دعا الأستاذ "د.عبد العزيز بن إبراهيم العسكر" -أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- إلى ضرورة دعم نشر القيم والأخلاق الإسلامية في الأوساط النسائية في المدارس والجامعات ومراكز التدريب والتسوق، وذلك بإيجاد داعيات "مؤهلات" لذلك، مشيراً إلى حاجة المرأة اليوم للتواصل في هذه التجمعات مع داعيات يملكن مع الخبرة العلم ووضوح النهج واستشعار المسؤولية الكبرى للداعي إلى الله في تحبيب الدين إلى الناس، مع تقديم النصح لهن بأسلوب شرعي قائم على حسن الظن واستثارة مخافة الله عز وجل في النفوس، إضافةً إلى تقوية الرجاء بثوابه سبحانه وتعالى بعيداً عن اليأس والقنوط الذي يؤدي إلى الجنوح في طريق مفاصلة المجتمع والانشقاق عنه. تواجد الداعيات في الأسواق وأماكن تجمع النساء أفضل من الرجال وأوضح أنه يوجد بعض الاجتهادات والتي اعتبرها فردية من بعض الأخوات الفاضلات للتصدي للدعوة والتوجيه الديني في هذه المجامع، مضيفاً أن هذا عمل جيد لكن يحتاج إلى مزيد اهتمام من الجهات المختصة ك"وزارة الشؤون الإسلامية" و"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، و"دار الإفتاء"، وكل جهة لها عناية بالشأن الديني، بحيث يطور العمل الدعوي في هذا المجال وتشرف عليه أخوات مختصات مؤهلات تأهيلاً علمياً جيداً، يحصل معه تنمية الجوانب الايجابية في الدعوة إلى قيم الإسلام ومبادئه القائمة على الكتاب والسنة، والبعيدة عن مسارات الابتداع أو التطرف. د.عبدالعزيز العسكر وأكد على أنه يوجد حرص للجهات المشار إليها على هذا الموضوع، مضيفاً: "ربما تكون هناك بعض العوائق المالية والإدارية التي ينبغي التغلب عليها، مع الإسراع في إنشاء أجهزة نسائية رسمية تتولى شؤون الدعوة والإرشاد الديني في تلك الجهات، وتستوعب الكم الكبير من المتخرجات في التخصصات الشرعية، مما يحقق لنا ضبط العملية الدعوية النسائية وقوتها واستمرارها بأسلوب علمي منظم، يحقق أهداف الدعوة إلى الله في تحبيب الناس إلى دينهم والتحامهم بمجتمعهم وقيادتهم على أساس من النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، ومن باب آخر نكون أسهمنا في امتصاص عدد كبير من الراغبات في العمل المؤهلات تأهيلاً شرعياً، فنسهم بهذا في حل وتقليص مشكلة العاطلات عن العمل، بل ونقطع الطريق على بعض من يتصدرن للدعوة في التجمعات النسائية بحسن نية فقط وغيرة على الدين -يشكرن عليها-، لكنها لا تكفي مؤهلاً في الداعية إلى الله"، مشدداً على أهمية أن تكون الداعية مفقهة في الدين، مع معرفة مقاصد الشرع وفقه الأولويات وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذاكراً أنه ربما حصل بسبب ترك هذا الموضوع بدون ضوابط، تضارب في الجهود، وتقاطع في الفتوى، وكذلك انتشار لبعض الأفكار المخالفة لوسطية الإسلام، إضافةً إلى بعض القصص التي لا سند لها في باب الترغيب والترهيب، وهذا نلمس شيئاً منه مع ما ينقله لنا بناتنا وتلميذاتنا اللاتي يصادفن بعض الداعيات المجتهدات بدون تأهيل في بعض تلك التجمعات، والله من وراء القصد.