أبقت الأهلي كابيتال، أكبر مدير للأصول ومستشار الثروات الرائد بالمملكة، على تفاؤلها المتحفظ حول قطاع الاتصالات السعودي وذلك نتيجة لبقاء الهوامش تحت الضغط بسبب المنافسة السعرية الدائرة بين شركات الاتصالات العاملة في المملكة. وأوضحت الأهلي كابيتال في تقريرها الجديد أن استقرار الهوامش سيكون محفزاً أساسياً للقطاع. هذا وقد أبقت الأهلي كابيتال على توصيتها بشراء سهم الاتصالات السعودية بسعر مستهدف 50.2 ريالا (بارتفاع 25%) وشراء سهم موبايلي بسعر مستهدف 75.5 ريالا (بارتفاع 21%). كما قامت بخفض التوصية إلى بيع سهم زين السعودية بسعر مستهدف 7 ريالات (بانخفاض 37%). وفي تعليق له حول التقرير الجديد، قال السيد فاروق مياه، رئيس أبحاث الأسهم في الأهلي كابيتال: "ارتفعت أسعارنا المستهدفة للاتصالات السعودية وموبايلي 12% و 13% على التوالي على خلفية قوة نتائج الربع الرابع من 2011 إلى جانب نمو مكررات الربحية نتيجة لقوة توقعات العوائد لدى موبايلي واستمرار النمو المحلي القوي لدى الاتصالات." وأضاف "ارتفع سعرنا المستهدف لزين 25% نتيجة لانخفاض علاوة المخاطرة للسهم. ومع ذلك، نتيجة للأداء القوي للسهم مؤخراً والذي نعتقد أنه غير مبرر، قمنا بخفض التوصية إلى بيع السهم. وسعرنا المستهدف الحالي لا تدخل فيه أية إعادة هيكلة محتملة لقائمة المركز المالي في الشركة مما قد يؤدي إلى ارتفاع القيمة العادلة نتيجة لانخفاض عدد الأسهم. المنافسة السعرية وأشار التقرير إلى أن أكثر ما يثير القلق في قطاع الاتصالات هو استمرار المنافسة السعرية خصوصا في مجال المكالمات الدولية. وقد أدى هذا إلى ضغوط على هوامش القطاع في 2011 وإن استمر ذلك فقد يؤدي إلى المزيد من الضغط على الهوامش في 2012. وتعتقد الأهلي كابيتال أن شركات الاتصالات الكبرى أدركت أن هذه المنافسة السعرية تضرها أكثر مما تنفعها وبالتالي نتوقع بعض الاستقرار في الهوامش في 2012 ويشير السيد مياه إلى أننا "ما زلنا نعتقد أن هناك إمكانية جيدة للنمو في القطاع خصوصا في مجال النطاق العريض. ونعتقد أن يكون نمو الأرباح مدعوما بالتركيز المتزايد على خدمات القيمة المضافة (خصوصا النطاق العريض) وكفاءة التكلفة والفوائد الناتجة عن التوسع العالمي لشركة الاتصالات." وتعتقد الأهلي كابيتال أن قطاع الاتصالات في السعودية لا يزال جذابا، حيث يتداول عند متوسط مكرر ربحية 8.8 ل2012. أي 9% أدنى من النظراء الإقليميين. بالرغم من بيئة الاقتصاد الكلي القوية نسبيا في السعودية والتي ستعزز النمو بشكل أسرع في قطاع الاتصالات السعودي أكثر من بقية الدول المجاورة. ملخص التوقعات تتوقع الأهلي كابيتال أن يرتفع إجمالي الإيرادات للشركات الثلاث تحت التغطية 9.2% على أساس سنوي إلى 90 مليارا في 2012 مدعومة بتزايد مشتركي النطاق العريض ونمو قطاع الشركات السعودي وارتفاع مبيعات الأجهزة في موبايلي. كما تعتقد أن شركة الاتصالات ستستمر بالنمو المحلي القوي حيث تسوق لمنتجاتها من خلال الباقات الترويجية. ومع استمرار نمو خدمات البيانات والنطاق العريض في السعودية فستستمر موبايلي بالاستفادة من ضخامة شبكتها. وتشير أحدث