تنطلق اليوم في ضاحية البورجيه الباريسية فعاليات التجمع السنوي الذي ينظمه اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا حتى التاسع من الشهر الجاري. وما يميز الدورة التاسعة والعشرين من دورات اللقاء السنوي هذا انعقادها في أجواء مشحونة بسبب توظيف الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية توظيفا خاطئا وسيئا في الوجود الإسلامي في فرنسا ومحاولة الربط بين المسلمين والإسلام من جهة وانعدام الأمن والإرهاب من جهة أخرى للركض بشكل خاص وراء أصوات ناخبي اليمين المتطرف. وقد استغلت السلطات الفرنسية عملية مقتل سبعة أشخاص الشهر الماضي في منطقة تولوز من قبل شاب فرنسي من أصول عربية لشن حملة اعتقالات طالت أشخاصا في عدة مدن فرنسية اتهموا بالانتماء إلى مجموعات تخطط لارتكاب عمليات إرهابية منها اختطاف قاض فرنسي يهودي في مدينة ليون. بل إن السلطات الفرنسية منعت عددا من الدعاة والمفكرين الإسلاميين من القدوم إلى فرنسا للمشاركة في فعاليات الملتقى السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية ومنهم مثلا الشيخ يوسف القرضاوي. وأعرب أحمد جاب الله رئيس الاتحاد قبل أيام عن أسفه لمثل هذا الإجراء معتبرا إياه جزءا من محاولة الخلط بين الإسلام والمسلمين من جهة وعدد من الأفراد الذين يستخدمون الإسلام من جهة أخرى لارتكاب جرائم وأعمال إرهابية. وذكر جاب الله أن القيم التي يدافع عنها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا هي قيم الوسطية والتضامن والتآزر. وإذا كانت مارين لوبين مرشحة اليمين المتطرف قد وعدت قبل أيام بحل هذا الاتحاد فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حذر رئيسه في رسالة وجهها له من مغبة حصول تجاوزات خلال الملتقى الذي تبدأ فعاليته اليوم. وما يتميز به لقاء هذا العام تخصيص جناح كبير للشباب ومنح أول جائزة يطلقها اتحاد المنظمات الإسلامية تكريما لروح الداعية والمفكر الإسلامي اللبناني الشيخ فيصل مولوي أحد مؤسسي الاتحاد ومؤسس معهد يتخرج فيه الأئمة في منطقة "نييفر" الفرنسية. وكان قد توفي في مدينة طرابلس اللبنانية مسقط رأسه في مايو الماضي. وتمنح الجائزة للجمعيات التي تتميز عبر المبادرات العملية في خدمة مسلمي فرنسا وفي بناء جسور بينهم وبين أتباع الديانات الأخرى.