نجح الهلال بعد رحيل مدربه البلجيكي جيريتس في الموسم الماضي بأول تجربة أرجنتينية تدريبية يخوضها عقب تعاقده مع كالديرون الذي أبهر عشاق الهلال بتسجيله إنجاز غير مسبوق في تاريخ ناديهم حين قاده بكل براعة إلى احراز بطولة دوري زين بدون هزيمة لأول مرة بعد 26 مباراة بل وحسم أمر البطولة قبل نهاية مشوارها الطويل بلقائين . وأكد كالديرون تفوقه مع النادي "الأزرق" بقيادته للاحتفاظ بلقبه كبطل لكأس ولي العهد ولم يهمل هذا المدرب في الوقت ذاته مواهب النادي الشابة حين وقع بصره على أكثر من لاعب وبدا يمنحهم فرصة اللعب مع الفريق الأول. وفي أواخر الموسم المنصرم ظهر من الهلاليين من لا يريد الاستقرار الفني للفريق واستغل خسارته من الاتحاد لفرض قناعات فنية خاطئة تطالب بتغيير المدرب الارجنتيني وبعدها أخذ امتعاض الهلاليين والتشكيك في قدرات كالديرون يزداد وكان يُحارب من داخل النادي وهو على رأس العمل من خلال تسريب أنباء للإعلام عن مفاوضات النادي مع الايرلندي اونيل وغيره من المدربين الأوروبيين وهو ما اصاب المدرب الارجنتيني بالاحباط وافقده ثقة الآخرين بعمله وبعد اقالته توقعنا تعاقد الادارة مع مدرب اكثر كفاءة ومقدرة فنية منه لكن الذي حدث العكس باستقدام مدرب بالغ السوء من الناحية الفنية الألماني توماس دول وليت الإدارة الهلالية أعلنت من الذي أشار عليها بإلغاء عقد كالديرون ونصحها بالتعاقد مع دول؟! اليوم نخشى تكرار الإدارة الهلالية غلطتها السابقة مع المدرب الإرجنتيني بغلطة مماثلة لاختيارها المدرب الذي خلفه – دول- فمدرب الفريق الاولمبي الألماني ( هيكو بونان ) ومساعده سامي الجابر شكلا ثنائيا تدريبيا خطيرا بنجاحهما في تقديم فريق هلالي شاب ابهر المراقبين بآدائه الآخاذ وأدهش المتابعين بجمال حضوره وحيوية أفراده وروحهم العالية مع حماسهم الكبير وادائهم الفني المميز امام فريقي النصر والاتحاد ونخشى ان يدفع الهلال ثمن استعجال ادارته في التعاقد مع مدرب الاهلي الاماراتي المقال التشيكي (ايفان هاسيك! ) ومباشرته الاشراف على الفريق قد يؤدي اختلاف قناعاته الفنية وعدم معرفته قدرات عناصر فريقه الى الاخلال الفني بخطوط الفريق ومقومات التفوق في صفوفه .. فالهلال بدأ يستعيد صورته الفنية الجميلة في امتاع المشاهدين بادائه وعطاء لاعبيه الموهوبين وجديتهم والتزامهم في الملعب وانضباطهم التكتيكي اثناء المباراة .. ساهم في عودة روح الفريق واشعال جذوة الحماس في عناصره الشابة وتخلص الفريق من بعض افراده الذين اصابوه بالوهن لقلة فاعليتهم امثال المدافع المرشدي والغنام و(الفريدي ذي الاداء الفردي) وفي غيابهم تحولت المجموعة الشابة الموهوبة الى فريق يؤدي بجماعية وساعدهم تغير اسلوب اللعب الذي كان يطبقه المدرب السابق (دول) وتحوله الى اسلوب يعتمد على التمريرات الارضية واخذ خانات وتبادل الكرة من لمسة واحدة. وطالما ان الفريق رغم غياب عناصره الاجنبية اخذ يسير في الاتجاه الصحيح وبفعالية كبرى بمجموعة شابة اعادت الى الاذهان ذكريات مواهب "مدرسة الامير بندر بن محمد الهلالية الكروية" .. تمنينا - وأقول هذا قبل معرفة نتيجة الأمس - لو ان الادارة لم تستعجل التعاقد مع (هاسيك) واستمرت في رهانها الناجح على الثنائي التدريبي المبدع (يوبان + سامي) مع الفريق الاول حتى نهاية الدوري . ويبقى السؤال الاخير ماذا لو حدثت انتكاسة فنية للفريق الازرق مع المدرب الجديد هاسيك من يتحمل مسؤوليتها ؟!