اليوم نواصل حديثنا عن رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤسس الهلال الذي خدم الحركة الرياضية السعودية قرابة 70 عاما متواصلة وبلياقة تاريخية قيادية بنائية عطائية إنجازية صنعها (شيخ الرياضيين) عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله). كانت تلك العقود السبعة الماضية شاهداً على ما قدمه الرمز الكبير من تضحيات كبرى وخدمات جليلة لوطنه وماتركه من بصمات محفورة في الذاكرة الرياضية . واليوم أعود لمواصلة حديثي عن عميد المؤرخين (أبو مساعد) في جانب من شخصيته المثيرة للجدل والإعجاب ونتناول عبر هذه الأسطر الوفائية من أعمال شيخنا الجليل ورمزنا الخالد وقائدنا الفذ عبدالرحمن بن سعيد (غفر الله له) سخاءه الإنساني ولمساته الحانية في حياته بأعمال خيرية ومواقف نبيلة بما عُرف من كرم وعطاء بلا حدود نتذكر منها قبل نحو نصف قرن قيامه بتخصيص مرتبات شهرية في حدود (200)ريال للاعبين القادمين من خارج مدينة الرياض بجانب مساعدته بعض اللاعبين المحتاجين فيقف معهم وهناك من اللاعبين من اعتزل ومع ذلك استمر في مد يد العون والمساعدة المادية له اعرفهم شخصيا وأكدوا لي ذلك في مقابلات سابقة معهم نشرتها جريده "الرياض" . كما حول (ابو مساعد) بيوته في حي الظهيرة و شارع آل سويلم وعليشة والناصرية والبديعة وأخيرا مزرعته – الرحمانية – في العمارية ..الى ملتقى للرياضيين واستراحة مشرعة أبوابها يوميا أمام الجميع وبلغ كرمه (رحمه الله)أن خصص كل محصول تمور مزرعته هدايا يوزعها بسخاء على كل زواره من الأصدقاء والمحبين والفقراء .. كان يضعها في (كراتين) عند بوابة الخروج من المجلس ليأخذ كل زائر ما شاء من أنواع التمور المختلفة بعد ما قطع الرمز الراحل على نفسه عهدا ألا يبيع ثمار مزرعته وهذا السخاء بلا شك يدل على طيبة وقيم هذا الرجل النبيلة وحبه لمشاركه الآخرين في زاده اليومي . وثمة موقف آخر عايشته على الطبيعة وينم عن مبادرات (ابن سعيد)الانسانيه وشهامته تجاه لاعبي الاندية الاخرى بما فيها المنافس التقليدي –النصر- حينما اجرى قائد النصر سعد الجوهر(رحمه الله)عملية بتر لرجله وعاش وضعاً نفسياً صعباً في ظل تجاهل النصراويين لزيارته وهو يعيش في احلك ظروفه الصحية وهو ايضا (الجمجمة الذهبية ) الذي خدم الفريق الاصفر عقدين من الزمن وساهم في صنع أول انجازاته .. وفي ظل الازمة النفسية والاجتماعية الحالكة التي عاشها النجم الرا حل بادر (شيخ الرياضيين) كعادته بلفتة انسانية تنم عن قيم وخلق وأدب وشهامة (أبي مساعد)حينما انتصر على ظروفه الصحية وزار كابتن النصر الكبير بالمستشفى العسكري فكانت هذه الزيارة اشبه بالبلسم الشافي الذي اعاد التوازن النفسي والمعنوي للجوهر سيما وان (عبدالرحمن بن سعيد) دس في يد سعد (رحمهما الله ) مساعدة مادية وهو يودعه وكنت برفقته في صورة وفائية ولمسة عرفانية من الرمز الراحل الذي ثمن جهود كل من قدم خدم للحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى بصدق واخلاص و الكابتن النصراوي سعد الجوهر احد هؤلاء النجوم الكبار واللاعبين المخلصين بما عُرف عنه من مستوى رفيع واخلاق عالية اشاد بها (ابو مساعد) واثنى على اخلاصه . نجم شبابي ولاعب دولي شهير دولي في التسعينيات الهجرية مر العام الماضي بظروف مادية صعبة للغاية وسبق ل "الرياض" ان طرحت حالته وحاجته للمساعدة .. قام مطلع هذا العام برفقة الصديق- المشجع الهلالي - خالد الزلال بزياره (شيخ الرياضيين) بمزرعته في العمارية وشكا له حاله ونقل له معاناته المعيشية والحياتية فتفاعل معه الرمز الراحل وقدم له (ابو مساعد) مبلغاً من المال كما هو ديدنه في كثير من المواقف الانسانية التي تدل على اتساع قلبه الكبير واياديه البيضاء التي امتدت الى الكثير من المحتاجين والفقراء سواء كانوا من الرياضيين او غيرهم.. وللحديث عن الرمز الراحل بقية !!