أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتباع اوامره واجتناب نواهيه ابتغاء لمرضاته عز وجل داعيا فضيلته الى خشية الله عز وجل حق خشيته. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها امس بالمسجد الحرام في حديث قصة بيعة العقبة لما اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم سرا بالانصار ليبايعوه على النصرة روى لنا كعب بن مالك رضي الله عنه قال كان اول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط يا اهل الجباجب والجباجب المنازل هل لكم في مذمم والصباة معه قد اجمعوا على حربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أزق العقبة هذا ابن أزيم اسمع أي عدو الله أما والله لاقرضن لك ... الحديث وقال فضيلته هذه اول صيحة تخويف من الاسلام ابتدأها شيطان من شياطين الجن وصور في شائعته ان هذه الولادة المبكرةه لكيان الاسلام انما هي اجتماع لحرب الناس وعلى امتداد القرون التاليات لم يزل في الانس من يتلو تلك الدعوة ويذيعها اما عن جهل او تجاهل ولم يزل الخوف من الاسلام والتخويف منه حاضرا في القرارات العالمية والمحافل الدولية فضلا عن وسائل الاعلام وما زال السياسيون والاعلاميون يصرون على تثبيت صورة الاسلام انه ثقافة عدوانية وان التسامح ثقافة الغرب ولو نظروا بعدل وانصاف لوجدوا في اصول الاسلام ومبادئه اكمل القيم والمثل في العدل والتسامح. وبين الشيخ آل طالب ان لهذه الفرية التي لديها خوف من الاسلام آثار سلبية على المسلمين وعلى غيرهم فهي تهدم جسور الثقة والتعاون وتحطم العلاقات الدولية وقيام المصالح بين بني البشر وتغذي جذور العداء والارهاب وتمثل تهديدا وانكارا للحقوق المتساوية والتفرقةه على أسس دينية وعنصرية اضافة الى المضايقات والعنف والقيود على الحرية الشخصية كما انه تشويه للحق الذي جاء من عند الله ووصل الامر بسبب فرية التخويف من الاسلام الى التحريض واثارة الاحقاد الدينية وتعدى البعض الى اهانة وتدنيس المقدسات الاسلامية وانتهاك الحرمات الدينية بتطاول على حرمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم او امتهان للقرآن الكريم وسن القوانين ضد مظاهر حجاب المرآه ونقابها ونشر رسومات ساخرة بالصحف ووسائل الاعلام تسيء الى المسلمين وربط صور المسلمين ومظاهرهم بموضوعات تتحدث عن الارهاب ولايزال انتماء فرد او شعب الى الاسلام سبب في فشل قضاياه وضياع حقوقه ورد مطالبه فالخوف من الاسلام وراء مظلمة فلسطين ودفاع القوى عن الغاصب ستين عاماً وتبرير الظلم المستمر واسترخاص دماء الفلسطنيين ومصادرة اراضيهم والخوف من الاسلام وراء مواقف الريبة والعداء لكل محاولات الشعوب لاختيار قرارها الذي تعيش به. وأكد فضيلته ان للموروثات الثقافية أثراً في تكوين هذا الاتجاه لدى الآخرين ضد الاسلام يغذيه الاعلام المغرض والسياسات الجائرة حتى حذر الامين الحالي للأمم المتحدة منصفا بقوله إن موجة التخويف من الاسلام ترقى الى مرتبة المناهضة العنصرية لهذا الدين وقد قال مثلها من قبل سلفه على منبر الاممالمتحدة ان على عقلاء العالم ان يقفوا بانصاف وعدل امام هذه القضية الخطيرة والتي لا تجدي سوى مزيد من الصراعات والخلاف وان الجهل بالاسلام وتعاليمه واخلاقياته سبب رئيسي للخوف منه والانسان يخاف ما يجهله. وتساءل امام وخطيب المسجد الحرام لماذا الخوف من