امتص الطلب المتزايد من قبل الحجاج على أجهزة الجوال، خاصة المستعملة، المعروض من تلك الأجهزة بمكة المكرمة، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأجهزة المستعملة والجديدة أيضا، بعدما سجلت مبيعات أجهزة الجوالات وكروت الشحن بمكة المكرمة ارتفاعا ملحوظا في حجم المبيعات والأسعار خلال موسم الحج تخطى 60 % من حجم المبيعات في الأيام العادية على خلفية حرص كثير من الحجاج على شراء الأجهزة والكروت للاتصال بذويهم. وأبدى عدد من المتعاملين في السوق انزعاجهم من ارتفاع أسعار بعض أجهزة الجوال، خاصة التي تحمل التقنيات الحديثة، مشيرين إلى أن هناك أجهزة لا تحمل المميزات الجديدة إلا أنها تشهد استقرارا نسبيا في أسعارها رغم الحركة الكبيرة في مبيعاتها. ويقول الشاب أحمد البارقي «لوجود شريحتي جوال لدي فضلت شراء جهازين، أحدهما يحمل مواصفات حديثة «بلاك بيري» والآخر أحد الأجهزة الرخيصة وتجولت في معظم المحال واطلعت على الأجهزة المستخدمة في خارج المحال، إلا أن أسعار بعضها مرتفعة بشكل كبير وواضح لكن رغم ارتفاع الأسعار اضطررت إلى الشراء لحاجتي الماسة إلى ذلك»، مشيرا إلى أن الأسعار ارتفعت بنحو 10 % تقريبا، وأن السوق به أجهزة تبدأ أسعارها من 70 ريالا، لكن تتوافر فيها التكنولوجيا والخدمات الحديثة. ويضيف الشاب خالد الروقي «بعد أن عملت في موسم حج هذا العام وحصلت على عائد إضافي فضلت شراء جهاز جوال جديد واشتريت جهاز بلاك بيري بسعر 1090 ريالا، بينما كان قبل موسم الحج يباع ب960 ريالا»، مشيرا إلى أنه استغرب في الوقت ذاته ارتفاع أسعار بعض أجهزة الهاتف الجوال التي لا تحمل أي مميزات أو تقنيات حديثة، وقال إنه من هواة تغيير الجوالات، خصوصا في المناسبات «لكن للأسف يستغل بعض الباعة موسم العيد والإقبال على الشراء برفع الأسعار، ولفت إلى تفاوت أسعار الأجهزة بين المحال سواء في الأجهزة المستعملة أو الجديدة، ويصل هذا التفاوت إلى 100 ريال في بعض الأحيان، كما يوجد غش واضح في الأجهزة المستعملة، إذ تؤكد المحال أن الأجهزة حالتها ممتازة ولم تتعرض للإصلاح من قبل». وأوضح جاويد «بائع» أن سوق أجهزة الجوالات بمكة المكرمة تشهد هذه الأيام حركة شرائية نشطة رغم ارتفاع الأسعار، خاصة الأجهزة الجديدة مع قرب العام الهجري الجديد، إذ يفضل العديد تغيير ما بحوزتهم من أجهزة جوال في هذه الفترة بأجهزة حديثة، وقال «جهاز البلاك بيري موديل «8520» وصل سعره إلى 1080 ريالا بعد أن كان يباع في السابق ب 950 ريالا، وزادت أسعار أجهزة الجوال التي يطلق عليها «أبو كشاف» بنحو 60 ريالا عن سعرها السابق، وكذلك بعض الأجهزة قفزت بفارق سعر 40 ريالا عن أسعارها السابقة قبل موسم الحج». وأشار عبدالصبور «بائع» إلى أن الإكسسوارات شهدت أيضا حركة نشطة في المبيعات، وقال إن بعض الشباب لديه عدة شرائح «هذه الفئة ألهبت سوق الأجهزة، خاصة التي لا تتوافر فيها أي مميزات أو تقنيات، وتتراوح أسعارها من 120 إلى 180 ريالا، بينما في السابق كانت تباع ب 95 ريالا، لذلك تجد أن الحركة الشرائية في هذا النوع من الأجهزة نشطت كثيرا» وعلل سبب ارتفاع أسعار الأجهزة بنزول بعض الموديلات والأشكال الجديدة. وأوضح أن موسم الحج شهد إقبالا كبيرا من الزبائن، وزاد الطلب على شراء الأجهزة المستعملة، لدرجة عوضت الركود، مشيرا إلى أن غالبية الطلب تركز على أجهزة «بلاك بيري» تلتها أجهزة نوكيا، ومعظمها سجلت زيادات في أسعارها، والأسعار تختلف وفق نوع الضمان وحالة الجهاز، وتوقع أن تعود الأسعار إلى وضعها السابق بعد أسابيع من بداية العام الجديد، خصوصا الأجهزة المستعملة. ويشير صاحب أحد محال للاتصالات بمنطقة العزيزية إلى أن أسواق الجوالات تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا وازدحاما من قبل الحجاج الذين انتهوا من أداء مناسك الفريضة، ويحرصون على شراء الهدايا من الجوالات لأسرهم، مشيرا إلى أن الحجاج الإيرانيين والأتراك على سبيل المثال، يفضلون شراء الآي فون رغم ارتفاع أسعاره التي تصل إلى ثلاثة آلاف ريال للجهاز الواحد، بحثا عن التميز والتقنية العالية .