قرارات عدة اتخذها مسيرو النصر خلال أسبوع، أهمها التعاقد مع الكولومبي العجوز ماتورانا وتعيين الأمير وليد بن بدر مشرفاً على الفريق والعميد فهد المشيقح نائباً للرئيس، تبعها قرار بالاستغناء عن لاعب الوسط الأرجنتيني مارسير والمدافع الجزائري عنتر يحيى. سعى النصراويون للملمة أوراق الفريق وتصويب القرارات الخاطئة التي أكدت النتائج أنها عمّقت معاناة أنصار الفريق، غير أن هذه القرارات قد لاتكون كافية لانتشال الفريق من معاناته الفنية والإدارية وحتى الإعلامية، وسيرتكب النصراويون خطأً أكبر إن هم ظنوا أنهم عبروا نفق الأزمة بنجاح، فالكولومبي ماتورانا لن يكون بمقدوره علاج تلك المشاكل والفوضى الفنية والإدارية التي عانى منها الفريق بفعل إضعاف الجهاز الإدراي بقيادة سلمان القريني بفعل تكرار المطالبات بإبعاده وجعله الشماعة الوحيدة للإخفاقات بجانب نائب الرئيس المستقيل عامر السلهام، فالمدرب الكولومبي الخبير عرف عنه كما غالبية مدربي أمريكا الجنوبية ضعف الشخصية منذ أن كان مدرباً في الهلال وهو العامل الذي أضعف فرص نجاحه آنذاك، وعدا عن هذا فالفريق الأصفر يعاني بشكل واضح من مشاكل فنية عدة، أهمها وجود العديد من الأسماء التي لن تقدم المفيد للفريق في جميع الخطوط، وهي الأسماء التي وإن قدمت نفسها بشكل جيد فإنها قد تخلق العديد من المصاعب بفعل المشاكل المتتالية خارج الملعب وداخله التي قد تعصف ب(فارس نجد)، وحاجته لعناصر أجنبية مميزة تتمكن من انتشال الفريق. وعلى الصعيد الإداري، فإن العميد فهد المشيقح شخصية يتفق النصراويون عليها حتى وإن اختلفت توجهاتهم سواء كانت ضد أو مع الإدارة، وهو ما قد يخلق جواً مناسباً للعمل بهدوء خصوصاً وأن المشيقح يملك الخبرة التي تمكنه من تعديل بعض الأخطاء إن وجدت، فضلاً عن قدرته على التواصل مع شرفيي النادي كافة بفعل علاقته المميزة مع الجميع. وتبقى مهمة الأمير وليد بن بدر هي الأصعب، فهو وبعد أن تسلم منصب المشرف العام على الفريق سيجد نفسه أمام مشاكل عدة ذكرتها سلفاً، لكن المهمة الأكبر ستكون في تجديد الخطاب الإعلامي النصراوي الذي ظهر بشكل لايليق بهذا النادي وجماهيره خصوصاً في الموسمين الأخيرين، وهو الذي عُرف بقدرته على إدارة هذا الخطاب، وقد تتركز مهمته على الاجتماع إلى الإعلاميين المهتمين بالشأن (الأصفر) وتهدئة الحرب الإعلامية الموجهة ضد إدارة النادي وهي التي لا تزال مستمرة رغم التغير الواضح في منهجية رئيس النادي وتنازله عن بعض قناعاته، فالنادي يحتاج للدعم المعنوي وتصحيح الأخطاء عبر نقد بناء من قبل إعلامييه الذين تفرغ الكثير منهم لمناقشة أمور الأندية الأخرى والتقليل منها وتقزيم انجازاتها، وهذه أيضاً أحد أهم أسباب التراجع النصراوي المتواصل. وأمام كل هذه المتغيرات، لا يبدو دور الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي واضحاً في الهيكلة الإدارية الجديدة، وهو الذي ظهر محبَطاً في تواجده الإعلامي مؤخراً، فالرئيس النصراوي دوره مهم وتواجده يحتمه منصبه، وطالما أنه رضي بهذه التغييرات فعليه اللحاق بالركب، فيما سيقتصر دور المدرج النصراوي على الانتظار حتى نهاية الموسم أملاً بنتائج تمسح الإخافاقات الأخيرة، وهي الجماهير التي انتظرت لأكثر من عقد الزمن أملاً بعودة فريقها للمنصات.