يبدأ الحجيج اليوم أيام التشريق.. وسط فرحتهم بحلول عيد الأضحى المبارك.. وكذلك انتهاء الجزء الأهم من مناسك حج هذا العام.. بعد الوقوف بعرفة يوم أمس.. وبدء رجم الجمرات مع إطلالة فجر اليوم .. والتوجه إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الإفاضة أيضاً.. فما أسعد من مكنه الله من أداء مناسك حج هذا العام على أكمل وجه.. وفي أسعد حال.. وما أعظم هذا الموقف المهيب.. حيث يتدفق الحجيج مع إطلالة صباح اليوم وهم يتجهون لرمي الجمار.. ويتحللون من الإحرام.. ملبين.. وشاكرين.. ومستكملين أداء المناسك في مشعر "منى".. والأكثر مدعاة للسعادة لنا كبلد.. وكحجاج.. وكمواطنين هو .. أن جاء الحج نظيفاً والحمد لله.. نظيفاً من كل الأعراض والأمراض .. فقد أدى الجميع مناسكهم بيسر وسهولة.. دون أن يحدث ما يعكر صفوهم أو يحول بينهم وبين السكينة والخشوع التي شعروا بها هنا كما لم يشعر بها أي إنسان آخر في أي مكان من هذا العالم.. كما أدى الحافظون لأمن هذه البلاد.. وأمن حجاج الرحمن كذلك.. واجبهم على أكمل وجه.. سواء كانوا رجال أمن.. أو أطباء وخدمات إسعافية وطبية أو خدمات نقل ومواصلات وتسهيلات أو خدمات عامة أو طوافة ورعاية بكل أشكالها وألوانها.. هؤلاء جميعاً أدوا ويؤدون أعمالهم بصورة مشرفة.. طلباً للأجر.. وأداء للواجب.. وسعادة بالموقف العظيم.. وقد وفقهم الله جميعاً إلى ذلك وأعانهم عليه.. ومتع الجميع بما وُفِّر من إمكانات هائلة.. ومن خدمات واسعة.. ومن جهود خارقة نسأله تعالى أن يضاعف أجرهم عليها.. ويوفقهم في حياتهم.. ويرفع قدرهم في الآخرة.. فلهم منا التهنئة.. كما هي لكل حاج وفقه الله لأداء هذا الركن الهام.. وأعانه عليه.. وهكذا ينقضي حج هذا العام.. وهكذا يتأهب ضيوف الرحمن للعودة إلى ديارهم بعد يومين من الآن.. وقد وفقهم الله لأداء الفريضة والركن المهم بالمجيء إلى هذه الديار المقدسة.. وكتب لهم خيري الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.. وما نتمناه وقد تحققت كل هذه المعطيات الخيِّرة هو أن تكون العودة إلى الديار ميسرة.. ويكون التخلف معدوماً.. وتكون السعادة طاغية وممتدة إلى كل الأوطان.. فما قدمته المملكة وتقدمه لضيوف الرحمن.. كان ومازال وسيظل مصدر سعادتنا.. وبالتالي فإن من حقنا على كل من يأتون إلينا أن يحملوا بين جوانبهم هذه الصورة الكريمة عن بلادنا.. وعن إنساننا.. وعن أوجه الحياة وكل مظاهر الأمان التي نعموا بها في ربوعنا.. وأن ينقلوها إلى بلدانهم.. وإلى شعوبهم.. وإلى عالمهم الكبير.. كما أن من حق أبناء الأمة علينا أن يجدوا هذه الربوع في العام القادم وما بعده وقد شهدت المزيد من الإنجازات العظيمة من أجلهم.. ونعم الجميع بها وسعدوا بتواصلها.. وتفيأوا ظلال الأمن المحيطة بها.. وكل عام وأنتم بألف خير.،،، *** ضمير مستتر [ العيد.. هو ما نشعر به في أعماقنا.. وينعكس مسرة على حياتنا ]