عدّ رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القران الكريم وتجويده وتفسيره نموذج مهم ونبراس دولي مضيء وصورة عظيمة من صور العناية الدائمة والمتواصلة من هذه البلاد وولاة أمرها بكتاب الله الكريم، ولا أفضل وأجل من الأعمال مثل العناية بكتاب الله عز وجل وجعله ميداناً للتسابق والمنافسة. وقال معاليه - في حديث له بمناسبة منافسات الدورة الثالثة والثلاثين للمسابقة في أروقة المسجد الحرام يوم الأحد القادم الثالث والعشرين من الشهر الجاري: لقد قامت هذه البلاد المباركة - وفقها الله - منذ تأسيسها على منهج القرآن الكريم وجعلته مصدر حكمها واحتكامها وتشريعها، وتجسيداً لدورها الرائد في تمسكها بكتاب الله وخدمته فإنها بذلت الجهود العظيمة والكبيرة والمباركة برعايتها الدائمة في كل أنحاء العالم بأهل القرآن الكريم أهل الأخلاق السامية والمكانة العالية، بجانب حرصها وتنظيمها للعديد من المسابقات القرآنية، حيث يجتمع الشباب المسلم للتنافس في تجارة لن تبور مع الله سبحانه تتمثل في حفظ القرآن الكريم فيكرَّم الفائزون ، لتأتي هذه المسابقة الدولية على مستوى العالم امتداداً لعناية المملكة بالقرآن الكريم فكان لهذه الجائزة أبلغ الأثر في تشجيع وتحفيز الناشئة والشباب من أبناء الأمة الإسلامية للمنافسة على حفظ كتاب الله وتلاوته وتفسيره وتجويده. وأكد رئيس مجلس الشورى أن ذلك الاهتمام الجم والعظيم بالقرآن الكريم والتشجيع على حفظه والتمسك به ما هو إلا امتداد لعطاء ولاة الأمر في هذه البلاد - وفقها الله - منذ تأسيسها على يد بانيها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبنائه الكرام من بعده حتى هذا العهد، عهد الخير والنماء الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، حيث اعتنوا بالقرآن الكريم عنايةً عظيمةً، ورعايةً كريمةً. وقال معاليه: إن شرف هذه البلاد المباركة ومن نعم الله عليها أن أكرمها بولاة أمر يمتثلون كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منهجاً وتشريعاً في كل نواحي الحياة، والمملكة انطلاقاً من رسالتها السامية ومكانتها الدينية المتميزة - بصفتها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية ومهوى أفئدة المسلمين - أولت كتاب الله عز وجل فائق العناية والرعاية، فهو دستورها الخالد ومصدر تشريعها، ونبراسها في شؤون الحكم والحياة، وقد عنيت بطباعته وترجمة معانيه ونشره في أرجاء المعمورة، وأنشأت لذلك صرحًا شامخًا يتمثل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، كما حرصت هذه البلاد - حماها الله - على تعليم الناس والأجيال كتاب ربهم، بدءاً بدعمها لمدارس تحفيظ القرآن الكريم وجمعياتها، وانتهاءً بالأقسام الأكاديمية والكليات المتخصصة في الجامعات والمعاهد العليا، باذلة أوجه التشجيع المتنوعة لحملته وحفظته، وداعمة الجهات المعنية به دعما سخيًا. وأكد معاليه أن من أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون، وتُبذل فيه الجهود، وتُصرف فيه الأوقات، وتُنفق فيه الأموال هو كتاب الله تعالى، فهو تجارة رابحة، وذخر عظيم الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن تلاه تضاعف أجره وعظم شأنه، لذا فإن حفظه وتلاوته والعمل به من أهم الواجبات على كل مسلم، لاسيما وأننا في أمس الحاجة إلى التمسك به في زمن نَشُطَ فيه أهل الشر والزيغ والضلال، فالبشرية الحائرة في هذا الزمان المتخبطة في براثن المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ما كان ليحدث لها ذلك لو اهتدت إلى كتاب الله الكريم وأخذت بمبادئه وقيمه وأخلاقه.