هذه قصة فتاة استعادت صحتها بصورة لافتة للنظر بعد أن تحولت من السمنة المفرطة إلى فقدان الشهية إلى الطعام – ذلك أن رحلة الانتقال من البدانة إلى النحافة كادت أن تكلف أليس فينال حياتها بعد ما نقص وزنها بمقدار 68 كيلو جراماً في حثيث سعيها للتخلص من أثقال وزنها الزائد. لقد ألزمت أليسا نفسها بحمية غذائية صارمة بعد أن كاشفها الأطباء بأنها سوف تعاني من مشاكل صحية خطيرة في المستقبل بسبب وزنها الضخم وجسمها المكتنز. ولأجل هذا فهي تعيش على تناول وجبة واحدة بسيطة في اليوم. وقد استبد بها الهوس أيما استبداد فأصبحت مهمومة ببذل جهود محمومة لإنقاص وزنها لإنقاذ حياتها الأمر الذي أوقعها في براثن اضطرابات الأكل وقبضة فقدان الشهية إلى الطعام. لقد تم نقلها مؤخراً إلى عيادة لعلاج اضطرابات الأكل حيث أمضت 18 شهراً وهي تخضع للعلاج في تلك العيادة التي حينما دخلتها كان وزنها لا يتجاوز 43 كيلوجراماً. أليس وقد انخفض وزنها إلى 43 كيلوغراماً وقد تماثلت أليس حالياً للشفاء وأصبح وزنها في حدود 68 كيلوجراماً وهو وزن طبيعي يدل على وضع صحي جيد ولكنها تريد لقصتها أن تصبح دليلا يدق ناقوس الخطر للنساء الأخريات اللاتي لا زلن في مقتبل العمر وريعان الشباب. فقد تحدثت أليس البالغة من العمر 25 عاماً فقالت: "إن البدانة كادت أن تودي بحياتي ولكن النحافة أكثر مما ينبغي كانت أكثر خطورة. والآن فإن من دواعي سروري وسعادتي أنني بقيت على قيد الحياة." وأردفت تقول: "وددت أن أوضح للناس أن المبالغة في إنقاص الوزن يمكن أن يكون خطيراً؛ ففقدان الشهية إلى الطعام مرض خطير كاد أن يوردني موارد الردى والهلاك." أليس وقد تجاوز وزنها المائة كيلوغرام يشار إلى أن أليسا، وهي غير متزوجة وتعيش في وير بمنطقة هيرتفوردشاير قد بدأ وزنها يزيد عندما بلغت ربيعها الثامن عشر وعندما وصلت سن الحادية والعشرين وصل وزنها إلى أكثر من مائة كيلو جرام. واستطردت في هذا الخصوص بقولها: "كنت دائماً أكثر من الطعام والشراب مع صديقاتي وكنت أتناول الأطعمة غير الصحية حيث كنت أكثر من تناول الوجبات الجاهزة والسريعة والمشروبات المحتوية على السكر. وقد بدأ وزني يزداد وقبل أن أدرك أن وزني تجاوز مائة كيلو جرام كنت فتاة في شرخ الشباب ولم أكن أفكر كثيراً فيما أقوم به. لقد كان جل تركيزي منحصراً في الاستمتاع بقضاء وقت جميل بين الأصدقاء. ولم تكن هنالك إطلاقاً أي مشكلة تتعلق بوزني حيث كانت أموري تسير على ما يرام في الدراسة وكنت أجيد الرياضة كما أنني كنت في نفس رشاقة جميع الطلاب الآخرين." إلا أنه عندما راجعت أليس الطبيب تم إخطارها بأنه يتعين عليها أن تتخلص من بعض وزنها وإلا فإنها سوف تواجه مشاكل صحية عصيبة في المستقبل مثل أمراض القلب وداء السكري. وقد أفادت فقالت: عندما ذهبت إلى الطبيبة كانت صدمتي قوية عندما علمت أن وزني زائد ولكن الطبيبة قالت لي إن المشاكل الصحية التي قد أواجهها من شأنها أن تمثل تهديداً حقيقياً لحياتي وتحققت من أن الوزن الزائد يمثل خطراً فعلياً على حياتي. وفي تلك الليلة ذهبت إلى المنزل وبحلقت ملياً في المرآة فذهلت مما رأيت. لقد ازداد وزني بهذا الشكل فأدركت أنه يلزمني القيام بما يلزم حيال ذلك." وأضافت: "لقد كنت أكثر سمنةً وبدانة من جميع صديقاتي وأصبحت لا يمكنني أن أتبضع في الأسواق الواقعة على الطرق السريعة لأنه لا توجد بها مقاساتي." ولأجل هذا فقد التحقت أليس بمجموعة محلية للتخسيس وإنقاص الوزن وألزمت نفسها بنظام غذائي صارم. وبدلاً عن تناول الوجبات اليومية من ماكدونالدز والتهام البيرغر وشرائح اللحم والبطاطس، صارت تتناول الدجاج والسلطات والوجبات ذات السعرات الحرارية المنخفضة. وهكذا بدأت رحلتها لإنقاص الوزن الأمر الذي أبهجها وأدخل الفرح إلى نفسها. وقد وصفت ذلك بالقول: "إن أول أسبوع رجعت فيه إلى نادي التخسيس شهد نقصان وزني بمقدار ثلاثة كيلوجرامات فشعرت بنوع من الراحة والرضى عن النفس. كما أدركت أن بمقدوري إنقاص وزني." ومع مرور الوقت بدأت يوماً بعد يوم تفقد شيئاً من وزنها فما لبثت أن أصبحت تتناول يومياً شريحة واحدة فقط من الخبز ووجبة صغيرة ذات سعرات حرارية منخفضة. وأفادت بأنها لما كانت لا تكثر من الطعام فقد بدأت تشعر بأنها منهكة أخذ منها الإجهاد كل مأخذ ووجدت صعوبة بالغة في مواكبة متطلبات عملها.