بيانات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى بلوغ معدل انتشار النطاق العريض 40.5% من السكان بنهاية الربع الثالث من 2011 (11.5 مليون مستخدم). وبالنسبة لموبايلي، مثلت خدمات البيانات 22% من الإيرادات في 2011 مقارنة ب 9% فقط في 2008. وأعلنت شركة الاتصالات أن لديها 52% من اجمالي مشتركي النطاق العريض. وتعتقد الأهلي كابيتال أن هذا القطاع سيستمر بالنمو في الأعوام القادمة نتيجة لتوفر الهواتف الذكية ذات الأسعار المنخفضة والمتوسطة وتحسن الكفاءة الفنية التي توفر استخدام أفضل للوسائط، إضافةً إلى نسبة الشباب العالية لإجمالي عدد السكان في المملكة. وتتوقع الأهلي كابيتال أن تستمر شركة زين باتباع السياسات السعرية المنافسة مما سيؤدي إلى استمرار الضغط على متوسط الإيرادات لكل مستخدم للقطاع ككل في 2012. وقد تم تعويض هذا جزئيا عن طريق تحول المشتركين إلى الباقات المفوترة (حيث يرتفع متوسط الإيرادات لكل مستخدم) بالإضافة إلى تنمية قطاع البيانات. وقد أعلنت إدارة موبايلي أن 12% من المشتركين يتعاملون حاليا مع الباقات المفوترة ومن المتوقع أن ينمو هذا القطاع في الأعوام القادمة. أما بالنسبة لشركة الاتصالات، يتعامل حوالي 25% من المشتركين مع الباقات المفوترة. وتعتقد الأهلي كابيتال أن الضغوط على متوسط الإيرادات لكل مستخدم ستستمر نتيجة للمنافسة السعرية مع أن الشركات تعتمد على قطاع البيانات ومشتركي الباقات المفوترة للتقليل من تأثير هذا الضغط. وتعتقد الأهلي كابيتال أن الهوامش ستبقى تحت الضغط نتيجة للمنافسة السعرية القوية خصوصا في مجال المكالمات الدولية. وتعتقد أن التكلفة الأساسية التي تحد من مكاسب الهوامش هي رسوم التجوال المحلي/الربط الداخلي مقارنة بالتكاليف التشغيلية والإجمالية الأخرى التي تدار بكفاءة. وهنا يشير السيد مياه "مع أننا نعتقد أن ضغوط الهوامش في 2012 ستكون أقل منها في الأعوام السابقة (بانخفاض 14 نقطة أساس مقابل 21 نقطة أساس في 2011) إلا أننا نعتقد أنه مع استمرار المنافسة السعرية الشديدة وعدم التغيير في رسوم التجوال المحلي /الربط الداخلي فسيكون من الصعب نمو الهوامش." منذ عام حتى الآن، ارتفع قطاع الاتصالات السعودي 29% مقابل ارتفاع سوق الأسهم السعودي 19%. ونعتقد أن مكاسب 19- 18% للاتصالات وموبايلي مبررة نظراً لقوة الأداء المالي لشركة الاتصالات في السوق المحلي إلى جانب ارتفاع جودة وتكرار توزيعات الأرباح في موبايلي. وقد ارتفعت زين السعودية 100% ونعتقد أن معظم هذه المكاسب قد أتت من مستثمري المضاربة الذين يستفيدون من انخفاض القيمة الاسمية للسهم. ويختتم السيد مياه "بالرغم من قوة أداء شركتي الاتصالات وموبايلي، نعتقد أن احتمال الارتفاع وارد لكلا السهمين نظرا للتقييم الجذاب (عند مكرر ربحية 9.8 لعام 2012 في الاتصالات ومكرر ربحية 7.8 لعام 2012 في موبايلي) إلى جانب استمرار توقعات النمو. وبالنسبة لزين السعودية، فسيكون نجاح أي استثمار مبني على نجاح خطط إعادة هيكلة المركز المالي والتي يبدو أنها تواجه بعض العراقيل. وحالياً، نعتقد أن المخاطر حول زين تتجاوز توقعات الارتفاع."