أراد لها مشجعوها أن تصبح بدينة إلى أقصى ما يمكن وسرعان ما تحولت دونا سيمبسون الى نجمة يشار لها بالبنان في مجتمع شديد الإعجاب بأصحاب الأوزان الزائدة وظلوا يزودونها بالبيتزا باستمرار. غير أن الحياة أخذت تتغير بالنسبة لهذه الأميركية البالغة من الوزن 273 كيلوغراما،والتي انتقلت مع طفليها من نيوجيرسي إلى أركون بولاية أوهايو عقب انفصالها في مطلع هذا العام عن شريك حياتها فيليب غووامبا (49 عاما) بعد علاقة استمرت خمس سنوات. وهجرت المرأة التي يبلغ طولها 5 أقدام و4 بوصات عالمها الخيالي واستبدلت أشرطة الفيديو، التي تصورها وهي تأكل بشراهة، بمدونة رصدت فيها رحلتها إلى الحياة الصحية، حيث فقدت حتى الآن 6و38 كيلوغراما من وزنها. وتقول سيمسون عن مشاهديها الذين كانوا يزودونها بالمال لشراء المزيد من الطعام،» أدركت إنني كنت ثمرة من ثمرات خيالاتهم وأوهامهم . كان وزني يزداد ويزداد باستمرار بينما كانت لديهم زوجات نحيفات « وتمضي سيمبسون البالغة من العمر 44 عاما ،والتي تعد أثقل امرأة على وجه الأرض تتمكن من الإنجاب، قائلة،» لا أحاول أن أصبح نحيفة بل امرأة ذات وزن عادي ونشاط أكثر.» أغضبت معجبيها بعد بدء رحلتها إلى الحياة الصحية وفقدت 6، 38 كيلوغراماً من وزنها وكان احد الرجال الألمان قد أرسل لها بطاقة ائتمانية مشفوعة بتعليمات حول شراء البيتزا والطعام الصيني والوجبات السريعة الأخرى لأنه أراد لها أن تكون بدينة إلى اكبر حد ممكن. انه لم يكن بحاجة لان يراني عيانا حيث كانت حقيقة انه يطعمني تكفي لإثارته وتسليته.» العارضة الأكثر بدانة في العالم وكانت سيمبسون قد أنشأت موقعا الكترونيا حيث كان الرجال يدفعون 19 دولارا شهريا لمشاهدتها وهي تأكل وقامت بجولات حول العالم لتقديم استعراضات في الأكل.، وأصبحت العارضة الأكثر شعبية في عالم أزياء النساء الأكثر بدانة في العالم. وحاليا تستقر سيمبسون في مسقط رأسها في آركون وانتهجت نهجا جديا في حياتها ، في تغير جذري تطلب منها استخدام سكوتر بمحرك للتسوق، وهي ترتدي ملابس اكبر قياسا من القياسات العادية بسبعة أمثال. وتأمل سيمبسون في الالتحاق قريبا بصالة للجمباز وأجرت تغييرا في عادات أكلها واقتصرت وجبتها على تفاحة واحدة في اليوم بالإضافة إلى مشروب تخسيس. ومع ذلك فإنها بحاجة إلى خفض 136 كيلوغراما إضافية من وزنها لتتمكن من تربية ابنتها جاكلين (4 سنوات) وديفين ( 15 سنة). دونا سيمبسون قدمت استعراضات في الأكل حول العالم .. وأصبحت أشهر عارضة لأزياء النساء الأكثر بدانة ونبذت سيمبسون كل أولئك الذين كانوا يستمتعون بمشاهدة شخص يزن كل ذلك القدر من الوزن وتقول انها ستكون أكثر صحة وسعادة مما كانت عليه عندما كان الرجال الأثرياء والمحامون والمحاسبون بل وحتى الطلاب يتفرجون عليها إعجابا بها وهي تأكل. وكان احد هؤلاء ، وهو أميركي من كاليفورنيا ، يرسل لها مبلغ 200 دولار كل أسبوع لشراء المواد الغذائية وظل طوال ستة أسابيع في مطلع العام الماضي يتصل بها للتعرف على نوعية الأطعمة التي كانت تشتريها. وعندما أخطرته بأنها كفت عن أن تكون ملهاة انتاب الرجل غضب عارم. سيمبسون تبدأ رحلتها نحو الحياة الصحية 40 كلغم في وجبة واحدة ويبدو أن بعض فئات المجتمع الغربي تتلذذ بنوع من الاضطهاد يسمي «التغذية التسمينية» (feederism) على حد قول ستيفن ليفين المدير المناوب بمركز الصحة الجنسية والزواجية في بيتشوود بولاية أوهايو. ويتضمن هذا النوع من الاضطهاد انجذابا للنساء البدينات أو زائدات الوزن. ويضف ليفين قائلا ،»بعض الناس يحلو لهم مشاهدة الآخرين وهم يزدادون وزنا ، وساهم الانترنت في الترويج لهذه الظاهرة.» أما جانيت شيبلي هايد أستاذ علم النفس بجامعة ويسكونسين فتقول،» لا اعرف لماذا يلجأ بعض الناس لهذه الممارسة.