قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الاثنين إن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ودعاة مسلمين آخرين مثيرين للجدل لن يسمح لهم بالمشاركة هذه السنة في الملتقى السنوي التاسع والعشرين الذي ينظمه اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا من السادس إلى التاسع من شهر أبريل المقبل في ضاحية البرورجيه الباريسية.وأكد ساركوزي ذلك في حديث خص به إذاعة " فرانس إنفو" في إطار حملته الانتخابية الرئاسية.وكانت معلومات قد راجت الأيام الأخيرة مفادها أن السلطات الفرنسية رفضت منح الشيخ القرضاوي والداعية المصري الشيخ محمود المصري تأشيرتي دخول إلى فرنسا بعد أن وجهت لهما دعوة من قبل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا للمشاركة في ملتقاه السنوي التاسع والعشرين.ولكن الرئيس الفرنسي أوضح أن الشيخ القرضاوي لا يحتاج إلى تأشيرة دخول إلى الأراضي الفرنسية لأن لديه جواز سفر دبلوماسيا قطريا.وقال ساركوزي إنه أعلم بنفسه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر أن الشيخ القرضاوي " غير مرحب به على تراب الجمهورية الفرنسية" وأضاف ساركوزي معللا رفض استقبال القرضاوي فقال "إن خطبه لا تتلاءم والُمثل الجمهورية".وتحدث عن الدعاة الذين رفضت السلطات الفرنسية السماح لهم بالقدوم إليها للمشاركة في ملتقى اتحاد المنظمات الإسلامية فقال إن "الأشخاص الذين لا يحترمون مبادئ الجمهورية الفرنسية لا مكان لهم بيننا". وعلمت "الرياض" من مصادر مطلعة على هذا الملف أن السببين الأساسيين اللذين حملا السلطات الفرنسية على منع عدد من الدعاة المسلمين المعروفين من المشاركة في فعاليات الملتقى السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا هما : أولا : الخوف من أن تستغل أوساط اليمين المتطرف بشكل خاص مجيء هؤلاء الدعاة لتحمل بقوة على المسلمين والإسلام.ثانيا : الضغوط الكثيرة التي مورست في الأيام الأخيرة على الحكومة الفرنسية من قبل عدة أطراف منها حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف والحزب الاشتراكي وحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم لمنع دخول هؤلاء الدعاة إلى فرنسا في الظروف الحالية التي تلت ارتكاب عدة جرائم من قبل محمد مراح الشاب الفرنسي المسلم الذي قتلته قوات الأمن الخميس الماضي في تولوز بعد أن داهمت البناية التي كان يقيم فيها. من جهة أخرى قوبلت بعض العبارات التي استخدمها ساركوزي أمس بشأن الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في الأيام الأخيرة والمنتمين إلى الديانة الإسلامية بانتقادات كثيرة صدرت مثلا عن الحزبين الاشتراكي والشيوعي ، فإذا كان ساركوزي قد حمل على مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف لأنها تخلط من جهة بين مرتكب الاعتداءات الأخيرة ضد الجنود الفرنسيين ومدرس وثلاثة تلاميذ يهود وبين الإسلام والمسلمين من جهة أخرى ، فإنه استخدم عبارة في الحديث عن هؤلاء الجنود يمكن ترجمتها على الشكل التالي "جنود في ظاهرهم مسلمون" أو "مسلمون كما يبدو من مظهرهم". وقد دعا الحزب الاشتراكي الرئيس الفرنسي للكف عن استخدام مثل هذه العبارات لأنها تزرع الفرقة بين الفرنسيين ولأن "الجمهورية لا تعترف بأي مظهر". أما الحزب الشيوعي فإنه رأى فيها عبارات "ذات طابع عنصري".