سعدت بالاستماع الى محاضرة الأستاذ الدكتور سعد الراشد في خميسية حمد الجاسر الذي ابدع فيما ذكر في محاضرة عنوانها: «المسلمون والنقش على الحجر: تأملات في الكتابات الإسلامية المبكرة»، ووددت ان تحظى المحاضرة بمداخلات تعالج صلب الموضوع، وتحاول استدراك أشياء مهمة ربما فاتت المحاضر الفاضل، لكننا مع الاسف نعاني في منتدياتنا مشكلة الوقت المتاح للمداخلين بعد انقضاء المحاضرة حيث يلزمون بدقيقة او اثنتين قد يصعب على المداخل استجماع أفكاره لتخليصها في تلك اللحظات المسموح بها، ومع هذا الضيق نرى آسفين جملة من المداخلات تنقضي في الشكر الجزيل، والمدح الثقيل، واسترجاع الذكريات الممتعة التي قضاها المداخل مع المحاضر، وينتهي الوقت دون اضافة تذكر، او فائدة ذات صلة بالمحاضرة تربط. ولكم وددت ان يحظى الحاضرون بإجابة شافية عن سؤال طرحه الأستاذ الاديب سعد البواردي حول امكانية تدوين الكتابات والرسوم المنقوشة على الحجر في موسوعة علمية موثقة تكون مرجعاً للمهتمين بالدراسات الاثرية، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة لتصوير وتوثيق جميع الكتابات والنقوش في جميع انحاء المملكة العربية السعودية. ان هذه المنتديات مراكز اشعاع فكري تضم بين جنباتها خيرة المثقفين والمفكرين، ويستمتع عادة روادها بفوائد كبيرة قد لا تتاح لهم في غيرها، فحري بنا ان نرتقي بتعقيباتنا ومداخلاتنا الى مستوى علمي يراعي الاضافة العلمية الجادة، ولا يضيع في عبارات الثناء «الفضفاضة» التي تأخذ من الحاضرين زمنا غير يسير كان بالإمكان توظيفه في نقد هادف، أو اضافة علمية جادة. نعم يشكر المحاضر بعبارة وجيزة جداً تؤدي الغرض ولا تستحوذ على الشاكر هذا الاستحواذ الذي نراه كثيراً في منتدياتنا الثقافية، بحيث يصح تسميتها: «شكريات» حلوة أشبه ما تكون ب : «سكريات» أبي نواس واضرابه من الشعراء، فهلا كنا جادين فيما يتاح لنا من مداخلات، وندع جانبا هذا الشكريات والسكريات.