رأت الداعية نوال بنت حجاب الحازمي مديرة مجمع تحفيظ القرآن الكريم، ومديرة دار القرعاوي بضمد بمنطقة جازان أن الطريقة الناجحة لتفعيل دور المرأة الداعية هو تثقيفها وتوعيتها وتفعيلها فتعلم أن لها دوراً لا يقوم به غيرها في بيتها ومجتمعها، وكذلك استيعابها في برامج تستفيد من امكاناتها، فلكل مسلم ثغرة يسدها فعليها أن تعلم أنها ثغرة من ثغور الإسلام وكذلك استنهاض همتها وإشعارها أن عليها من الواجبات ما يستغرق عمرها واخراجها من دائرة همومها الخاصة إلى هم الأمة العام. وأكدت على أهمية عمل برامج مشتركة بين الداعيات للإفادة من بعضهن وتوعية أولياء النساء والمرأة نفسها بأهمية العمل الدعوي ودور المرأة الفعال فيه وإعداد المرأة نفسها ووضع برنامج عملي إيماني تنمي فيه نفسها وترتقي بها. وشددت على أهمية إعطاء أهمية كبرى للدعوة النسائية في أوساط النساء والاقتناع بدور المرأة الداعية وما تقدمه من خدمة للمجتمع الذي تعيش فيه، وتأهيل الداعيات حتى يكن مؤهلات علمياً وفنياً وتربوياً للقيام بهذه المهمة، والالتفات إلى وسائل التأثير المباشرة كالوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاهتمام بالمناسبات وتفعيل الدعوة من خلالها في داخل المدارس والبيوت والمجتمعات، وتدريب الداعيات واعطائهن دروساً في مهارات الإلقاء وطرق إعداد البحوث وكيفية التأثير في الآخرين. ودعت إلى تشجيع العمل التطوعي ونشر مفهوم العمل التطوعي، والاهتمام بتنظيم اللقاءات الدعوية النسائي ورسم خطوات عملية لتطويرها، وإنشاء مؤسسة نسائية لترتيب المؤتمرات واللقاءات والمحاضرات وتنشيط إقامة هذا المؤتمرات واللقاءات في كل المناطق، والتنويع في الموضوعات المطروحة والبعد عن التكرار الممل ولا يكتفى بالحديث العاطفي المجرد عن القضايا والموضوعات المطروحة، كما تحدثت عن دور الداعية المرأة في الوسط النسائي، فقالت: إن كل مسلمة تستطيع أن تكون داعية إلى الله بسلوكها وتعاملها مع مجتمعها بعملها وهي تبلغ ما علمت من الدين وباحتسابها وهي تنهي عن منكر أو تحث على فعل خير بكل ما أتيح لها من وسائل مشروعة مثل التعليم في حلقات التحفيظ وإلقاء الدروس والمحاضرات وتثقيف النساء في مجتمعها الصغير والكبير وتربية النشء تربية إسلامية قويمة، كذلك الاعتناء بالتأليف للكتب والنشرات في مختلف الموضوعات الخاصة بالمرأة والنزول للميدان مهما كانت التضحيات وتتحمل الداعية ما تلقاه في ذات الله. وتناولت أبرز الصعوبات التي تواجه الداعيات عند القيام بمهام الدعوة إلى الله، فبينت أن الصعوبات التي تواجه المرأة الداعية تنقسم إلى نوعين: الأول صعوبات خاصة بالمرأة نفسها مثل: الشعور بالتقصير وأنها ليست على قدر المسؤولية التي ألقيت عليها والتخوف والتهيب من الدعوة والكلام أمام الآخرين، الحياء والخجل وضعف الثقة بالنفس وقلة العلم الشرعي لديها، ويضاف إلى ذلك عوائق ذاتية كالفتور أو العجلة وعدم الصبر أو العجب، وغير ذلك من أمراض النفوس، أما النوع الثاني من العوائق فيتمثل في صعوبات خارجية من البيئة أو المجتع مثل: فساد البيئة فقد تكون البيئة غير مشجعة للعمل فيها، وعدم التجاوب من الأخريات، قلة العلم الشرعي لدى الكثير من الداعيات وعدم الحرص على التحصيل العلمي، وعدم وجود جهات رسمية نسوية تدير العمل الدعوي عند النساء، وقلة وجود الداعيات اللواتي يمكن أن يكن قدوة ومعلمات مربيات للداعيات، صعوبة التوفيق بين العمل الدعوي والعمل المنزلي عند بعض النساء، عدم وجود محاضن كافية للمرأة تتدرب فيها الداعية وتطور فيها نفسها، وجود بعض الأزواج أو الأولياء الذين لا يتفهمون قدرات نسائهن الدعوية وقد لا يفهمون الولاية والقوامة فهماً صحيحاً ومن ثم لا يأذنون لمولياتهم القيام بهذه المهمة، وقلة المواصلات وصعوبتها. ورأت نوال الحازمي ان الداعية تستطيع أن تتجاوز تلك العقبات بتربية نفسها وتنميتها، فالشعور بالتقصير تعالجه بالبحث وتكميل نفسها وتربيتها والاستفادة مما عند الآخرين وهذا الشعور شعور صادق فكلما زاد علم الانسان وفضله زاد شعوره بالنقص وكلما زاد جهله زاد شعوره بالكمال، والتخوف والإحجام يزول بالتجربة والممارسة والتدرب والتدرج والحياء والخجل يزول مع الوقت إذا عرفت ان هذا النوع من الحياء المذموم، قلة العلم الشرعي تعالجه بالعلم ودخول الدورات العلمية والبرامج الجادة ودراسة العلم الشرعي من أمهات الكتب والمصادر الشرعية. أما الجوانب الأخرى التي تتعلق بالمجتمع فعلاجها يتم بتضافر الجهود بين كافة المؤسسات الدعوية لمساعدة المرأة. وواصلت القول: اما عن أهم البرامج الدعوية الأكثر جاذبية وإقناعاً للمتلقية، فإن المرأة بطبيعتها وفطرتها محبة للخير تغلبها العاطفة تؤثر فيها الكلمة الطبية، وتستجيش مشاعرها المواقف الخيرة ولهذا نجد اقبالاً شديداً في أوساط النساء على البرامج الدعوية بكافة أشكالها وأنواعها وتختلف البرامج الدعوية في مستوى جذبها للمتلقيات حسب المستوى العلمي والسن والتفكير، فكبيرات السن يحببن المحاضرات الدينية السهلة البسيطة التي تخاطب العاطفة وينجذبن لها أكثر من غيرها، وصغيرات السن يحببن البرامج المتنوعة التي تجمع بين الكلمة الهادفة والمشاهد المنوعة، والمسابقات الخفيفة ونحوها، والمتعلمات والداعيات تجذبهن اللقاءات الدعوية والمخيمات الدعوية، والمحاضرات والدروس العلمية ونحوها وهكذا نجد لكل فئة ما يناسبها.