تفتخر المجتمعات المتحضرة والبلدان المتقدمة.. برموزها الكبار وعباقرتها الأفذاذ ونجومها العمالقة ورجالاتها العظام الذين أخذوا بيد الحركة التأسيسية والتطويرية في مختلف المناشط الحياتية, والأوعية الإنتاجية والأعمال البطولية والاتجاهات البنائية المجتمعية, فصافحوا بمنجزاتهم الكبيرة وخدماتهم الجسيمة وإسهاماتهم العظيمة.. إحساسهم الوطني الصادق وانتماءهم الوجداني العميق.. بعدما تركوا بصمات خالدة في صفحات المنجزات الوطنية شاهدا حيا على أدوارهم الريادية ومكانتهم الإسهامية وأعمالهم البطولية., وبالتالي تصبح معادلة التفاعل بين هذه الأوطان المتحضرة بمؤسساتها المجتمعية المدنية, وبين رموزها العمالقة.. أشبه بمعادلة كيميائية تتحد فيها مركبات وعناصر القيم الوفائية والثقافة التكريمية والمبادرة الحضارية والسلوك العرفاني في قالب تنويري رشيد, لتشكل أنموذجا للوعي المجتمعي والرقي الحضاري والتطور القيمي. فمعظم مؤسسات المجتمع المدني في هذه المجتمعات المتحضرة المعاصرة (الثقافية والتعليمية والرياضية والإعلامية والاجتماعية والصروح الأكاديمية) تبادر في تكريم رموزهم وروادهم المساهمين في المنجزات الوطنية.. وتكرّس منهجه القويم وثقافته التأصيلية, وذلك لإيمانها بالأدوار التنموية, والخدمات الجبارة, والعطاءات الخالدة التي رسمها المبدعون على خارطة أوطانهم. * وزارة التربية والتعليم خطت خطوة حضارية في الاعتراف بأهمية وفعالية ودور الرياضة كسلوك إنساني وممارسة عفوية من أجل البناء الصحي والفكري والنفسي والترويحي, فضلا عن تعزيز روح المعارف وتنمية ثقافة الحوار, وتأصيل وتفصيل القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية والتربوية في النفوس والوجدان, بتكريسها- مشكورة- ثقافة التكريم للنجم الشهير الخلوق (ماجد عبد الله) ومنحه وسام الوفاء تقديرا وإجلالا لتاريخه الوطني المشرف ولإسهاماته البطولية للكرة السعودية, وتجلى ذلك بفرد مساحة عن سيرته الرياضية وسجلاته وألقابه وإنجازاته الوطنية في منهج اللغة الإنجليزية لطلبة المرحلة الثانوية -في سابقه هي الأولى من نوعها-, وهي لفتة عرفانية ولمسة تقديرية وهدف وفائي حضاري من الوزارة التربوية تسجله في مرمى النجم الأسطوري.. بتكريم اسمه المحفور في الذاكرة الرياضية بعطائه وتضحياته ومثاليته وألقابه ومنجزاته التاريخية الوطنية في منهج تعليمي.. والأجمل بالتأكيد لو اتسعت دائرة تكريم رموز رياضة الوطن الذين ساهموا في تأسيس الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية وقيامها على أكتافهم.. فشخصية رياضية رائدة في الحركة التأسيسية والبنائية مثل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله - الذي وضع بذرة البداية الحقيقية لمشروع قيام رياضة الوطن على أرضية خصبة, وسقاها بماء الاهتمام والدعم والعناية حتى نمت نموا مثمرا, وأخذ بزمام التأسيس من بعده رجال أوفياء ورموز عصاميون سكبت من على جبينهم حبات العرق الواحدة تلو الأخرى في ميدان العطاء.. واستكمال مشروع البناء الرياضي.. نماذج وطنية ضحت بمالها وجهدها وصحتها ووقتها من أجل رياضة الوطن, ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي أسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى وخدمها 70 عاما متتالية, وأيضا الشيخ حمزة فتيحي- رحمه الله - الذي نهضت الحركة الرياضية بالمنطقة الغربية على أكتافه, ومن رواد النهضة الحديثة للرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله - الذي نقل الرياضة السعودية من عالم البداية إلى عالم الريادة.. وساهم بعمقه الاستراتيجي وفكره المستنير ورؤيته الاستشرافية في تحقيق قفزة جمبازية للكرة السعودية في فترة قياسية, قادها - الأمير الراحل- للنجاحات على كافة الأصعدة القارية والعالمية.. فمثل هذه الشخصيات الرياضية الريادية, والرموز الوطنية الكار لاجرم تستحق أن تفرد سيرتها وإسهاماتها ومنجزاتها وخدماتها وتضحياتها الوطنية في مناهج التاريخ لطلبة التعليم العام, أو مناهج الأخرى.. تقديرا وإجلالا لهذه الرموز الرياضية الخالدة التي حفرت أسماءها في ذاكرة الوطن، وحتى أيضا تطل الأجيال من نافذة التاريخ على منجزاتهم وإسهاماتهم وتضحياتهم وخدماتهم الوطنية.