عشية انعقاد القمة الخليجية الثانية والثلاثين، يعقد اليوم في الرياض وزراء الخارجية والمالية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم التحضيري. الزياني : القمة حافلة بموضوعات العمل المشترك بمختلف المجالات وينتظر أن يكون الملف السياسي والأمني على أجندة الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية حيث سيبحث المجتمعون جهود المجلس في مجال تنسيق وتوحيد المواقف والجهود السياسية، في عدد من الموضوعات الهامة مثل علاقات دول المجلس مع إيران وتمسك دول المجلس بمواقفها الثابتة والمعلنة بشأن عدد من القضايا كاحتلال الجزر الإماراتية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول " التعاون" ، وهو الأمر الذي كان محل تنديد وانتقاد دول " الخليج" والمجتمع الدولي في حين يأتي دور المجلس في اليمن ومتابعة المبادرة الخليجية من البنود الهامة للاجتماع الوزاري حيث تم تشكيل الحكومة اليمنية المؤقتة. في المقابل ينتظر أن يكون اجتماع وزراء المالية والاقتصاد في دول المجلس مهم للغاية ، حيث يأتي في وقت تعاني فيه دول منطقة اليورو أزمة حادة تهدد الاتحاد الأوروبي ، في مقابل صعوبات اقتصادية تشهدها الولاياتالمتحدة على خليفة الأزمة المالية العالمية حيث لا تزال واشنطن تعاني من تبعات هذه الأزمة التي انعكست على الشارع الأميركي بشكل واضح من خلال حركات احتجاج " احتلوا وول ستريت" . ويتعين على الوزاري المالي أن يقر بعض البنود الخاصة بالاتحاد النقدي الخليجي مع الأخذ بعين الاعتبار الأزمة المالية الأوروبية للاستفادة من بعض الأخطاء التي تحيط بالاتحادات المالية. حيث صرح عدد من المسؤولين الخليجيين في وقت سابق ان أزمة اليونان والبرتغال ستكون تحت مجهر المسؤولين الماليين الخليجيين. وينتظر ان يرفع الوزراء المالي ،عدة توصيات للمجلس الأعلى وأبرزها التوصية بإنشاء هيئة للاتحاد الجمركي، التي وافقت لجنة التعاون المالي والاقتصادي على إنشائها ومهامها في اجتماعها التاسع والثمانين مايو الماضي على أن تبدأ أعمالها في الأول من يناير 2012م. ويأتي الاجتماع الوزاري (الخارجية والمالي) اليوم (الأحد) ليمهد الطريق نحو انعقاد القمة المرتقبة لأصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دول مجلس التعاون، وهي القمة التي تأتي في ظروف استثنائية، حيث تتزامن مع اندلاع شرارة احتجاجات ما يسمى بالربيع العربي من تونس لتمتد إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا الأمر الذي أدى لتغيرات وتحولات كان لها الأثر البالغ في الشرق الأوسط . وحول الموضوعات التي سيتم عرضها امام القادة في قمة الرياض، اوضح الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني بأن جدول اعمال قمة الرياض سيكون حافلاً بموضوعات العمل المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتقارير المتابعة والتي تتطلب اقرارها من مقام المجلس الأعلى وأخذ التوجيهات بشأنها . واختتم الزياني تصريحه بالتنويه بالدور الفاعل والمتميز الذي اضطلعت به الإمارات العربية المتحدة في ظل رئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة للدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون والتي أسهمت في دفع مسيرة المجلس إلى الأمام وتحقيق المزيد من الانجازات ، مؤكدا في الوقت نفسه بأن مسيرة المجلس سوف تلقى كل دعم ومساندة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - من خلال ترؤسه الدورة القادمة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون والدفع بها إلى التكامل المنشود .