تعد سوق الجوالات الواقعة في شارع فلسطينبجدة إحدى أشهر الأسواق المتخصصة في بيع الجوالات والإلكترونيات في جدة، حيث يؤمها الآلاف للشراء والبيع والفرجة، إلا أن السوق بدأت تعج أخيرا بالعديد من السلبيات، أبرزها بيع شرائح الجوالات دون تسجيل بيانات، والتي يساء استخدامها من قِبل البعض في المعاكسات وغيرها من المخالفات، ومؤشر الأسعار غير المضبوط إلى جانب انتشار البسطات والباعة الجائلين. وكشفت جولة «شمس» في الشارع وجود ازدحام شديد على جانبيه بشكل يعيق الحركة، إلى جانب انتشار لصوص الجوالات الذين يتحينون الفرص لخطفها من أصحابها والفرار وسط الحشود. عند دخولك السوق يستقبلك «الشريطية» بحرارة ويسألونك « تبيع؟ » فالجميع يريد أن يكسبك لشراء جهازك بطريقة غير حضارية، فقد تصل في بعض الأحيان إلى درجة الإمساك بيدك محاولين إقناعك ببيعه بسعر متدنٍ حتى يبيعوه لاحقا بأسعار مرتفعة تصل إلى %70 من قيمته الحقيقية بعد تنظيفه وتلميعه وإضافة بعض قطع الغيار الرديئة لإيهام المشترين بجودته. كما أن بعض البسطات تبيع أجهزة جديدة بأسعار أقل من أسعار المحال، لكن لا تترك الدهشة تصيبك فتلك الأجهزة منزوعة الإكسسوارات ومجردة من الضمان ومجهولة المصدر. والداخل إلى السوق لا يملك إلا أن يتعجب من انتشار العشرات من البسطات بين أروقة السوق ومحالها والتي يعرض بها مختلف الجوالات وقطع الاكسسوارات والأجهزة الأخرى ذات العلاقة تماما مثل بسطات الخضار. والأغرب أن بعضهم حول «كبوت» سياراتهم إلى بسطات متنقلة منها كسب الوقت والفرار بسرعة من مداهمات الأجهزة المعنية بضبط الأسواق. سرقات وسط الزحام وتعمل معظم المحال في السوق في بيع الجوالات المستعملة، حيث يقوم صاحب المحل بإطلاق معاونيه في السوق لاصطياد الراغبين في بيع أجهزتهم لجلبها للمحل بأسعار بخسة نظرا إلى أن بعض الزبائن ليس لديهم وقت للمفاصلة، والبحث عن أسعار أفضل لذلك يبيعون أجهزتهم لأول مشترٍ. وأشار صقر العبدلي «صاحب محل» إلى أنهم يشترون الأجهزة المستعملة لأن لها زبائنها، ويتم تنظيف تلك الأجهزة بواسطة فرشة أسنان ناعمة من الأتربة والأوساخ واستبدال بعض القطع التالفة بأخرى جديدة ومن ثم يتم عرضه للبيع. والسوق ليست فقط لبيع وشراء أجهزة الجوال وملحقاتها بل هناك باعة يعرضون شرائح الاتصال مجهولة المصدر وليست بها أي بيانات، وكذلك يعرضون شرائح مستخدمة ومسجلة بأسماء أصحابها وتجد هذه الشرائح إقبالا على وجه الخصوص من الراغبين في ممارسة الإزعاج ومضايقة الآخرين. والداخل إلى السوق لا بد أن يحتاط لنفسه جيدا، فهناك بعض اللصوص مندسون وسط الزحام لا يتوانون عن استغلال أي سانحة لخطف الجوالات من أصحابها. أحد المتسوقين ويدعى ماجد الحسن ذكر أنه جاء إلى السوق قبل يوم وبيده جوال ليبيعه ويشتري آخر وأثناء تجوله جاءته رسالة فأخذ يقرأها فإذا بأحد الأشخاص يخطف جواله من بين يده ويندس بسرعة البرق وسط الزحام، وفشل في العثور عليه على الرغم من تمشيطه السوق وسؤاله الكثير من المحال الذين أوضحوا له أن اللصوص يبيعون الأجهزة المسروقة بعد تغيير بعض معالمها حتى لا يتعرف عليها أصحابها. حملات أمنية من جهة أخرى تنظم الجهات المختصة حملات مفاجئة على أسواق الجوالات فقد نظمت دوريات الجوازات خلال الأسابيع الماضية حملة تفتيشية على بعض المحال والمراكز في سوق الجوالات شملت جميع المراكز التجارية ومراكز صيانة الأجهزة نتج منها ضبط عدد كبير من المخالفين لأنظمة العمل. وأكد الناطق الرسمي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد وجود عدة جهات حكومية تهتم بهذا الشأن، فهناك لجنة خاصة من المحافظة يندرج ضمنها الشرطة وهيئة الاتصالات والبحث الجنائي والأمن الوقائي وعدد من الجهات التي تقوم بين حين وآخر بمداهمات وتحريات مستمرة لمراقبة الشرائح السائبة والجوالات المسروقة.