تم الإعلان مؤخرا عن افتتاح أول أكاديمية لإعداد الداعيات في المملكة وتهدف إلى الاهتمام بعلوم الشريعة الإسلامية ونشرها بين صفوف المسلمين، وتأهيل المسلمة للعمل الدعوي على علم وبصيرة، وإكساب الطالبة أسس الثقافة الإسلامية اللازمة لتكوين الشخصية المسلمة، كذلك إعداد دعاة مؤهلين للقيام بمهام الدعوة إلى الله على الوجه المطلوب، وتخريج عدد من الداعيات كل عام بإذن الله تعالى وإكسابهن المهارات العلمية اللازمة وتأهيلهم للبحث العلمي المنهجي. هذا هو الإعلان والسؤال الذي راودني عند مشاهدته، هل بالفعل الدعوة لله تحتاج لأكاديمية تتعلم منها الداعيات كيفية الدعوة إلى الله، وهل من مارسن الدعوة ولم يدخلن هذه الأكاديميات قاصرات أم أن المجال أمامهن كان أسهل؟، وما مدى أهليه وكفاية قدرات هؤلاء الداعيات وحصولهن على تراخيص رسمية تخولهم النشاط في هذا المجال؟، وما إذا كان هناك نظام تخضع له المناسبات الدينية أو الدعوية سواء في رقابة محتوى هذه المحاضرات ومضامينها، وضمان خلوها من أي خلل قد ينتج عنه تشوه فكري ربما يؤدي الى التشدد؟. هذا عدا انتشار المجالس التوعية الدينية في الملتقيات النسائية، وهي تعتمد الى حد كبير على وجود داعيات نذرن أنفسهن لهذه المهمة، ويقمن بجدولة أوقاتهن لإلقاء محاضرات أو ندوات في لقاءات الجمعيات والمؤسسات الخيرية وفي المنازل وقاعات المناسبات وحلقات الذكر في المصليات النسائية وفي المساجد خصوصاً. في البداية ترى الداعية "هدى الماربي" أن وجود الأكاديمية هو مكمل لدور الداعية، فالدعوة النسائية ليست "فوضوية"، مؤكدة على عدم ممارسة الداعيات لنشاطاتهن الدعوية بدون ترخيص وإذن مسبق من وزارة الشؤون الإسلامية، سواء أكان إذناً دائماً لممارسة الدعوة أو وقتياً، معتبرة إياها مرجعية الداعيات السعوديات الرسمية، مع عدم إنكارها احتمالية شذوذ بعض الحالات غير المحسوبة، مؤكدة على أن الحاجة لمراكز ومعاهد تدريبية من شأنها أن تطور الأسلوب الدعوي في المملكة، وزيادة أعداد الدعاة والداعيات المؤهلين والمؤهلات لمواجهة التحديات. وقالت الداعية "حليمة مسعود" أن تأهيل الداعيات غير كافٍ، ويحتاج الى مراجعة مستمرة، مشددة على أهمية مراقبة التجمعات النسائية من قبل أصحاب المنازل التي تقام فيها مثل هذه الاجتماعات، إلى جانب الندوات والمحاضرات الدينية في المراكز والمؤسسات الخيرية من قبل هيئة الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الشؤن الإسلامية. وبينت "د.كاملة المقبل" -أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة أم القرى- أن على الداعيات السعوديات تطوير الذات، وتحديث الأساليب والمهارات الدعوية، إضافة إلى تكثيف الثقافة الاجتماعية والدينية، وذلك مجاراة لما جد في مختلف شرائح المجتمع النسوية من انفتاح واضطلاع واسع نتيجة الثورة الإعلامية والفضائية، مشيرة إلى أن الاختصاص الشرعي ليس متطلبا أساسياً، وبالإمكان ممارسة الدعوة إلى الله تعالى من دون اشتراط التخصص الشرعي، إلاّ أن ذلك لا ينفي تطوير الداعية سواء أكان رجلا أم امرأة من مهاراته الدعوية إلى جانب الاضطلاع الواسع على مختلف العلوم الشرعية. وتحدثنا "هداية القرني" رئيسة القسم النسائي بالندوة العالمية للشباب الإسلامي: "أن دعوتهن لا تقتصر على النساء السعوديات، بل هناك برامج خاصة بمشاكل المرأة وكيف استطاع الإسلام حلها من خلال الكتاب والسنة، هذا غير البرامج المقدمة لغير المسلمات من العاملات والوافدات لهذا البلد"، مشيرة إلى أهمية التكنولوجيا التي وجهت الكثير من الداعيات إلى بعض المواقع التي قد تفيدهن. وترى "عبير المنصور" -طالبة جامعية- أن التطور الهائل في وسائل التقنية لم يجعل كثير من الداعيات ينتظرن مثل هذه الأكاديميات، بل انطلقن بالدعوة إلى الله من خلال منازلهم وأجهزتهن المحمولة، والدعوة عن طريق الفلاشات الدعوية والنصح والإرشاد عبر المواقع الإلكترونية، وعن طريق الحملات عبر "الفيس بوك".