*ضمت الحركة الرياضية بالمملكة في خارطتها البنائية ومساحتها التأسيسية رموزاً أفذاذاً ورواداً كباراً ساهموا في دعمها في حقبة التأسيس, ومن هذه الأسماء الكبيرة التي قدمت تضحيات جسيمة وعطاءات خالدة,.. الشيخ عبد الحميد مشخص -رحمه الله- رئيس الاتحاد والشباب -سابقا- فقد شكل الرمز الراحل قاسما مشتركا في دعم الحركة الرياضية بالمنطقة الغربية قبل 50عاما, ثم اتجهت بوصلة دعمه الكبير, وتضحياته الوفائية في بناء وقيام الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى مع بقية الرموز ابن سعيد ورفاقه المؤسسين.. عبدالله بن أحمد ومحمد عبدالله الصائغ المثلث الذين قامت على أكتافهم رياضة الوسطى في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفائت. *علاقة (المشخص) مع الرياضة بدأت قبل أكثر من خمسة عقود زمنية, وتحديدا مع توأمه الشيخ حمزة فتيحي -رحمه الله-.. فقد اشترك الاثنان معا في دعم الرياضة والمساهمة في تأسيس العديد من الفرق الرياضية بمدينة جدة.. قبل أن ينتقل المشخص للعاصمة الرياض في أوائل الستينات الهجرية من القرن الماضي وتحديدا مع انتقال الوزارات والمصالح الحكومية, حيث كان من أبرز الداعمين لمسيرة الاتحاد الذي عشقه بتأثر قوي من مؤسسه ورفيق دربه حمزة فتيحي وشكل رقما صعبا في المحافظة على البيت الاتحادي من الضياع والشتات (قبل مجيء حركة تصنيف الأندية وتسجيلها رسميا), بعد أن تصدى لأزمته وترؤسه في تلك الحقبة وتحديدا في النصف الأول من عقد السبعينات الهجرية, فقد ساهم الرمز الراحل في إرساء قواعد الاستقرار وإعادة التوازن الأصفر داخل البيت الاتحادي أبان فترة رئاسته, ودعم الإتي بلاعبين من أندية أخرى, ثم انتقل إلى المنطقة الوسطى وكان من المساهمين في نشر الرياضة بالعاصمة الرياض.. مع بقية رموز الحركة التأسيسية حمزة جعلي وعبدالعزيز أحمد وعبدالرحمن سعيد وعبدالله أخضر ومحمد إبراهيم مكي وبقية الرموز الأوائل الذين قامت الرياضة على أكتافهم في تلك الحقبة الفارطة, ومع قيام وتأسيس نادي الشباب عام 1367ه على يد ابن سعيد ألصق حب عبدالحميد مشخص لشيخ الأندية, مع الاحتفاظ بميوله الاتحادية وكان يعشق الناديين (الاتحاد والشباب) ويدعمهما بتفاعله الميولي. *كان يعد من الداعمين الكبار لنادي الشباب شأنه في ذلك شأن ابن أحمد وصالح ظفران وعبد الله التويجري -رحمهم الله- وكان بمثابة ضابط اتصال والمستشار للرئيس الراحل (عبدالله بن أحمد) الذي ترأس الشباب بعد انتقال ابن سعيد لتأسيس الأولمبي (الهلال حاليا) عام 1377ه, حيث كانت له قدرة بارعة على جذب اللاعبين المتميزين من المنطقة الغربية للعب في صفوف شيخ الأندية, وصاحب أدوار كبيرة تحدث عنها (ابن سعيد) في مذكراته التاريخية عبر الزميلة الرياض قبل سنوات مضت, وأبرزها ترأسه لنادي الشباب بعد ابتعاد ابن أحمد.. كثالث رئيس في تاريخ شيخ الأندية, وبحكم أنه كان موظفا في وزارة الزراعة, ومعظم الشخصيات الإدارية التي اتجهت لخدمة الشباب كانوا من موظفي الزراعة آنذاك أمثال صالح ظفران والمديني وقد رشحه ابن أحمد لخلافته في رئاسة الشباب, ولصعوبة المرحلة التي كانت تتطلب دعماً مالياً لتسيير أمور النادي تحمل أمانة المسؤولية القيادية فصار يخصص جزءاً من راتبه لصالح البيت الشبابي ولا يعرف أبناءه من راتبه إلا النزر اليسير!!. *وأبو غازي -رحمه الله - كشخصية اجتماعية ورياضية معروفة بأخلاقياتها العالية وطيبتها المتناهية والتواضع وحب الإيثار, ومواقفه الإنسانية مع أبنائه اللاعبين, وكان يتنازل عن حقه إذا كان من أجل الصالح العام مع الاحتفاظ بحق النادي, وكان رجلاً محبوبا من الكبار والصغار, حتى إن رائد الرياضة الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله- كان يقدره كثيراً لعدة اعتبارات, أولاً لدوره الريادي في خدمة الحركة الرياضية, وثانياً إخلاصه وتفانيه, وأخيرا لأخلاقه العالية ومحبته الصادقة للرياضة وشباب وطنه. *ففي الثمانينات عاد (المشخص) ليترأس الشباب وتحديدا بعد دمجه مع نجمة الرياض عام 1388ه, بدعم قوي ومباشر من رجالات الشباب ورموزه الكبار صالح ظفران وعبدالله التويجري والمديني... وبجهوده الوفائية وتضحياته الجسيمة أعاد للشباب استقراره الفني والإداري, كما دعم الفريق بعد الدمج الشهير بأبرز نجوم نجمة الرياض ومنهم فهد بن بريك وعمر حامد وعبدالله بن سالم وسعده وعبدالعزيز الجويعي وفهد الوعيل..ونجح شيخ الأندية للوصول لنهائي كأس الملك عام 1389ه بقيادة رمزه الراحل, بيد أنه استقال لظروفه الخاصة بعد عامين من العطاء والدعم والاستقرار الشبابي, وبقى قلبه ورغم انتقاله للغربية في التسعينيات الهجرية يتسع حبا وعشقا لشيخ الأندية. *يبقى الرمز الكبير الراحل عبد الحميد مشخص علامة بارزة في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة نظراً لإسهاماته البطولية وتضحياته الجسيمة وعطاءاته الخالدة خدمة لشباب ورياضة الوطن بعد أن قضى عقوداً من الزمن الجميل في خدمة للحركة الرياضية بكل إخلاص وتفان.