وقد تكون لديهم عدة أسباب لذلك غير أن الضحية قد تموت بفعل مثل هذا الوزن « وكانت سيمبسون قد أعلنت منذ ثلاث سنوات :» أحب أن أكون بدينة ولا أمانع في أن يبلغ وزني 450 كيلو غراما» ، وأخذت تظهر على وسائل الأعلام الأميركية والبريطانية وتقوم بجولات استعراضية حول العالم. دخلت التاريخ باعتبارها الأم الأكثر بدانة تتمكن من الإنجاب وأشيع في العام الماضي أن وجبتها في أعياد الكريسماس تكونت من ديكين روميين وزن كل منهما 10 كيلوغرامات وشريحتين كبيرتين من اللحم و8 كيلوغرامات من البطاطس وخمسة أرغفة و9 كيلوغرامات من الخضروات. غير أنها تقول إن الوجبة لم تكن بذلك الحجم الكبير. غير ان سيمبسون تعترف بأنها كانت تكسب 1000 دولار شهريا من خلال تمكين المشاهدين من التفرج عليها وهي تأكل ، الأمر الذي كان يشجعها على التهام المزيد من الطعام. وتخلت سيمبسون عن عروضها على الانترنت الأمر الذي أثار استياء الكثيرين بدعوى أنها كشفت ستر جماعة سرية نادرة من المعجبين بينما غضب آخرون من كون أنهم لن يتمكنوا من مشاهدتها بعد الآن. وتصف سيمبسون في مدونتها معاناتها من آلام التغذية التسمينية ورحلتها الطويلة مع البدانة مشيرة إلى أنها تتوقع معركة غاية في الصعوبة. وكتبت تقول،» هناك الكثير من الرجال الذين على استعداد لأن يبتاعوا لك أربعة طلبات من البيتزا ثم يتلذذون بمشاهدتك وأنت تلتهمها كلها بنهم. ولكن النتيجة النهائية هي انك تصبح عبدا للطعام ولمن يطعمك.» أشهر عارضة لأزياء البدينات مع ابنتها جاكلين التحدي الاكبر وتعتقد سيمبسون أن قلة من الناس على استعداد لمساندتها في مسعاها لفقدان الوزن وتقول،» لا ألوم سوى نفسي للوضع الذي اجد فيه نفسي الآن. عليّ الآن أن أواجه أعظم تحد في حياتي . عليّ أن استعيد عافيتي العاطفية والجسمانية من اجل أن يعيش الأشخاص الذين أحبهم حبا جما حياة سعيدة وصحية.» ومن المفارقات أن توجد مثل هذه الجماعات السرية الشاذة في دولة تنفق 147 مليار دولار لمكافحة البدانة لدى مواطنيها،وفقا لدراسة أجرتها المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها. وتوصلت الدراسة إلى أن مرضى السمنة ينفقون على العلاج في المتوسط ما يزيد على 1429 دولارا عما ينفقه الإنسان ذو الوزن الطبيعي، أي أن نفقات علاج المريض بالسمنة تزيد على متوسط نفقات العلاج للمواطن الطبيعي بنسبة 42 في المائة. وكان تقرير أمريكي نشر مؤخراً قد كشف المزيد من الآثار السلبية لظاهرة السمنة الواسعة الانتشار، وأنها تقف وراء أكثر من 100 ألف إصابة بالسرطان في الولاياتالمتحدة. فقد درس باحثون من «المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان» 7 أنواع مختلفة من أمراض السرطان يعرف عنها ارتباطها بالسمنة، وقاموا بعمليات حسابية لتحديد مدى ارتباط كل إصابة على حدة بعامل السمنة. ووجدوا أن تزايد الشحوم في الجسم يتسبب في 49 بالمئة من الإصابات بسرطان بطانة الرحم و 35 بالمئة من سرطان المريء،و 28 بالمئة من سرطان البنكرياس، و 24 في المائة من سرطان الكلية ،و21 في المائة من سرطان المرارة،و17 في المائة من سرطان الثدي، و 9 في المائة من سرطان القولون.