في محطة القطار جلست في انتظار.. أقلّب جريدتي.. أرشف قهوتي والشمس رحلت للمغيب تعلن انقضاء النهار وعيناه ما زالت تطاردني في حصار لحركاتي لسكناتي يغذيها هدوء.. وطول انتظار وأنا أسترق النظر إليه أحاول عبثاً صرف اهتمامي بنظراته إليّ واشباع فضولي لسر تلك النظرات كانت عيناه تنطق الكثيييير.. بصمت كانت ترسم اعجاباً كانت ترسل حنيناً كانت تغلّف شوقاً توارى بين الضلوع يرن جرس القطار ويبدد الانتظار يصل المحطة.. ليعلن الرحيل وكأني أسمع نبضات قلبه تتسارع وتسابق الرنين اسمعها تسخط.. وتلعن الرحيل وتقاوم دمعة كادت على الخد تسيل توقف القطار وبدأ الناس بالصعود هذا يودع.. وذاك يستقبل والمسكين عيناه أصابها الجمود.. حينما وقفت.. وحملت حقيبتي توجهت نحو القطار بخطى ثقيلة تمشي ببرود استرق النظر خلفي عليّ أراه ولكن!!! أين هو؟؟ لم أعد أراه يبدو أنه اختفى عندها أسرعت بخطاي وكأنما خسف القمر.. وحل الظلام.. ٭٭٭ هممت أحط قدمي لأصعد المقطورة فإذا بيد بارده.. تمسك بي!! تشدني بقوة.. استدرت ونظرت خلفي فإذا بيده تأخذ بيدي وتفتحها لتضع بها.. زهرة ياسمين بيضاء.. كانت عيناه.. يملأها الانكسار ثم علا صوت طفولي حزين يتمتم بحروف عاثرة «أنتي تشبهين أمي» أرجوكي ضميني كي ترفرف روحها الطاهرة على قلبي ضميني أكثر وانساقت دمعة يتيمة.. على وجنتيه وارتسمت عبرة مختنقة.. في شفتيه فانحنيت إليه وضممته لصدري بقوة واسدلت الستار لأترك لكم بقية حرفي