الاسلام فلم يكن المسلمين مسؤولين ابدا عن اشتعال حربين عالميتين قتل في الاولى سبعة عشر مليوناً من البشر وفي الثانية خمسون مليوناً عدا المصابين والدمار الهائل في البيئة والمقدرات البشرية ولم يستعمر المسلمون العالم ولم يسخروا شعوبه لاستنزاف خيرات تلك الشعوب ليستمتع بها المستعمر ولم يقم الاسلام في تاريخه الطويل محاكم تفتيش لاجبار الناس على تغيير دينهم بل انه على امتداد خمسة عشر قرناً من بسط الاسلام سلطانه لم يزل في بلاده اصحاب ملل ونحل لهم فيه معابد وكنائس لم يتعرض لها أحد ولا زالت تلك الاقليات متعايشة مع المسلمين على ارض الاسلام حتى اليوم. وأوضح فضيلته انه لموقف مخجل ان يباد شعب ويمتنع العالم عن القيام بواجبه الدولي والاخلاقي لانهم مسلمون او سنة هل هذه قيم هل هذه مبادئ ثم يتهم الاسلام بعد ذلك بالتمييز العنصري وهذا يهز ثقة العالم ان العلاقات الدولية المعاصرة قائمة على المصالح القومية لا على الاخلاق والمبادئ والقانون اذا لم يتفق مع المصالح وفي المئة عام السالفة والتي نشأت بها منظمات تعنى بالانسان وحقوقه وتحترم ثرواته واراضيه لم يسجل التاريخ ان بلد مسلم غزا بلداً غير مسلم في حين ان العكس حاضر بكل الم في مشهد العالمين حتى ان الشبهة او مجرد التهمة كافٍ لغزو بلد مسلم وقتل مليون من ابنائه ونهب ثرواته وتدمير مقدراته والاعتداء على تاريخه وحضارته ثم يتبين ان الشبهة غير صحيحة ويمر الحال بغير اعتذار ولا تعويض لقد نجح الاعلام العالمي في تصوير انتفاضة الذبيح بأنها همجية فانشغل الناس بلوم الذبيح ونسوا الذابح فلماذا الخوف من الاسلام وهو يدعو البشر ان يتراحموا فيما بينهم فالاسلام هو منهج الحق قد كفل لكل انسان حقه وكرامته وعدم الاعتداء عليه كما دعا الى الرفق بالحيوان وعدم تكليفه فوق طاقته فالاسلام دين الرحمة والتعاطف واليسر والحضارة والتسامح الذي ليس فيه ذل ولا هوان ولا استجابه للظالمين. وأكد فضيلته أن التخويف من الاسلام صناعة اصطنعها اقوام عمدوا لصد الناس عن الاسلام او اللغو في حقائقه وقيمه وشعائره وشرائعه لأغراض سياسية وعنصرية واهواء شهوانية ان الاسلام ليس حكرا على المسلمين وحدهم بل هو رحمة لكل الناس وما ارسلناك الا رحمة للعالمين والواجب على المسلمين ان يتمسكوا بمبادئه وقيمه وان يبينوا للناس حقيقته تمثلا وتطبيقا ودعوة مخلصة وليس ادهاء وتصنع ولا خوف على الاسلام فالله حافظ دينه لكن الخوف عل من فرط فيه او تهاون او صد عنه واعرض. وبين فضيلته ان قنوات الفضاء تمطرنا بمشاهد القتل والترويع والتي تجري على شامنا الحبيب سورية وقد امن سفاحها من انتهاض الامم وخصوصا الغربي والشرقي منها ولم تعد تلك المشاهد تزعجه بل ربما احتسبها دعاية لارهاب شعبه لم يعد كل ذلك يزعجه ما دام ان طاغية الشام حذر ان يخلفه المسلمون في الحكم واقتنعت امم بذلك التحليل ولم يدري المغرر بهم من امم الارض ان المسلمين والسنة منهم خصوصا لم يكونوا خلفه فحسب بل كانوا هم سلفه وسلف حزبه بقرون. وأكد فضيلته ان بلاد الحرمين الشريفين ارتفع صوتها في كل محفل يعقد للنظر في قضية المظاليم من الشعوب والدول تنادي بالجدية في رفع الظلم والحزم في الاخذ على يد الظالم والنظر في العواقب والطمأنة من الخوف عسى الله ان ينجح المساعي الصادقة ويوفق الجهود المخلصة ويجلو غشاوة الابصار ويدين الايام على كل متكبر جبار.