تنتشر في محال الاتصالات أجهزة جوالات مستعملة للبيع، فضلاً عن البائعين الجائلين، والزبائن الراغبين في بيع جوالات لديهم؛ الأمر الذي جعل بعض أصحاب المحلات يتلاعبون في أسعار الجوالات المستخدمة إلى أقصى ما يستطيعون ضاربين بجهل المستهلك للسعر عرض الحائط، ولا يقتصر "الضرر" على (غبن المشتري) على أن يدفع قيمة عالية لجهاز لا يستحق قيمة مرتفعة، بل إن الأمر أشد مرارة عندما تشتري جهازاً مستعملاً بمبلغ وقدره يقارب سعر الجهاز الجديد نفسه، وتتفاجأ بعطل يُداهم الجهاز بعد ساعات من شرائه بعد أن تمت صيانته بأوفر طريقة لكي يشتغل أمام الزبون الباحث عن جهاز "أخو الجديد" دون أن يعلم عن ما يحاك له من قبل بعض البائعين.. "الرياض" توجهت ميدانياً لمحلات الاتصالات وخرجت بالتحقيق التالي. الجهاز «المسروق» لا يكون معه ضمان ولا إكسسوارات واستغلال أصحاب المحال يدفع اللص للتخلص منه سريعاً غش وإنكار بداية، أكد "حمزة العلي" على أنه تعرض للنصب، بعد أن أقنعه بائع بشراء جهاز مستعمل، وذكر له أنه "نظيف" ويعمل بشكل جيد، والأهم من ذلك أنه خاضع لضمان المحل، إلاّ أنه عندما عاد إلى منزله وحاول أن يجري اتصالاًَ هاتفياً بواسطة الجوال المستخدم، فإذا به لا يتصل لوجود مشكلة هاتفية في أبراج الجهاز، مشيراً إلى أنه عندما عاد إلى المحل ذاته وعرض عليه المشكلة رد عليه البائع نفسه "أنا أول مرة أشوفك.. ولا قد بعت لك جوال.. جب شيء يثبت!". img src="http://s.alriyadh.com/2012/04/30/img/065687751097.jpg" title=" أجهزة مستعملة مجهولة المصدر بدون "كرتون" وشاحن وضمان "عدسة- بدر الحرابي" " أجهزة مستعملة مجهولة المصدر بدون "كرتون" وشاحن وضمان "عدسة- بدر الحرابي" تشغيل مؤقت وذكر "أبو خالد" أنه اشترى جوالاً مستعملاً ولكنه جديد نوعاً ما، ويتضح ذلك من خلال لاصق الشاشة، بسعر 1800 ريال، وبعد عدة أيام تعطل الجوال، وعندما عاد إلى المحل لم يجد البائع نفسه، مطالباً بضرورة متابعة بيع أجهزة الجوال المستعملة من قبل الجهات المختصة للتأكد من سلامة هذه الأجهزة وضبطها في حال التيقن أنها "مغشوشة" أو تم تعديلها لكي تعمل فترة مؤقتة فقط؛ بحثاً عن الربح. أسعار بعض الأجهزة المستعملة قاربت أسعار الأجهزة الجديدة ضمان يومين وأوضح "عبدالرحمن المرداس" أنه اشترى جهاز جوال مستعمل، ومنحه المحل ضماناً لمدة يومين فقط!، وبعد أسبوع تقريباً أصبحت شاشة الجوال غير واضحة، وبطارية الجوال تتطلب شحناً كل ساعتين، وعندما عاد إلى صاحب المحل كان جوابه "أنا ضمنته لك يومين بس"!، بل ويدخله الصيانة بحجة فحصه، وعندما يفك الجهاز وتمضي وقتاً لدى المحل يخبرك بأعطاله، وتستسلم لإصلاحها بمبلغ وقدره لدى المحل، وفي النهاية يدفع الزبون ضعف قيمة الجوال المستعمل في مصروفات صيانته. أسواق الاتصالات بحاجة إلى رقابة وتنظيم وبيّن أن معظم الأجهزة المستخدمة الموجودة في محلات الاتصالات لا تخلو من الأعطال والتلفيات، مثل أن يكون الجهاز قد سقط في ماء أو ماشابه ذلك، ويعملون للجهاز صيانة فورية، باستخدام قطع غيار مقلدة بحيث يكون الجهاز قابلاً للاستخدام فترة محدودة ثم يتعطل. قيمة أغلى وكشف "عبدالخالق محمود" -بائع أجهزة جوالات- عن أن أسعار البيع لبعض الأجهزة المستعملة تكون أغلى بقليل من الأجهزة الجديدة؛ وذلك يعود إما لأن الجهاز المستعمل ذو ضمان ساري المفعول، أو أن صناعته جيدة، عندما تكون صناعة الجديد رديئة أو بدون ضمان، منوهاً أن الضمان يرفع سعر جهاز الجوال المستعمل. سعدي خالد متحدثاً للزميل الكنعان إبراز الهوية وطالب "خالد المرزوق" الجهات المعنية بتوجيه محلات الاتصالات تجاه أخذ صورة من هوية بائع الجهاز المستعمل عندما يريد بيعه، إلى جانب ضرورة كتابة فاتورة بالبيع؛ لكي تكون مستنداً للبيع عند الأهمية حتى لا يصبح المشتري ضحية. واتفق معه "رامز" -بائع في محل أجهزة جوالات- مبيناً أنه لا يشتري أي جهاز بدون أغراضه المتكاملة سواءً ضمان أو شاحن، أو سماعات، خشية أن يكون الجوال مسروقاً وأراد بائعه الخلاص منه بأي ثمن من الأثمان، مشيراً إلى أنه لا يشتري أي جهاز جوال مستعمل من الزبائن، إلاّ عند إبراز بطاقة هوية البائع، وتسجيل بياناته في سند مخصص لذلك؛ حتى يحمي نفسه من شراء أجهزة الجوالات المسروقة أو المغشوشة. عبدالله عمر مكسب أكبر وبرر "سعدي خالد" -بائع محل جوالات- إقبال أصحاب المحال على شراء الأجهزة المستعملة إلى المكسب المادي، حيث ان الربح أعلى في الأجهزة المستعملة من الجديدة، فعندما يشتري جهازاً بقيمة 300 ريال، ويبيعه ب500 ريال يربح بنسبة أكبر من الجهاز الجديد ذي السعر المحدد من الوكيل، وأسعار محددة في كل محل وكذلك لدى الزبائن عن طريق الدعايات التجارية، مبيناً أن الربح في الجهاز الجديد محدد غالباً بقيمة 40 ريالاً، بعكس الهامش الربحي المفتوح في الأجهزة المستخدمة. رامز تجنب مشاكل ولفت "عبدالله عمر" -بائع محل جوالات- إلى أن إبراز هوية الشخص الراغب في بيع جهازه أمر ضروري بالنسبة لهم في المحل، لكي يتم تسجيل بيانات هويته، إلاّ أن البعض أصبح يرسل أطفالاً أو سائقين لكي يبيعوا أجهزة جوال مستعملة ويعرضونها على صاحب المحل، بيد أنهم يرفضون الشراء من أطفال، ويصرون على تسجيل بيانات هوية السائق إن رغب في بيع جهاز مستخدم؛ لكي يتجنبوا مشاكل قد تحدث مستقبلاً. بائعون مجهولون واعترف "أبو القاسم حمد" أنه يشتري أحياناً أجهزة جوال مستعملة من أشخاص مجهولين بدون إبراز هوية بأسعار زهيدة، على الرغم من أنها تستحق أضعاف المبلغ؛ لكي يبيعها بأرباح أكبر.