مع اقتراب ذكرى مرور قرن من الزمان على غرق السفينة "تايتانيك"، تستعد مدينة بلفاست لإقامة حفل كبير لإطلاق أكبر مكان جذب لتايتانيك في العالم حتى الآن. وتأمل عاصمة أيرلندا الشمالية، والتي بنيت في أحواض سفنها التي كانت مزدهرة في الماضي السفينة السياحية الفاخرة قبل مئة عام، في أن تثبت أنها لا تزال الموطن الحقيقي للسفينة المنكوبة. وقال روبرت بالارد، خبير علم المحيطات الذي اكتشف حطام السفينة في عام 1985، إن " قصة تايتانيك اختلطت بالعاطفة والشفقة والمجد، ولا يوجد مكان أفضل من بلفاست لرواية قصتها". وستتفتح المدينة في 31 مارس الجاري "تايتانيك بلفاست" وهو مركز للمعارض من ستة طوابق ومصمم على شكل أربع مقدمات لسفن ترتفع على مراسى سفن مجددة مثل طائر العنقاء من بين الرماد. ويمثل إطلاق المركز، الذي يتكلف 97 مليون جنيه إسترليني(152 مليون دولار) ، بداية أشهر من الفعاليات في بريطانيا لإحياء ذكرى غرق السفينة المشؤمة في رحلتها الأولى. ويقول المنظمون إن "تايتانيك بلفاست" يأمل من خلال تسعة معارض وبمساعدة معارض تفاعلية، نقل " مشاهد وأصوات وروائح وقصص مرفأ السفن وأشهر السفن التي صنعها". ومن المدخل الضخم للقاعة، والذي يشبه جسم سفينة، يصطحب المعرض الزائرين في رحلة لاكتشاف حجرات السفينة التي أعيد تشكيلها في "تجربة حسية" للغرق، التى تشمل المرور عبر ممر مظلم وسط درجات حرارة منخفضة جدا وأصوات متواصلة لنداءات إستغاثة مرسلة بشفرة مورس. ومع ظهور الزائر يمكن سماع أصوات قراءات كئيبة لروايات الناجين وأقاربهم. وفي الخارج، تحيط حديقة تذكارية بالمدرج المنزلق الذي أطلقت منه السفينة تايتانيك في حوض بناء السفن هارلاند آند وولف. وتحدد الخطوط الخارجية للسفينة بأضواء في المكان الذي من المقرر أن يستضيف حفلا تذكاريا في وقت لاحق هذا العام. وتجاوزت عمليات حجز لأجنحة مآدب الطعام التي أعيد تشييدها وتجسد مطاعم الدرجة الأولى في سفينة شركة "وايت ستار لاين"، مئتي عملية حجز، وهو ما يمثل تجارة بقيمة مليون جنية أسترليني. ويمكن الوصول لغرف مآدب الطعام، وهي محجوزة فقط للإيجار ومغلقة أمام العامة، عبر السلم الكبير الذي أعيد تصميمه على غرار التصميم الأصلي لتايتانيك. ويمثل افتتاح المركز، والذي من المقرر أن يتبعه "مهرجان تايتانيك" ويستمر عدة أشهر، مجرد بداية لاحتفالات على مدار العام. وتضم المشروعات المستوحاة من الذكرى السنوية حفلا موسيقيا وآخر تليفزيونيا دراميا جديدا يعرضان على قناة "آي تي في" التليفزيونية البريطانية، والتي باعت الحقوق لأكثر من 80 محطة في أنحاء العالم. ويعاد عرض فيلم "تايتانيك" للمخرج البارز جيمس كاميرون، وجسد دور البطولة فيه الممثلة كيت وينسلت والممثل ليوناردو ديكابريو، بتقنية الأبعاد الثلاثية. وتؤكد صناعة عالمية رائجة في التذكارات وكتب وأفلام جمة أن قصة تايتانيك، التي اصطدمت بجبل جليدي قبالة ساحل جزيرة "نيوفاوندلاند" في المحيط الأطلسي بعد ثلاثة أيام فقط من بدء رحلتها في 14 أبريل 1912، لم تفقد شيئا من سحرها.