ربما كانت أولى خطوات التصحيح الهلالي لإعادة الهيبة الفنية والشخصية القوية للفريق الأول.. تعاقد النادي مع المدرب كالديرون الذي يخوض أول تجربة تدريبية ارجنتينية في تاريخ نادي القرن الآسيوي. هذا الاسم ليس بغريب على الكرة السعودية، فقد سجل نجاحات لافتة إبان إشرافه على تدريب المنتخب الأول وكذا الفريق الاتحادي. لقد كان جميلاً جداً عودة زعيم الأندية السعودية والآسيوية إلى المدرسة التدريبية اللاتينية فهي الأنسب لقدرات عناصر الفريق الأزرق ومعظم البطولات الهلالية تحققت على يد المدربين البرازيليين ومن يتابع «هلال اليوم» بعد رحيل مدربه - غير مأسوف عليه - البلجيكي جيريتس يلاحظ ضعف استفادة الفريق من الكرات العالية التي كانت تذهب للاعبي الفريق المقابل ومعظم أهدافه المضمونة كانت تأتي من تمريرات أرضية وكرات متبادلة من لمسة واحدة وهذا سر الجاذبية الهجومية الهلالية وتفوقها في المواسم الماضية. وثمة دليل آخر لعدم استفادة الهلال من الأسلوب الأوروبي يتجلى في عدم استثماره الضربات الركنية ولا في بناء الهجمات المرتدة السريعة. كما عانى الفريق الأزرق من اهتزاز شخصيته القوية في الملعب التي كانت حاضرة بقوة أيام المدرب باكيتا والمدرب كوزمين.. وإلا فماذا يعني تسارع استقبال شباكه للأهداف المتتالية وبصورة مرعبة لمحبيه وجماهيره كما شاهدنا أمام النصر والغرافة والأهلي أخيراً. إن الجانب الأكثر جاذبية وايجابية في شخصية المدرب الارجنتيني جابرييل كالديرون.. قوة شخصيته واهتمامه البالغ بالدماء الجديدة وحرصه على ضخها في جسد الفريق الأول- وهذا ما يحتاجه هلال اليوم - يوليها جل عنايته فلا يهملها ويطرح فيها ثقته الكاملة.. ينتقي الموهوبين منهم لتعزيز قدرات فريقه وسد نقاط الضعف إن وجدت بدلاً من اهدار ملايين النادي على صفقات فاشلة للاعبين لا يرتقون لمستوى الهلال أو مستهلكين البعض منهم لعب لثلاثة أندية قبل أن يحط الرحال في الهلال!! ولا ينسى الشارع الرياضي لكالديرون إبان إشرافه على المنتخب حين استدعى المهاجم (محمد العنبر) لصفوف المنتخب وهو شاب يافع وزج به أساسياً أمام المنتخب الكوري في عقر داره فسجل هدف السبق في أول مباراة دولية له مع المنتخب الأول بجانب قيام المدرب الارجنتيني إبان تدريبه عميد الأندية السعودية بتدعيم صفوف الاتحاد بخمسة وجوه واعدة في بداية إشرافه عليه وتحضيره في معسكره الخارجي بالارجنتين. ولنتخيل لو أن الإدارة الهلالية الحالية تلافت غلطتها الفادحة في الابقاء على جيريتس لحين الانتهاء من البطولة الآسيوية بالسعي للتعاقد مع كالديرون في وقت مبكر عند بداية الاستعداد للموسم الحالي وأشرف بنفسه على إعداد الفريق في معسكره الأوروبي لكان أجدى وأنفع.. ولجنبنا تلك الصفقات الثلاث الفاشلة للاعبين المحليين الذين (قيل) أن جيريتس طالب بهم!! ولما شاهدنا الهلال يعاني من ضعف هجومي أخرجه من البطولة الآسيوية وأفقده نقاطاً لا تضيع في مشواره بالدوري نتيجة ذلك القرار الخاطئ وتأخر التعاقد مع كالديرون الذي وصف حضوره وقبوله للمهمة في منتصف الموسم بأنه تحد كبير. ناهيك عن أخطاء جيريتس الفادحة حين أشرك (ياسر) مصاباً في لقاء ذوب أهن الإيراني فكانت النتيجة أسوأ مما نتخيل إذا لم يقدم «ياسر» شيئاً في تلك المباراة وتفاقمت عليه اصابته فلم يكمل المباراة وغاب عن فريقه من يومها وحتى الآن!! وهنا يلام أيضاً مدير عام إدارة الكرة الهلالية الكابتن سامي الجابر على تأييده لرأي المدرب وهو الأدرى بمغبة الموافقة وبدلاً من أن نخسر «ياسر» في مباراة واحدة.. فقده الفريق في كل المباريات التالية نتيجة ذلك القرار الخاطئ باشراك لاعب لم يشف من إصابته وقد يخسر مستقبله الكروي!!