بعد تولي المهندس عادل فقيه وزارة العمل في 19/8/2010م كتبت مقالا بعنوان متى ستنتهي فترة صمتك يا معالي الوزير؟ حيث انه قرر الصمت والاستماع قبل أن يتخذ أي قرار في سوق العمل، ولان قضية العمل والبطالة قضية شائكة ولا تعنى بها وزارة العمل وحدها فقد استبحنا العذر للوزير ولا زلنا نؤكد أن موضوع البطالة مسئولية جهات كثيرة ولكن تبقى وزارة العمل هي القائد في هذا الشأن، وبعد فترة الصمت جاء دوي برنامج نطاقات الذي لا يزال في مرحلة التطبيق ولم تتضح نتائجه وفوائده بعد، ثم جاء برنامج حافز الذي تقدم له اكثر من مليون ونصف من الباحثين عن العمل كعبء ثقيل على هذه الوزارة والآن جاء برنامج طاقات الذي سيهتم بالطاقات الوطنية للحصول على فرص العمل الحقيقية، وأنا أتابع خطوات هذه الوزارة التي تنتهج الفكر الحديث والادارة العصرية لوزيرها الذي عايش هموم سوق العمل ويعرف خفاياه وهو من قطاع رجال الأعمال، اطلعت هذا الاسبوع على خبر أعتبره في مصاف الأخبارالجريئة والصريحة في القطاع الحكومي، اذ قال وزير العمل بمنتهى الصراحة " ان 40% من موظفي وزارته غير سعداء بوظائفهم !! وأرجع السبب في ذلك لان وظائفهم لا تتناسب مع ميولهم وإمكاناتهم الحقيقية، في حقيقة الأمر أسعدتني هذه الصراحة المطلقة من معالي الوزير الذي كان على درجة من الشفافية والصراحة، لأن الاعتراف بالحقيقة هو بداية التصحيح والسير في طريق التغيير، وأحيي في معالي الوزير هذه اللفتة والبادرة الجميلة، الى ذلك نستطلع أبعاد هذه المعلومة والتي للأسف أجزم بأنها تسكن في كثير من الأجهزة الحكومية ولكنها تظل في طي الكتمان بسب عوامل وظروف عديدة تنقص الإدارات الحكومية في مواجهة مشاكلها وواقعها، فهناك كثير من الوظائف مشغولة وليست متوافقة لا من حيث الميول ولا الإمكانات كما ذكره معالي وزير العمل بل تتعداه الى عدم التوافق من حيث التخصص ولا المؤهل ونجد موظفين بشهادات وتخصصات بعيدة كل البعد عن طبيعة أعمالهم وهذا عائق كبير في تحقيق الأهداف تتحمل مسئوليته إدارات التوظيف في الجهاز أو وزارة الخدمة المدنية عند التوجيه لشغل الوظائف الشاغرة في القطاعات الحكومية ، الأمر الآخر أن هناك خسائر جسيمة تنجم من وضع الموظف في وظيفة لا تتفق مع تعليمه وتخصصه وخبرته فتكون حقل تجارب وفترة طويلة لاكتساب الخبرة مما يضيع على الجهاز فرصة جودة العمل والالمام بمتطلباته ،وفي شأن آخر كيف نطلب من هؤلاء الموظفين غير السعداء تحقيق أهداف الجهاز وهم على هذا الحال، ومن هنا نتساءل كيف نحقق هدف مصلحة المواطن وتنفيذ خدماته وإنهاء إجراءات معاملاته في القطاع الحكومي وهو على هذه الحال؟ نحن نحتاج الى غربلة شاملة لوظائف القطاع الحكومي ومتطلباته والوصف الوظيفي لوظائفه وربط ذلك بسلم الرواتب وزيادته والحوافز المرتبطة به ووضع معايير أداء لتحقيق الأهداف إن أردنا زيادة الانتاجية والعمل بجودة عاليه ، كما انني اتساءل اذا كانت نسبة 40% من موظفي وزارة العمل غير سعداء فكم هي نسبة السعادة لدى موظفي الأجهزة الاخرى وموظفي القطاع الخاص الذين يتم خدمتهم من موظفي هذه الوزارة وهم على هذه الحال؟ . الخاطرة بكل حرقة وأسف شعرت بمرارة وحسرة لما حصل في حريق مدرسة جدة رحم الله الموتى من المعلمات وشفى الله البقية من الطالبات، هذه لم تكن الاولى وربما لن تكن الأخيرة إن لم يوجد عقاب رادع لمن يتساهل بكل روح تنتمي لهذا الوطن.