بخلاف الاتجاه السائد لدى النساء، في البحث عن كل الطرق التي تمنحهن أجساماً «رشيقة»، و«مثالية»، فيمارسن الرياضة للتخلص من الشحوم الزائدة، لا سيما في منطقة البطن، أو يتبعن نظاماً غذائياً «قاسياً»، فإن هناك سيدات يبحثن بكل الطرق والوسائل عما يوصلهن إلى «البدانة»، ويؤكدن أنهن يخجلن من أجسامهن «النحيلة». تقول سناء عبدالعزيز التي كانت حتى بلوغها مرحلة المراهقة «ممتلئة الجسم»: «بعد زواجي، وبسبب الحمل والولادة، وبعكس الكثير من النساء اللاتي يزداد وزنهن في الحمل، نقص وزني، وهذا ما لاحظته الطبيبة أثناء متابعة الحمل، ولم يؤثر ذلك على الوضع الصحي للجنين، وبعد الولادة لاحظت ان ملابسي أصبحت واسعة جداً، وقد أجريت تحاليل وفحوصات طبية أكدت سلامتي من أي مرض يتسبب في نزول وزني إلى هذه الدرجة، فبعد أن كان وزني 85 كيلوغراماً، أصبح 50 فقط، على رغم أنه لم يطرأ أي تغيير على تناولي الطعام». ولكنها أصبحت بعد ذلك تسعى «إلى أكل الأطعمة التي تحوي نسباً كبيرة من الدهون، وتبحث عن الأطعمة التي تحوي سعرات حرارية مرتفعة، إلا أن ذلك لم يغير من وزنها شيئاً»، تقول «لو أن سيدة أخرى تناولت ما كنت آكله لأصيبت بسمنة يصعب علاجها إلا بالعمليات الجراحية». وحاولت زهراء رضي، الحصول على حل لجسدها «النحيل»، من طريق العطارين، إذ تقول: «سئمت من الألقاب التي التصقت بي في محيط الأسرة والصديقات بسبب نحافتي، وقد أصبت بالإحباط وأصبحت أكره النظر إلى المرآة، والتسوق أيضاً، لأنني لا أجد ما يناسبني إلا في قسم الفتيات، أي من سن ال14 عاماً، في ما أبلغ من العمر 28 عاماً»، مضيفة «توجهت إلى المستشفى لإجراء التحاليل اللازمة، إلا أنها كانت سليمة مئة في المئة، إلا ان الطبيب أكد أن وزن ال40 كيلوغراماً يعتبر ضئيلاً جداً لسيدة في مثل عمري، ونصحني بتناول الحليب الكامل الدسم، والمكسرات، والنشويات، مع الابتعاد على القلق والتوتر، والحصول على قدر جيد من النوم». وبعد إتباعها نظاماً غذائياً خاصاً بالتسمين، زاد وزن زهراء 20 كيلوغراماً، وتتكون هذه الخلطة من «العسل والتين والمكسرات مع الحليب بعد خلطها جميعاً، إضافة إلى شرب الحلبة، الذي زاد وزني تدريجياً، حتى وصلت إلى الوزن المثالي الذي يتناسب مع طولي». «لوز، وجوز، وتمر، وعسل»، وصفة طبقتها نورة بعد نصيحة من أحد العطارين. تقول: «يتم طحن المكسرات، وتُعجن مع العسل، وتعمل على شكل دوائر، لأتناول منها ثلاث حبات يومياً»، مضيفة «استخدم هذه الوصفة منذ العام الماضي، وقد زاد وزني أربعة كيلوغرامات، ولا زلت مواظبة عليها». وتسمع نورة أحياناً مديحاً من البدينات، بسبب نحالة جسدها، إلا أنها ترى «المعادلة بشكل مختلف، فأنا لا أبحث عن اللحوم والشحوم الزائدة، بل عن جسد متناسق، ليس إلى درجة الهزال، أو البدانة، وفي جميع الحالات لا تسلم البدينة وحتى النحيلة من التعليقات، وإعطاء الألقاب، خصوصاً إن كان الزوج تحديداً من يطلقها عليها، ويناديها بها، حينها يكون الأمر محبطاً جداً».