج الصناعي في الدول الصناعية الكبرى والذي يعكس تراجع معدلات الاستهلاك وتقهقر نمو الاقتصاد العالمي، كما اذكت المخاوف من تفاقم أزمة ديون اوروبا الوجل لدى المستثمرين من احتمال انتقال عدوى هذه الازمة إلى دول في الاتحاد الاوروبي وتشكيل حزمة من الضغوط ربما تعيق الجهود الدولية للخروج من هذه الأزمة المالية التي اثقلت كاهل الاقتصاد العالمي. وذكرت « ماركت ووتش» أن أسعار النفط تراجعت بنسبة 4% منذ بداية الشهر الحالي حيث نزل خام برنت إلى مستوى 111.68 دولار للبرميل كما هبط سعر الخام الأمريكي الخفيف 1.19 دولار للبرميل إلى 95.89 دولارا للبرميل في مستهل تداولات أمس الجمعة، بسبب عوامل أساسية من أهمها وفرة المعروض من النفط الخام نتيجة إلى تدفق إمدادات الخام من الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج الأوبك بصورة تفوق الطلب على مصادر الطاقة، كما ساهم ارتفاع أسعار صرف الدولار أمام العملات العالمية في تعميق المسار الهابط لأسعار النفط الخام على مستوى جميع أسواق الطاقة. وتدحرجت أسعار الذهب بنسبة 7% حيث هوى سعر الذهب للبيع الفوري حوالي 10 دولارات إلى 1583.21 دولار للاوقية في تداولات أمس الجمعة، بعد أن هجر معظم المستثمرين المضاربة في المعدن الاصفر في حالة من اليأس بأن يكون ملاذا آمنا يعوض خسائرهم في سوق النفط والأسهم. وأشارت نشرة « تريد كومدتي برايس» إلى ان جميع أسعار السلع الاساسية سارت في فلك النفط والذهب حيث هبطت جميع أسعار المعادن النفيسة والأساس والصناعية مثل النحاس والزنك والبلاتين والبلاديوم والألمنيوم بنسب تتراوح ما بين 3-5%. كما هبطت أسعار القمح والقطن والذرة بنسب ضئيلة كان أعلاها 2% غير أن ذلك يعد إيجابيا للمستهلكين حيث إنه سيساهم في التقليل من تكاليف المعيشة وتوفر الغذاء بأسعار مناسبة لشعوب العالم. ويعزو بعض المحللين النفطيين انخفاض اسعار النفط إلى الانتاج المفرط من الدول المنتجة للبترول الخام حيث أشارت التقارير إلى أن جميع دول الأوبك تتجاوز حصصها الانتاجية المقررة من قبل المنظمة، ونقل تقرير لمنظمة الأوبك أن إنتاج الدول الاعضاء وصل خلال شهر أبريل الماضي إلى 31.62 مليون برميل يوميا متخطيا سقف الانتاج المتفق عليه بحوالي 1.62 مليون برميل يوميا، كما أن إنتاج الدول من خارج الأوبك زاد بمقدار 640 ألف برميل عن معدلاته في شهر مارس الماضي.